المحكمة الدولية تصدر الأربعاء حكمها على الجزار ملاديتش

بعد أيام من مقتل نحو ثمانية آلاف رجل وشاب في سريبرينيتسا في شمال البوسنة، وجهت إليه في 25 تموز/يوليو 1995 تهمة ارتكاب مجزرة

المحكمة الدولية تصدر الأربعاء حكمها على الجزار ملاديتش

(أ ف ب)

من المقرر أن تصدر محكمة الجزاء الدولية الخاصة للنظر في جرائم الحرب، الأربعاء، حكمها على القائد العسكري الصربي السابق، المعروف بـ"جزار البلقان"، راتكو ملاديتش، وذلك بعد أكثر من 20 عاما على الحرب التي مزقت يوغوسلافيا السابقة.

ويعتبر ملاديتش البالغ 74 عاما، المتهم الأخير البارز أمام هذه المحكمة التي أنشئت عام 1993 لمحاكمة الأشخاص الذين يُشتبه بارتكابهم جرائم حرب خلال حرب البلقان. ويعتبر المدعي سيرج براميرتس "أنه أحد أول الملفات التي بررت إنشاءها".

بعدما حاكمت خلال السنتين الأخيرتين راتكو ملاديتش، وحكمت على رفيقه السياسي رادوفان كرادجيتش بالسجن 40 عاما، تغلق المحكمة الدولية أبوابها نهائيا في 31 كانون الأول/ديسمبر بعدما مثل امامها 161 متهما.

ويُعتبر الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، الذي عُثر عليه جثة في زنزانته عام 2006 خلال محاكمته، أول رئيس دولة يمثل أمام محكمة دولية.

والجنرال ملاديتش الأخير الذي تتم محاكمته في غرفة الدرجة الأولى، متهم بقيادة حملة "تطهير عرقي" في جزء من البوسنة لإقامة دولة صربية عظمى نقية عرقيا. وقد وجهت إليه تهم ارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وقعت خلال حرب البوسنة (1992-1995)، وأسفرت عن سقوط أكثر من مئة ألف قتيل ونزوح 2.2 مليون شخص.

وطالب الادعاء بإنزال عقوبة السجن المؤبد بحق ملاديتش. ويقول الدفاع إن القائد العسكري السابق لم يعترف يوما بذنب اقترفه حتى ولو عبر عن "أسفه لمقتل كل بريء في جميع المعسكرات".

بعد أيام من مقتل نحو ثمانية آلاف رجل وشاب في سريبرينيتسا في شمال البوسنة، وجهت إليه في 25 تموز/يوليو 1995 تهمة ارتكاب مجزرة.

ودانت المحكمة الدولية ستة متهمين، من بينهم رادوفان كرادجيتش، لمجزرة سريبرينيتسا التي تعتبر أسوأ مجزرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ويلاحق ملاديتش أيضا لدوره في حصار ساراييفو الذي دام 44 شهرا، وقتل خلاله عشرة آلاف شخص، معظمهم مدنيون، ولاحتجاز مئتي جندي ومراقب تابعين للأمم المتحدة العام 1995.

واعتقل ملاديتش في 2011 بعد توار استمر أكثر من عشر سنوات، في منزل أحد أفراد عائلته في صربيا، ونقل إلى لاهاي ليمثل للمرة الأولى أمام المحكمة بعد أيام.

وكان قد رفض الإدلاء بشهادته أمام ما اعتبره "محكمة شيطانية"، بعد طلب مثوله عام 2014 أمام القضاة خلال محاكمة رادوفان كرادجيتش.

والعام الماضي عند اختتام محاكمته، بدا المدعى عليه عابسا وكان يقرأ صحيفة. وبالنسبة للمدعي براميرتس فإن ملاديتش لا يزال نفسه "منذ اليوم الأول حتى اليوم الأخير". لكن ومع مرور السنوات، تدهورت صحته وحاله النفسية. واستغل المحامون مشاكله الصحية مرات عدة خلال المحاكمة وهذا الشهر أيضا لإرجاء إصدار الحكم.

وقالت نائبة رئيسة جمعية أمهات سريبرينيتسا، وزيبا كادا هوتيك، الإثنين، لوكالة فرانس برس، لدى مغادرتها ساراييفو إلى لاهاي لحضور جلسة إصدار الحكم على ملاديتش، "أخيرا أتت لحظة محاكمة المجرم والجزار راتكو ملاديتش".

وطالبت بإنزال "أشد عقوبة" بحق "مرتكب الجرائم" مضيفة أن أقاربها كلهم قتلوا "فيما كانوا لا يزالون على قيد الحياة قبل وصول ملاديتش" إلى سريبرينيتسا في تموز/يوليو 1995، و"لا نزال نبحث عن بعضهم في المقابر الجماعية لندفنهم".

وقالت رئيسة جمعية أهل الأطفال ضحايا حصار ساراييفو، فيكريت غرابوفيشا "أنتظر إنزال أقسى عقوبة بحق راتكو ملاديتش، أي السجن المؤبد وتأكيد التهم كلها بحقه". وقد قتلت ابنتها إيرما البالغة 11 عاما حينها أمام منزلهم العائلي.

التعليقات