تقرير: إعصار هارفي يعد الأغرب تأثيرًا على أسواق النفط

حين ضرب الإعصار كاترينا الساحل الأميركي على خليج المكسيك في آب/أغسطس 2015 كانت الولايات المتحدة تصدر 1.3 مليون برميل يوميا من البترول. يوم الخميس الماضي كانت تصدر الولايات المتحدة ما بين خمسة وستة ملايين برميل يوميا من الخام والمنتجات.

تقرير: إعصار هارفي يعد الأغرب تأثيرًا على أسواق النفط

(أ ف ب)

يعد تأثير إعصار "هارفي" على أسواق النفط العالمية، أحد أغرب الأمور التي شهدها مسؤولو أوبك المخضرمون، على خلاف الأعاصير الكبيرة السابقة مثل كاترينا في 2005.

أسعار النفط انخفضت خلال الإعصار مع تركيز المتعاملين على الأثر السلبي على طلب المصافي الأميركية المتضررة بدرجة أكبر من الضربة التي تلقتها الإمدادات بسبب تضرر الإنتاج.

وقد شكل ذلك (الانخفاض) مبعث خيبة أمل كبيرة لدول أوبك التي تقيد إمدادات النفط في الوقت الحالي في مسعى لدفع الأسعار للارتفاع"، تقول "رويترز" في تقرير لها، الخميس.

ونقلت عن مندوب لدى أوبك "أدهشه غياب أثر هارفي" قوله: "يبدو أنه ما من حدث سيدفع سعر النفط للارتفاع كثيرا".

وأصاب الارتباك مندوبا آخر بعد انخفاض أسعار النفط هذا الأسبوع لتتحدى أيضا تراجعا كبيرا في الإنتاج الليبي بسبب عدم الاستقرار.

وقال المندوب لرويترز: "كل شيء غريب حقا. معنويات السوق تغيرت كثيرا في السنوات العشر الأخيرة".

لكن ما زال من غير الواضح ما إذا كانت السوق ستظل تخيب أمل سادتها المنتظرين في ظل انقسام المحللين بشأن ما إذا كان طلب المصافي الأميركية "سيتعافى بوتيرة أسرع من الإنتاج الأميركي".

"لا بد أن أوبك تستشيط غضبا"

تجاهلت أوبك طويلا، يتابع التقرير، ثورة النفط الصخري الأميركية التي ساعدت أكبر مستهلك للنفط في العالم على زيادة الإنتاج بقوة ليصبح مصدرا كبيرا للخام ومنتجاته في السنوات الأخيرة.

وحين اعترفت أوبك أخيرا بالتهديد، شرعت المنظمة بقيادة السعودية في حرب إمدادات مع الولايات المتحدة هدفت إلى الإضرار بقطاع النفط الأميركي، الذي يتسم بارتفاع التكلفة، عبر خفض أسعار النفط.

لكن في العامين الأخيرين، كبحت أوبك الإنتاج لدعم الأسعار بسبب الضغوط الكبيرة التي فرضها انخفاض الأسعار على ماليات معظم الأعضاء.

وأنعش التحرك نمو قطاع النفط الأميركي مع زيادة الإنتاج والصادرات إلى مستويات مرتفعة جديدة حتى الإعصار هارفي.

ولكن، وبخلاف الإعصارين كاترينا وجوستاف، حين تسببت رياح قوية في الإضرار بإنتاج النفط، فإن هارفي عطل بشدة أيضا قطاع التكرير الأميركي وخطوط أنابيب المنتجات مما تسبب في ارتفاع أسعار المنتجات.

وقال أوليفر جاكوب من بتروماتركس للاستشارات إن أسعار البنزين في الولايات المتحدة أصبحت عند مستويات لا تبلغها عادة إلا عندما يكون سعر النفط نحو 84 دولارا للبرميل بينما تبلغ أسعار العقود الآجلة لخامي برنت وغرب تكساس الوسيط الأميركي 51 و46 دولارا على الترتيب.

وأضاف: "لا بد أن أوبك تستشيط غضبا، إنهم لا يحصلون على أي من هذا (المكسب)".

منظور عالمي

لكن الأمر لم يحسم بعد سواء استمرت الأمور على هذا المنوال أو إن كان هارفي سيساعد في نهاية المطاف جهود أوبك لإعادة التوازن لسوق النفط عبر الإضرار بالإمدادات أكثر من الطلب.

وتخفض أوبك وعدد من المنتجين غير الأعضاء في المنظمة تقودهم روسيا الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا منذ بداية العام على أمل خفض مخزونات النفط والمنتجات العالمية إلى ما بين 2.7 و2.8 مليار برميل من مستواها القياسي المرتفع البالغ أكثر من ثلاثة مليارات برميل.

المخزونات الأميركية انخفضت بقوة في الأسابيع القليلة الماضية

ويقول بنك الاستثمار جولدمان ساكس، أحد أنشط البنوك في تجارة السلع الأولية، إنه يعتقد أن هارفي سيبطئ استعادة السوق لتوازنها لأنه سيخفض الطلب 0.7 مليون برميل يوميا في الشهر المقبل ولأن له تأثيرا عاما سلبيا.

في حين ترى "آي.إن.جي" أن أسعار الخام الأميركي "تتجه للانخفاض مع عودة الإنتاج الذي تضرر بفعل الإعصار إلى طبيعته أسرع من طلب المصافي التي ما زالت مغلقة بسبب السيول".

الصادرات الأميركية عامل حاسم

فحين ضرب الإعصار كاترينا الساحل الأميركي على خليج المكسيك في آب/أغسطس 2015 كانت الولايات المتحدة تصدر 1.3 مليون برميل يوميا من البترول. يوم الخميس الماضي كانت تصدر الولايات المتحدة ما بين خمسة وستة ملايين برميل يوميا من الخام والمنتجات. وبحسب جاكوب من بتروماتركس فإن هارفي سيساعد أوبك وهدفها المتمثل في تقليص المخزونات في بقية العالم إذا طال أمد التعطل الحالي للصادرات.

أمريتا سين، من إنرجي أسبكتس، تقول: "في نهاية المطاف يجب أن يهتموا في أوبك بالمنظور العالمي وبتلك الطريقة فإن تأثير هارفي هو دفع الأسعار للارتفاع حتى إن تسبب في تراجع أسعار الخام الأميركي في الأمد القريب"، مشيرة إلى أنه "بالنظر إلى ارتفاع أسعار المنتجات فإن المصافي في أوروبا وآسيا ستعمل بطاقتها القصوى وهو ما سيدعم في نهاية المطاف أسعار الخام في أنحاء العالم".

التعليقات