كوريا الشمالية تتحدى العقوبات وترفض الحوار مع أميركا

رفضت كوريا الشمالية اشتراط وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون وقف بيونغيانغ برنامجها الصاروخي البالستي من أجل عودة الحوار الأميركي معها، مؤكدة أنها لن تتفاوض على سلاحها النووي في ظل "التهديدات" الأميركية.

كوريا الشمالية تتحدى العقوبات وترفض الحوار مع أميركا

تيلرسون: على كوريا الشمالية أن توقف اختباراتها البالستية.(أ.ف.ب.).

رفضت كوريا الشمالية اشتراط وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون وقف بيونغيانغ برنامجها الصاروخي البالستي من أجل عودة الحوار الأميركي معها، مؤكدة أنها لن تتفاوض على سلاحها النووي في ظل "التهديدات" الأميركية.

وكان تيلرسون أكد للصحافيين على هامش منتدى أمني إقليمي في مانيلا، أن واشنطن لن تدرس إجراء حوار مع بيونغيانغ، إلا إذا أوقفت الأخيرة برنامجها الصاروخي البالستي.

وقال تيلرسون إن "أفضل إشارة يمكن أن ترسلها كوريا الشمالية إلى أنها مستعدة للحوار هي وقف إطلاق هذه الصواريخ".

واعتبر تيلرسون أن تبني الأمم المتحدة عقوبات مشددة على بيونغيانغ يعكس نفاد صبر المجتمع الدولي إزاء الطموحات النووية لبيونغيانغ.

في المقابل، دانت كوريا الشمالية الحزمة الأخيرة من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على خلفية برنامجيها البالستي والنووي، مؤكدة أنها لن تتفاوض على سلاحها الذري في ظل استمرار التهديدات الأميركية لها.

وأشارت بيونغيانغ في بيان إلى أن العقوبات الأخيرة تعد "انتهاكا صارخا لسيادتنا،" بحسب بيان لوكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

وأكدت "لن نضع برنامج الردع النووي الذي نملكه للدفاع عن أنفسنا على طاولة المفاوضات في ظل استمرار التهديدات الأميركية". وأضافت "لن نأخذ قط أي خطوة للتراجع عن تعزيز قوتنا النووية".

إلا أن تيلرسون أشار إلى احتمال جلوس مبعوثين أميركيين في وقت ما للتفاوض مع النظام الكوري الشمالي المعزول لتفادي التهديد المتزايد للحرب.

وجاءت تصريحات تيلرسون عقب لقاء نادر بين وزيري خارجية الكوريتين على هامش منتدى أمني إقليمي في مانيلا، لم يبد خلاله وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ أي مؤشر إلى أن العقوبات الأخيرة تشكل تهديدا لبلاده.

وأقر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإجماع أعضائه الخمسة عشر اقتراحا أميركيا بفرض عقوبات ضد كوريا الشمالية يمكن أن تكلف بيونغيانغ مليار دولار سنويا، في محاولة لكبح جهود الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، لجعل بلاده قوة نووية.

وتأتي القرارات ردا على تجربتي إطلاق صواريخ بالستية عابرة للقارات اجرتهما بيونغيانغ الشهر الماضي تفاخر على إثرهما الزعيم الكوري الشمالي بقدرة بلاده على استهداف أي منطقة من الولايات المتحدة.

وأفاد البيت الأبيض في بيان إثر مكالمة هاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن الاحد بأنّ "الزعيمين قالا إن كوريا الشمالية تشكل تهديدا مباشرا وجديا ومتناميا للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان وكذلك لمعظم دول العالم".

وكان ترامب رحب بالتصويت بالإجماع في مجلس الأمن مؤكدا أنه "يقدر" لروسيا والصين دعمهما لمشروع القرار الأميركي وعدم استخدامهما لحق النقض ضده.

وكتب ترامب على تويتر "أجريت للتو محادثة هاتفية مع الرئيس الكوري الجنوبي مون (جاي-إن). مسرور جدا ومتأثر جراء التصويت بإجماع الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن في الأمم المتحدة على العقوبات ضد كوريا الشمالية".

العالم متحد

سعى تيلرسون الذي أجرى، الأحد، في مانيلا محادثات منفصلة مع وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف، والصيني وانغ يي، إلى تأكيد وجود موقف موحد ضد كوريا الشمالية.

وقال تيلرسون الاثنين إنه "من الواضح جدا إنه لا خلاف في الأسرة الدولية بشأن ما هو مطلوب من كوريا الشمالية، بأن عليها اتخاذ إجراءات لتحقيق كل الاهداف المتمثلة في جعل شبه الجزيرة الكورية خالية من السلاح النووي".

والتقى تيلرسون نظيريه الصيني وانغ والروسي لافروف على هامش لقاء جمع كبار ممثلي الدول الـ26 في آسيا-المحيط الهادئ والاتحاد الأوروبي معروف تحت اسم "منتدى اسيان الإقليمي".

وأشار وزير الخارجية الصيني إلى استمرار اختلاف وجهات النظر بين الدول الكبرى حيال طريقة التعاطي مع كوريا الشمالية، لكنه كرر الأحد موقف الصين بأن العقوبات وحدها لا تحل المشكلة داعيا الولايات المتحدة إلى استئناف الحوار مع كوريا الشمالية.

وقال وانغ "وحدهما الحوار والتفاوض هما السبيل الصحيح لمعالجة مسألة شبه الجزيرة الكورية".

وأكد تيلرسون أن على كوريا الشمالية أن توقف اختباراتها البالستية إذا أرادت الحوار مع الولايات المتحدة من أجل حل الأزمة. إلا أنه لم يحدد إطارا زمنيا لإمكانية إجراء حوار كهذا أو فترة زمنية لامتناع بيونغيانغ عن القيام بهذه التجارب.

وتابع تيلرسون "لن أذكر عددا محددا من الأيام أو الأسابيع. الأمر يتعلق بروح هذه المفاوضات. يمكنهم إبداء استعدادهم للجلوس على طاولة المفاوضات بروح تحقيق تقدم في هذه المحادثات عبر عدم إجرائهم المزيد من التجارب الصاروخية".

وصافحت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانغ كيونغ وا نظيرها الشمالي ري هونغ يو، في لقاء نادر قبيل عشاء على هامش منتدى رابطة دول جنوب شرق أسيا.

ودعت الوزيرة الكورية الجنوبية بيونغيانغ إلى قبول الدعوة إلى إجراء حوار بهدف تخفيف حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية وإلى تنظيم اجتماع للعائلات التي فرقتها الحرب الكورية، بحسب وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.

لكن وبحسب يونهاب، رد وزير الخارجية الكوري الشمالي بأن اقتراحات سيول ليست صادقة. وقال إنه "بالنظر إلى الوضع الحالي الذي يتعاون فيه الجنوب مع الولايات المتحدة من أجل زيادة الضغوط على الشمال، فإن مقترحات كهذه تفتقد إلى المصداقية".

التعليقات