هل حصلت ك.الشمالية على محركات صواريخ أوكرانية؟

نيويورك تايمز: نجاح التجارب الصاروخية الأخيرة التي أجرتها بيونغ يانغ باتت ممكنة نظرا لأن كوريا الشمالية قامت بشراء محركات صواريخ متطورة من مصنع في أوكرانيا، عن طريق السوق السوداء

هل حصلت ك.الشمالية على محركات صواريخ أوكرانية؟

(أ ف ب)

قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الإثنين، إن نجاح التجارب الصاروخية الأخيرة التي أجرتها بيونغ يانغ باتت ممكنة نظرا لأن كوريا الشمالية قامت بشراء محركات صواريخ متطورة من مصنع في أوكرانيا، عن طريق السوق السوداء. في المقابل فإن أوكرانيا تنفي تزويد كوريا الشمالية بتكنولوجيا صاروخية.

وقال التقرير، الذي استند إلى تقرير خبراء ووجهة نظر استخبارية سرية، إن المحركات التي قدمها مصنع "يوجماش" الأوكراني لكوريا الشمالية استخدمت لإجراء التجربتين الأخيرتين بالصواريخ البالستية العابرة للقارات في تموز/يوليو الفائت، بما جعل بيونغ يانغ قادرة على ضرب أهداف في الولايات المتحدة.

وبحسب دراسة نشرها مايك ألمان، وهو خبير الصواريخ في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS)، فإن كوريا الشمالية استبدلت، في السنتين الأخيرتين، مزوديها بالقطع وتصاميم صواريخها، وذلك في أعقاب الفشل في عمليات الإطلاق في السنوات التي سبقت ذلك، حيث أن جزءا من الإخفاقات يعود إلى تخريب أميركي متعمد في سلسلة عملية التزويد بالقطع، إضافة إلى الهجمات السيبرانية على التجارب نفسها.

يذكر أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كان قد اعتبر أن الصين هي المصدر الأساسي للمساعدة الاقتصادية والتكنولوجية لكوريا الشمالية، ولم يتهم أوكرانيا أو روسيا أبدا. ولكن بعد التجربة الصاروخية الأخيرة، أطلق وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، تصريحا ضبابيا وصف فيه روسيا والصين بأنهما "المزودتان الاقتصاديتان الأساسيتان لكوريا الشمالية".

وتوصل الباحثون الذين حللوا صور الصواريخ التي نشرتها كوريا الشمالية، مؤخرا، إلى نتيجة مفادها أن تصميم المحركات الجديد قد أخذ من تصاميم الصواريخ السوفييتية سابقا. وكان قد تم إنتاج هذه المحركات في عدد من المواقع السوفييتية، وجرى تقليص عملية البحث وصولا إلى مصنع "يوجماش" في دنيبرو في أوكرانيا، الذي كان ينتج الصواريخ للترسانة السوفييتبة، وبضمنها "SS-18" الضخمة. وظل المصنع أحد المنتجين الرئيسيين لروسيا حتى بعد استقلال أوكرانيا.

ويعتقد الخبراء أن محركات الصواريخ وصلت من أوكرانيا إلى كوريا الشمالية، وتم استخدامها في التجربتين الصاروخيتين الأخيرتين.

وقال ألمان إن التقديرات تشير إلى أن الصواريخ وصلت من أوكرانيا إلى كوريا الشمالية بطريقة غير قانونية، بيد أن عدد هذه المحركات غير معروف.

وقد عرض الباحث نفسه تحقيقا للأمم المتحدة يظهر أن كوريا الشمالية حاولت سرقة معلومات سرية عن الصواريخ من مصنع "يوجماش"، وتم اعتقال كوريين شماليين اثنين. وبحسب الأمم المتحدة فإن المعلومات التي حاولت كوريا الشمالية سرقتها تتصل بمنظومات صاروخية ومحركات وقود سائل ومنظومات تزويد وقود للصواريخ. ويخشى الخبراء من أنه بسبب الفوضى التي حصلت في أوكرانيا فإن كوريا الشمالية كررت محاولتها.

وكان قد نفى مصنع "يوجماش" أن يكون قد باع تكنولوجيا خارج أوكرانيا. كما نشرت وكالة "إنترفاكس" أن مجلس الأمن التابع لأوكرانيا ينفي أن يكون قد صدر تكنولوجيا صاروخية إلى كوريا الشمالية. ولكن الولايات المتحدة رفضت تصديق النفي، بادعاء أنه لا يوجد أي دليل على أن رئيس أوكرانيا، بترو بوروشينكو، يعرف ماذا يجري في المصنع أو يسيطر على ما يجري فيه.

وردا على تقرير "نيويورك تايمز"، نفت أوكرانيا، اليوم، بشكل قاطع تزويدها كوريا الشمالية بتكنولوجيا دفاعية.

وقال أمين عام مجلس الأمن والدفاع في أوكرانيا، أولكسندر تورتشينوف، في بيان "أوكرانيا لم تزود كوريا الشمالية على الإطلاق بمحركات أو أي نوع من التكنولوجيا الصاروخية".

وقالت شركة "يوجماش" الأوكرانية المملوكة للدولة إنها لم تنتج صواريخ باليستية من الفئة العسكرية منذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي عام 1991.

وأضافت الشركة في بيان نشرته على موقعها على الإنترنت "خلال سنوات الاستقلال لم تنتج يوجماش، ولا تنتج حاليا، صواريخ أو أنظمة صواريخ عسكرية".

التعليقات