"لعبة" استخدمها الروس للتأثير في الانتخابات الأميركية!

موقع "سي إن إن" الأميركي، كشف أخيرا، أن روسيين ابتكروا لعبة فيديو أطلقوا عليها اسم "هيلتندو" معادية للمرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية.

أرشيفية

تناقلت العديد من وسائل الإعلام، في الفترة الأخيرة، لا سيّما الأميركية منها، أخبارا تُفيد بأن تدخلا روسيا تمّ بالانتخابات الأميركية الأخيرة، لكن بالرغم من ذلك، لم تُكشَف الكثير من التفاصيل الدقيقة حول الأمر، إلا أن موقع "سي إن إن" الأميركي، كشف أخيرا، أن روسيين ابتكروا لعبة فيديو أطلقوا عليها اسم "هيلتندو" معادية للمرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأكد خبراء في الأمن الإلكتروني أن الأدلة الموجودة في رمز الموقع، ناشر اللعبة، من قبيل سجلات الإنترنت وحملة ترويجها، توجه أصابع الاتهام لشخص يدعى ألكسندر سكريبنيكوف من سانت بطرسبرغ في روسيا، المدينة التي تعتبر مقرا لـ "وكالة أبحاث الإنترنت" التابعة للكرملين، على الرغم من رفع اللعبة من قبل شركة وسيطة في تكتيك شائع بين مستخدمي الإنترنت من أجل الحفاظ على الخصوصية.

وتضمنت اللعبة 3 مستويات. ويتوجب على اللاعب في المستوى 1، مساعدة هيلاري لحذف العديد من رسائل البريد الإلكتروني السرية قبل أن يلقى القبض عليها من قبل عملاء "مكتب التحقيقات الفيدرالي". ويبدأ المستوى 2 بسؤال في أعلى الشاشة: "كم من المال يمكن أن تحصل عليه هيلاري من الدول العربية؟"، لتظهر بعدها أعلام دول تتساقط منها أموال تجمعها كلينتون في سلة تحملها في يدها.

ويطلب من لاعبي المستوى الـ3 مساعدة هيلاري لتغيير الدستور مع عرض رسوم كاريكاتير للرئيسين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون.

وتبدو اللعبة ضعيفة ظاهريًا من حيث التصميم، إلا أنها في الحقيقة أكثر تطورا في جوانب أخرى، إذ تتضمن برنامج تتبع حسابات "فيسبوك" و"غوغل"، ويشير ذلك إلى وجود نية للتركيز على الأشخاص الذين لعبوها، وتتبع سلوكهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم استهدافهم في وقت لاحق بسلسلة من الإعلانات والحملات المضللة.

يُحتَفَظ بموقع "هيلتندو.كوم"، مثل أي موقع آخر على الإنترنت، من خلال شبكة كمبيوتر ذات معرف رقمي (آي بي)، ويمكن تجميع العديد من المواقع بشكل عشوائي معاً وعلى نفس عنوان المعرف "آي بي"، إلا أن السجلات التي فحصها خبير الأمن الإلكتروني بول فيكسي، أظهرت أن الشركة المضيفة خصصت في هذه المرة عنوان "آي بي" لعميل واحد، أنشأ مواقع "هيلتندو.كوم" و"بلاي ويذ هيلاري.كوم" و"بلاك فيست.برو" التي تمتلك ذات المعرف الرقمي، كما تبين أن الموقع الأخير تمتلكه "وكالة أبحاث الإنترنت".

وترتبط هذه المواقع مع بعضها بالكثير من الأمور، إذ أنشئ كل من "هيلتندو.كوم" و"بلاي ويذ هيلاري.كوم" في 9 أيلول عام 2016، وأظهرت السجلات الأمنية أن الموقعين سجل الدخول إليهما بعد تأسيسهما بعدة ساعات، من قبل شخصين مختلفين يقومان بتسجيل أسماء نطاقات متشابهة في نفس اليوم من نفس مزود الخدمة، ومن عنوان الـ "آي بي" نفسه.

كما أنشأ شخص يدعو نفسه إيليا إبراغيموف، حسابا على "تويتر" باسم "ميتال ريكس"، في الشهر الذي أطلقت فيه اللعبة، ونشر فيه تغريدتين فقط، تتعلق كلتاهما بها، ونشرتا بعد أيام فقط من إصدارها، قبل أن يعلق الحساب حتى اليوم، بالتزامن مع إغلاق آلاف الحسابات المرتبطة بالتدخل الروسي بالانتخابات الأميركية.

ويستخدم إبراغيموف هوية "ميتال ريكس 101" في العديد من خدمات الإنترنت، حيث يورد في تاريخه الوظيفي على منصة التواصل الاجتماعي الروسية "فكونتاكتي"، أنه عمل عام 2016 في "غلافسيت"، وهي شركة مقرها مبنى وكالة أبحاث الإنترنت نفسه، في شارع "سافوشكينا 55" في سانت بطرسبرغ، وأنه عمل عام 2014 لصالح شركة "موركوف" التي يملكها سيرغي بولوزوف الذي شغل منصب مدير قسم تكنولوجيا المعلومات في وكالة الإنترنت الروسية، وهو أحد الروس الـ13 الذين ذكرت أسماؤهم في لائحة الاتهام بشراء خوادم أميركية وبنية تحتية روسية، في محاولة لإخفاء أصل الوكالة الروسية.

يذكر أن لعبة "هيلتندو" لم تحقق انتشاراً كبيراً على "فيسبوك" أو "تويتر"، وقد يرجع ذلك لكونها غير قابلة للعب على الهواتف الذكية، وإنما فقط على أجهزة الكمبيوتر، وعلى الرغم من ذلك، ومن عدم بقائها على الإنترنت فترة طويلة، إلا أن الأرقام تشير إلى أنها استخدمت أكثر من 19000 مرة.

 

التعليقات