التجربة الصاروخية الإيرانية تجر عقوبات جديدة وواشنطن تؤكد فشلها

مصادر أميركية رسمية تقول لشبكة "فوكس نيوز"، الجمعة، إن الصاروخ الإيراني، الذي يوصف بأنه قادر على حمل أقمار اصطناعية إلى الفضاء، والذي أطلق يوم أمس الأول، قد "فشل بشكل كارثي"، ويرجح أنه انفجر في الجو قبل أن يصل الفضاء

التجربة الصاروخية الإيرانية تجر عقوبات جديدة وواشنطن تؤكد فشلها

(أ ف ب)

قالت مصادر أميركية رسمية لشبكة "فوكس نيوز"، يوم أمس الجمعة، إن الصاروخ الإيراني، الذي يوصف بأنه قادر على حمل أقمار اصطناعية إلى الفضاء، والذي أطلق يوم أمس الأول، قد "فشل بشكل كارثي"، ويرجح أنه انفجر في الجو قبل أن يصل الفضاء.

وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قد أعلن، الخميس، أن "مركز الفضاء، على اسم الإمام الخميني، قد افتتح رسميا بتجربة ناجحة في إطلاق صاروخ سيمورغ، المبنى بموجب نماذج الصواريخ الكورية الشمالية، والقادر على وضع قمر اصطناعي في الفضاء بزنة 250 كيلوغراما".

وجاء أن القيادة الإستراتيجية للولايات المتحدة أكدت، في اليوم نفسه، أن الصاروخ لم يضع أي قمر اصطناعي في الفضاء. كما أشارت معلمومات استخبارية، من يوم أمس، إلى فشل جهود إيران في وضع قمر اصطناعي عملاني في الفضاء.

وكانت جهات أميركية رسمية قد عبرت منذ وقت طويل عن قلقها من أن التكنولوجيا التي تستخدم لوضع أقمار اصطناعية في الفضاء يمكن ملاءمتها لإنتاج صواريخ باليستية طويلة المدى، وقادرة على ضرب الولايات المتحدة.

وفي حين أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني نجاح التجربة، قالت وكالات الاستخبارات الأميركية إن الحديث عن دعاية وليس حقيقة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، إنه بالرغم من الفشل، فإن محاولة إطلاق صاروخ تشكل خرقا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، مضيفة أن الولايات المتحدة تعتبر ذلك استمرارا لمحاولات تطوير صواريخ باليستية.

وفي مقر الأمم المتحدة تحدثت مندوية الولايات المتحدة إلى المنظمة الأممية، نيكي هايلي، عن "انعدام الثقة" بإيران.

وقالت هايلي في بيان إن "دعم إيران الكبير للإرهابيين يعني أننا لا يمكن أن نثق بها. وإخلال إيران بواجباتها بشأن التجارب الصاروخية يعني أننا لا يمكننا أن نثق بها. وتجربة إطلاق الصاروخ أمس تثبت ذلك مرة جديدة".

يذكر في هذا السياق أن البيت الأبيض كان قد أعلن، الليلة الفائتة، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ينوي التوقيع على أمر يفرض عقوبات جديدة على طهران وموسكو وبيونغ يانغ.

وكانت فرنسا وألمانيا وبريطانيا قد انضمتا إلى الولايات المتحدة في بيان مشترك اعتبروا فيه أن إطلاق الصاروخ الإيراني لا يتوافق مع قرار مجلس الأمن.

ووجهت الدول الأربع رسالة إلى الامين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعربت فيها عن "قلقها"، بحسب البيان المشترك.

وأوضح البيان أن الحكومات البريطانية والفرنسية والألمانية تناقش هذه المسائل في حوارات ثنائية تجريها مع إيران.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أكد قبل صدور البيان المشترك للدول الأربع، أن "تجربة إطلاق صاروخ القمر الاصطناعي حق مطلق للجمهورية الإسلامية، ويتوافق مع الالتزامات الدولية للبلاد"، بحسب ما نقلت السبت وسائل إعلام إيرانية.

وأضاف قاسمي أن "لا قيود لإيران في تطوير قدرتها التكنولوجية، وهي لا تنتظر موافقة أي بلد على أنشطة علمائها وخبرائها في مختلف المجالات".

وفي أعقاب إطلاق الصاروخ الإيراني، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات اقتصادية على ست شركات إيرانية، لها دور أساسي في برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. وهذه الشركات مملوكة ومدارة من قبل مجموعة "شهيد همات إندستريال غروب".

وتشمل العقوبات تجميد أي أصول للشركات في الولايات المتحدة، ومنع المواطنين الأميركيين من التعامل معها. وستواجه المؤسسات الأجنبية إجراءات عقابية إذا تعاملت مع الكيانات الخاضعة للعقوبات، بحسب وزارة الخزانة.

ولدى إعلانه عن العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران، قال وزير الخزانة، ستيفن منوتشين، إنها "تؤكد قلق الولايات المتحدة البالغ حيال مواصلة إيران تطوير واختبار صواريخ بالستية وغيره من التصرفات الاستفزازية".

وحذر منوتشين من أن واشنطن "ستستمر بالتصدي بحزم لأنشطة إيران المتعلقة بالصواريخ البالستية، سواء إطلاق الصواريخ إلى الفضاء بصورة استفزازية، أو تطوير أنظمة صواريخ بالستية، أو الدعم المرجح لإطلاق الحوثيين الصواريخ على السعودية، كما حصل نهاية الأسبوع الماضي".

وبحسب بيان وزارة الخزانة الأميركية فإن "الصواريخ التي تحمل أقمارا اصطناعية تستخدم تكنولوجيات مماثلة إلى حد بعيد لتلك المستخدمة لصنع صواريخ بالستية عابرة للقارات، وهذا الإطلاق يشكل تهديدا من قبل إيران".

يشار إلى أن واشنطن كانت قد فرضت عقوبات اقتصادية جديدة، خلال الشهر الجاري، على إيران بسبب برنامج الصواريخ الباليستية، واعتبرت أن "سلوك إيران السيئ في الشرق الأوسط يزعزع أي مساهمة إيجابية قد تكون للاتفاق النووي الذي تم التوقيع عليه في العام 2015".

ويعتبر لجوء إدارة ترامب إلى فرض عقوبات على طهران تعبيرا عن نيته في ممارسة ضغوط شديدة عليها، دون إلغاء الاتفاق النووي، علما أنه سبق وأن أطلق تصريحات ضد الاتفاق في السابق.

 

التعليقات