واشنطن تحيي ذكرى ضحايا 11 سبتمبر وأدلة جديدة تتهم السعودية

محامو الضحايا يقدمون أدلة جديدة في دعوى قضائية أمام محكمة في نيويورك تثبت تورط موظفين في السفارة السعودية في واشنطن بتمويل ودعم عناصر الشبكة التي نفذت الهجمات وتطالب الحكومة السعودية بدفع مليارات الدولارات كتعويضات مالية لعائلات الضحايا

واشنطن تحيي ذكرى ضحايا 11 سبتمبر وأدلة جديدة تتهم السعودية

أحيت الولايات المتحدة اليوم، الإثنين، ذكرى ضحايا هجمات 11 سبتمبر عام 2011، بعد أيام معدودة من قيام محامي ضحايا الهجمات أدلة جديدة في دعوى قضائية، أمام محكمة في نيويورك، تثبت تورط موظفين في السفارة السعودية في واشنطن، بتمويل ودعم عناصر الشبكة التي نفذت الهجمات، وتطالب الحكومة السعودية بدفع مليارات الدولارات كتعويضات مالية لعائلات الضحايا.

ووقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم، دقيقة صمت في البيت الأبيض في ذكرى مرور 16 عاما على الهجمات.

وتجمع ترامب وزوجته ميلانيا وعدد كبير من معاونيه، في إحدى حدائق البيت الأبيض عند الساعة 08:46 بالتوقيت المحلي، 12:46 بتوقيت غرينتش، وهو توقيت اصطدام الطائرة الأولى التي اختطفها تنظيم "القاعدة"، بأحد برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.

ونُكست أعلام البيت الأبيض إحياء لذكرى ضحايا الاعتداءات التي أسفرت عن وقوع حوالى ثلاثة آلاف قتيل في الولايات المتحدة، عدد كبير من بينهم في مانهاتن.

وفي الوقت نفسه، يقف الأميركيون في أماكن عدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة دقيقة صمت خصوصا في "غراوند زيرو"، موقع برجي التجارة العالمية في نيويورك، حيث تليت أسماء قتلى الاعتداءات بالتسلسل الأبجدي.

يذكر أنه في 11 أيلول/سبتمبر 2001، اختطف 19 عنصرا ينتمون الى القاعدة، غالبيتهم سعوديون،

أربع طائرات وصدموا بها برجي التجارة العالمية في نيويورك ومبنى البنتاغون، مقر وزارة الدفاع الأميركية بالقرب من واشنطن، فيما سقطت إحداها في شانكسفيل في بنسلفانيا.

ولا يزال نحو 75 ألف شخص يعانون من اضطرابات صحية نفسية أو جسدية مرتبطة بالهجمات، استنشق كثيرين منهم جزيئات مسببة للسرطان خلال محاولتهم إنقاذ أشخاص.

أدلة جديدة تتهم السعودية بالوقوف وراء الهجمات

وقدم محامو الضحايا أدلة جديدة في دعوى قضائية تثبت تورط موظفين في السفارة السعودية في واشنطن، بتمويل ودعم أفراد الشبكة التي نفذت الهجمات.

وقال شين كارتر، وهو أحد أبرز المحامين الذين يمثلون عائلات نحو 1400 أميركي قتلوا في هجمات سبتمبر، إن الأدلة الجديدة المقدمة إلى المحكمة تظهر أن السفارة السعودية في واشنطن دفعت قبل سنتين من الهجمات، ثمن تذاكر سفر لعميلين سريين في الاستخبارات السعودية، انتقلا من فينيكس إلى واشنطن في مهمة تدريبية استكشافية، في إطار التخطيط لكيفية خطف الطائرات الأميركية، التي استخدمت في تنفيذ الهجمات في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا.

وأضاف أن "الوثائق المقدمة تثبت تورط مراجع سعودية رسمية في الدعم المالي واللوجستي للعملية الإرهابية"، متهماً الحكومة السعودية في "دعم المؤامرة الإرهابية منذ بداية التخطيط لها، والمباشرة بتنفيذ مراحلها الأولى، بما في ذلك استطلاع إجراءات الأمن المتبعة على الطائرات الأميركية قرب مقصورة الطيار".

