زيمبابوي: موغابي يتمسك بالسلطة وحزبه يمهله للغد

خالف رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي، التوقعات، في خطاب ألقاء مساء الأحد، حيث أكد أنه لا يزال رئيسا للبلاد، وتعهد برئاسة مؤتمر حزب "الاتحاد الوطني الأفريقي/ الجبهة الوطنية"، الحاكم الشهر القادم، رغم أن الحزب أقاله من رئاسته قبل ساعات، وأمهله

زيمبابوي: موغابي يتمسك بالسلطة وحزبه يمهله للغد

(أ ف ب)

خالف رئيس زيمبابوي، روبرت موغابي، التوقعات، في خطاب ألقاء مساء الأحد، حيث أكد أنه لا يزال رئيسا للبلاد، وتعهد برئاسة مؤتمر حزب "الاتحاد الوطني الأفريقي/ الجبهة الوطنية"، الحاكم الشهر القادم، رغم أن الحزب أقاله من رئاسته قبل ساعات، وأمهله حتى ظهر يوم غد الإثنين، للتنحي عن منصبه.

وقال موغابي مضيفا المزيد من الغموض في حالة البلاد "من المقرر أن يعقد مؤتمر الحزب (الاتحاد الوطني الأفريقي بزيمبابوي الحاكم)، في الأسابيع القليلة المقبلة وأنا سأترأس فعالياته".

وتوقع الكثير من المواطنين أن يعلن موغابي استقالته بعد أن أمسك الجيش بالسلطة في البلاد، لكنه تلا خطابه وإلى جانبه الجنرالات الذين كانوا وراء "الانقلاب" بزيهم العسكري. ولم يشر موغابي في خطابه إلى الدعوات التي تطالبه بالاستقالة.

وبدلا من ذلك أشاد بأعمدة السلطة الثلاثة في البلاد، الجيش والحزب الحاكم وحركة قدامى المحاربين، وحض على التضامن الوطني.

فيما أمهل حزب الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي (الجبهة الوطنية الحاكم في زيمبابوي)، الرئيس روبرت موغابي، حتى ظهر يوم غد الإثنين، للتنحي عن منصبه، وإلا سيجري عزله، في محاولة لوضع نهاية سلمية لفترة حكمه التي استمرت 37 عاما.

وموغابي هو الرئيس الوحيد الذي عرفته زيمبابوي منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1980. وقال مسؤول بارز بالحزب الحاكم في مؤتمر صحفي، إن نائب الرئيس، إمرسون منانغاغوا، الذي عزله موغابي قبل شهر، حل محله في رئاسة الحزب.

وفي مشهد ما كان يمكن تصوره قبل أسبوع، استقبل هذا الإعلان بالتهليل من نواب الحزب الحاكم المحتشدين في مقر الحزب في هاراري لتحديد مصير موغابي الذي تآكلت شعبيته خلال أربعة أيام منذ أن استولى الجيش على السلطة.

وأمهل الحزب الحاكم موغابي حتى ظهر يوم الإثنين، للاستقالة وإلا واجه المساءلة في نهاية مخزية لمسيرة "الرجل الكبير المحنك" للساسة الأفريقية، وهو لقب محبب لرجل أعلن بفخر لاحقا أنه حاصل على "درجة علمية في العنف".

وعزل الحزب الحاكم كذلك غريس، زوجة موغابي (52 عاما)، التي كانت تطمح في خلافته، إلى جانب ثلاثة وزراء على الأقل كانوا يشكلون ركيزة فصيلها الذي يعرف باسم (جي 40).

وقال زعيم قدامى محاربي حرب التحرير، كريس موتسفانغوا، إن الوقت ينفد أمام موغابي للتفاوض على رحيله، وإن عليه مغادرة البلاد وهو لا يزال قادرا على ذلك. وأضاف أنه "يحاول المساومة للحصول على خروج كريم".

وهدد بحشد الجماهير ضد موغابي إذا رفض الرحيل عن السلطة. وقال للصحفيين "سنعيد الحشود وستقوم بعملها". وضجت القاعة بالتصفيق بعد لحظات من التصويت على عزل موغابي.

وقال موتسفانغوا، الذي تزعم حملة على مدى 18 شهرا لإقالة موغابي، وفقا لتسجيل مصور جرى تحميله على الإنترنت، إن "الرئيس أصبح من الماضي. يعيش الرئيس الجديد".

ويعتقد أن منانغاغوا، وهو رئيس سابق لجهاز أمن الدولة، وكان يلقب بالتمساح، وأدت إقالته هذا الشهر إلى تدخل الجيش، هو الشخصية المرشحة لتولي حكومة وحدة وطنية في الفترة التي تلي الإطاحة بموغابي، وستركز على إعادة بناء علاقات البلاد بالعالم الخارجي وإعادة الاستقرار الاقتصادي.

ويوم السبت تدفق مئات الآلاف على شوارع العاصمة هاراري وهم يلوحون بالأعلام ويرقصون وعانقوا الجنود وغنوا ابتهاجا بسقوط موغابي المتوقع.

ومن المرجح أن يكون لسقوط موغابي موجات وقع الصدمة في مختلف أنحاء أفريقيا التي يوجد بها عدد من الزعماء الأقوياء، من رئيس أوغندا، يوويري موسيفيني، إلى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، جوزيف كابيلا، الذين يواجهون ضغوطا متزايدة من أجل التخلي عن السلطة.

 

التعليقات