بادوك جمع ترسانة أسلحة بشكل قانوني قبل مجزرة لاس فيغاس

في أعقاب مجزرة لاس فيغاس تبين أن مرتكب المجزرة، ستيفن بادوك، تمكن من جمع ترسانة أسلحة تتألف من 47 قطعة سلاح من ثلاثة مصادر، إضافة إلى آلاف الذخائر وأجهزة تحول البنادق إلى سلاح رشاش

بادوك جمع ترسانة أسلحة بشكل قانوني قبل مجزرة لاس فيغاس

أحد متاجر الأسلحة (أ ف ب)

في أعقاب مجزرة لاس فيغاس، الأحد، والتي سقط يها 59 قتيلا وأصيب أكثر من 500 آخرين، تبين أن مرتكب المجزرة، ستيفن بادوك، تمكن من جمع ترسانة أسلحة تتألف من 47 قطعة سلاح من ثلاثة مصادر، إضافة إلى آلاف الذخائر وأجهزة تحول البنادق إلى سلاح رشاش.

ورغم بعض القيود على بيع عدة قطع سلاح للشخص نفسه، إلا أنه، وبموجب القوانين المتساهلة بالإمكان جمع ترسانة من البنادق، على غرار بادوك، بسهولة وبشكل قانوني، وخاصة في ولاية نيفادا، دون أن يكون ذلك لافتا للانتباه.

يشار إلى أنه يتم شراء غالبية الأسلحة لدى باعة يحملون رخصا فدرالية، وعليهم التحقق من خلفية الزبائن، ويقوم مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي" بمقارنة أسمائهم مع ثلاث قواعد بيانات تضم أسماء المجرمين المعروفين. وفي حالة بادوك، المتقاعد الستيني، فبإمكانه شراء العدد الذي يريده من الأسلحة.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة "فرانس برس" عن المسؤولة القانونية في مركز مكافحة أعمال العنف بالأسلحة النارية، لورا كوتيليتا، قولها إن هناك بعض الضوابط، إذ يتعين على باعة السلاح المرخص لهم والذين يتولون نحو 60% من مجمل عمليات بيع الأسلحة النارية إبلاغ "هيئة الكحول والتبغ والأسلحة النارية" عند بيع قطعتين أو أكثر للشخص نفسه في غضون خمسة أيام عمل.

لكن وحتى في هذه الحالة "ليس هناك ما يوجب القضاء بالتحقيق".

يشار إلى أن هناك ثلاث ولايات، هي كاليفورنيا ونيويورك ونيوجيرسي، تحظر بيع أكثر من سلاح ناري للشخص نفسه لفترة بين 30 و90 يوما مع فروقات طفيفة بين هذه الولايات.

وفي نيفادا، حيث قوانين الأسلحة النارية متساهلة، لم يجد بادوك صعوبة في جمع هذا الكم من الأسلحة بدون أن يلفت انتباه أحد.

وتابعت كوتيليتا أنه لا مجال أن يعرف الـ"أف بي آي" أو "هيئة الكحول والتبغ والأسلحة النارية" بالأمر إطلاقا.

وكان من الملفت في مجزرة الأحد هو غزارة الرصاص عندما بدأ بادوك بإطلاق النار من غرفته في الطابق الـ32 من فندق "ماندالاي باي" على حشد من 22 ألف شخص كانوا يحضرون حفلا موسيقيا في الهواء الطلق.

وأوردت بعض التقارير أن بادوك قام بتعديل بعض الأسلحة حتى تصبح أوتوماتيكية، وبالتالي تطلق مئات الطلقات في الدقيقة الواحدة وبضغط واحد على الزناد.

ورغم أن الأسلحة الأوتوماتيكية محظورة في الولايات المتحدة منذ ثلاثة عقود، إلا أن تحويل سلاح شبه أوتوماتيكي وأيضا بنادق "إيه آر 15" و"إيه كي 47" الهجومية والمتوفرة بشكل كبير في متاجر بيع الأسلحة في الولايات المتحدة، إلى سلاح أوتوماتيكي أمر سهل.

ومن الممكن شراء جهاز سعره 40 دولارا يتم تثبيته على الزناد فيجعل السلاح يطلق النار ثلاث أو أربع مرات كلما يتم الضغط عليه، وهو أسرع من الضغط كل مرة على الزناد.

ولقاء 99 دولارا يمكن شراء جهاز آخر يجعل السلاح يطلق النار بشكل متواصل حتى نفاد المخزن أي بمعدل 600 طلقة في الدقيقة أو أكثر.

هذه الأجهزة قانونية، وتأتي بشهادة من "هيئة الكحول والتبغ والأسلحة النارية" بأنها لا تشكل تحويلا غير قانوني للأسلحة. وأكد قائد شرطة لاس فيغاس، جوزف لومباردو، يوم أمس الثلاثاء، أن بادوك كان لديه واحد، على الأقل، من هذه الأسلحة.

وأظهرت صور تم تسريبها من غرفة الفندق أن بادوك كان لديه أيضا مخزون كبير من الذخائر. ولا يخضع هذا الجانب أيضا من تجارة الأسلحة لمراقبة شديدة إذ تكتفي السلطات ببعض القيود على بيع أنواع معينة من الذخائر مثل الرصاص المضاد للدروع، وعليه يمكن لأي كان شراء كميات كبيرة من الرصاص دون أن يثير الشبهات.

التعليقات