من جانبها، نقلت صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية عن وثائق مكتب التحقيقات الفيدرالية قولها إن الطالبين السعوديين، محمد القضايين وحمدان الشلاوي، كانا في الواقع أعضاء في "شبكة عملاء المملكة في الولايات المتحدة" وشاركا في المؤامرة الإرهابية.

وأوضحت أن الطالبين كانا قد تدربا في معسكرات "القاعدة" في أفغانستان في الوقت نفسه كان فيه بعض المختطفين هناك. وبينما كانا يعيشان في ولاية أريزونا، كانا على اتصال منتظم مع الطيار السعودي الخاطف وقائد كبير في تنظيم "القاعدة" من السعودية مسجون الآن في غوانتنامو.

وقد عمل كل من القضايين والشلاوي لدى الحكومة السعودية وتلقوا أموالاً منها، وكان القضايين يعمل لدى وزارة الشؤون الإسلامية. في حين كان الشلاوي "موظفا منذ فترة طويلة في الحكومة السعودية"، وكانا على اتصال دائم "مع المسؤولين السعوديين أثناء تواجدهما في الولايات المتحدة.

ورأى المحامي الأميركي، أن الأدلة الجديدة، تدعم فرضية وجود علاقات قوية بين تنظيم "القاعدة" ومسؤولين في الحكومة السعودية.

وقدم محامون يمثلون الحكومة السعودية، الشهر الماضي، طلباً للمحكمة لصرف النظر عن القضية، لكن القاضي الفدرالي طلب عقد جلسة مع محامي الضحايا في شهر نوفمبر المقبل.

يذكر أنه رفعت عدة قضايا أمام المحاكم الأميركية تتهم الحكومة السعودية بالوقوف وراء هجمات سبتمبر، منذ إقرار الكونغرس الأميركي، العام الماضي، قانون "جاستا"، الذي يسمح بمحاكمة مسؤولين سعوديين يشتبه بعلاقاتهم بالمجموعات، أمام المحاكم الأميركية.

زكريا موسوي الخاطف العشرون: تمويل من أمير سعودي

أشارت أوساط قضائية أميركية، في أواخر العام 2014، إلى أن السجين المغربي زكريا موسوي، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر مع خاطفي الطائرات، عكف خلال الأيام والأسابيع الأخيرة في العام 2014، على كتابة رسائل بخط يده مذيلة بعبارة "العبد لله... الخاطف العشرون"، أُرسلت إلى محاكم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ويدّعي في بعضها أن أميرا سعوديا قدّم مساعدات مالية له ولمنفذي الهجمات.

ويزعم موسوي في رسائله وجود مؤامرة لمنعه من الإدلاء بشهادته حول هذا الأمير الذي لم يكشف عن اسمه. وتقول الأوساط الأميركية إن موسوي أعرب في إحدى الرسائل عن مخاوفه من التآمر على قتله، والادعاء بأنه انتحر.

يذكر أن زكريا موسوي، البالغ من العمر حاليا 49 عاما، لم يشارك في "هجمات سبتمبر"، لأنه كان قد اعتُقل قبل الهجمات بفترة وجيزة بعد أن اشتبهت به مدرسة لتعليم الطيران، لأنه أراد أن يتعلم قيادة طائرات "بوينغ 747" من دون أن يبدي أي اكتراث بالحصول على شهادة تخرج.

واعترف موسوي أثناء محاكمته في العام 2005 بأنه كان يخطط لمهاجمة البيت الأبيض في 11 سبتمبر/أيلول 2001، لكن وجوده في السجن حرمه من المشاركة في الهجمات.

وكان الخاطفون الـ19، وهم 15 سعودياً وإماراتيان ومصري ولبناني، قد توزعوا على أربع طائرات يقودها أربعة ممن تدربوا على الطيران، فيما أُسندت مهمة السيطرة على ركاب كل طائرة إلى أربعة من الخاطفين.

لكن الطائرة التي قادها اللبناني زياد الجراح كان عدد الخاطفين فيها أقل من المحدد، فتمكّن الركاب من الدخول معهم في عراك بالأيدي، وأُسقطت الطائرة في بنسلفانيا قبل وصولها إلى هدفها المفترض في واشنطن، وفقاً للرواية الرسمية الصادرة عن الكونغرس الأميركي في تقرير خاص عن الأحداث.

التعليقات