الجنائية الدولية تدين الجزار ملاديتش بإبادة شعب

ملاديتش، الذي اعتقل في العام 2011، بسبب جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في البوسنة في السنوات 1992 – 1995، أدين واتهم بأنه أشرف على مجزرة سريبرنيتسيا، التي قتل فيها أكثر من 8 آلاف شخص

الجنائية الدولية تدين الجزار ملاديتش بإبادة شعب

ملاديتش في قاعة المحكمة في لاهاي (أ ف ب)

أدانت المحكمة الجنائية في لاهاي، اليوم الأربعاء، القائد العسكري الصربي السابقن راتكو ملاديتش، بجريمة إبادة شعب، وحكمت عليه بالسجن المؤبد.

وقد أدين ملاديتش، الذي اعتقل في العام 2011، بسبب جرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في البوسنة في السنوات 1992 – 1995، واتهم بأنه أشرف على مجزرة سريبرنيتسيا، التي قتل فيها أكثر من 8 آلاف شخص.

وتأتي هذه المحاكمة بعد أكثر من عشرين عاما على الحرب التي أوقعت أكثر من مئة ألف قتيل، وتسببت بتشريد 2.2 مليون شخص.

وكان قد أصر ملاديتش على حضور الجلسة خلافا لنصيحة الأطباء بسبب مخاوف على وضعه الصحي، لكن سرعان ما أمره القضاة بمغادرة القاعة.

ويعتبر القائد العسكري الصربي السابق آخر المتهمين البارزين أمام هذه المحكمة التي أنشئت عام 1993 لمحاكمة الأشخاص الذين يُشتبه بارتكابهم جرائم حرب خلال حرب البلقان. ويعتبر المدعي سيرج براميرتس "أنه أحد أول الملفات التي بررت إنشاءها".

وبعدما حاكمت خلال السنتين الأخيرتين راتكو ملاديتش، وحكمت على رفيقه السياسي رادوفان كرادجيتش بالسجن 40 عاما، تغلق المحكمة الدولية أبوابها نهائيا في 31 كانون الأول/ديسمبر بعدما مثل أمامها 161 متهما.

وبذلك تُطوى صفحة من التاريخ بالنسبة ليوغوسلافيا السابقة، شهدت محاكمة أهمّ مرتكبي الجرائم فيها ومثولهم أمام القضاء الدولي.

وكان الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش، الذي عُثر عليه ميتا في زنزانته عام 2006 خلال محاكمته، أول رئيس دولة يمثل أمام محكمة دولية.

والجنرال ملاديتش متهم بقيادة حملة "تطهير عرقي" في جزء من البوسنة لإقامة دولة صربية عظمى نقية عرقيا. وقد وجهت إليه تهم ارتكاب جرائم إبادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وقعت خلال حرب البوسنة.

وطالب الادعاء بانزال عقوبة السجن المؤبد بحق ملاديتش. ويقول الدفاع إن القائد العسكري السابق لم يعترف يوما بذنب اقترفه، حتى ولو عبر عن "أسفه لمقتل كل بريء في جميع المعسكرات في يوغوسلافيا السابقة".

يذكر أنه بعد أيام على مقتل نحو ثمانية آلاف رجل وشاب في سريبرينيتسا في شمال البوسنة، وجهت إليه في 25 تموز/يوليو 1995 تهمة ارتكاب مجزرة.

ودانت المحكمة الدولية ستة متهمين، من بينهم رادوفان كرادجيتش في مجزرة سريبرينيتسا التي تعتبر أسوأ مجزرة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ويلاحق ملاديتش أيضا لدوره في حصار ساراييفو الذي دام 44 شهرا، وقتل خلاله عشرة آلاف شخص، معظمهم مدنيون، ولاحتجاز مئتي جندي ومراقب تابعين للأمم المتحدة العام 1995.

واعتقل ملاديتش في 2011 بعد تواريه لأكثر من عشر سنوات، في منزل أحد أفراد عائلته في صربيا، ونقل إلى لاهاي ليمثل للمرة الأولى أمام المحكمة بعد أيام.

ورفض الإدلاء بشهادته أمام ما اعتبره "محكمة شيطانية"، بعد طلب مثوله عام 2014 أمام القضاة خلال محاكمة رادوفان كرادجيتش.

التعليقات