أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا يُدينون تسميم الجاسوس الروسي

أصدر كل من قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، بيانا مشتركا، اليوم الخميس، يُدين الهجوم الكيماوي على عميل روسي مزدوج سابق في إنكلترا، ويلقي باللوم على موسكو.

أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا يُدينون تسميم الجاسوس الروسي

من المكان الذي وُجد فيه على الجاسوس الروسي مسموما (الأناضول)

أصدر كل من قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، بيانا مشتركا، اليوم الخميس، يُدين الهجوم الكيماوي على عميل روسي مزدوج سابق في إنكلترا، ويلقي باللوم على موسكو.

وجاء في البيان: "نحن قادة فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ندين الهجوم الذي حدث ضد سيرجي ويوليا سكريبال في سالزبري بالمملكة المتحدة في الرابع من مارس 2018".

وأضاف البيان "هذا الاستخدام لغاز أعصاب من النوع المستخدم في الأغراض العسكرية، الذي طورته روسيا، يمثل أول هجوم باستخدام غاز أعصاب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية"، مُشيرا إلى أن "هذا هجوم على سيادة المملكة المتحدة وأي استخدام مماثل من طرف تابع لدولة يمثل انتهاكا صارخا لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية وانتهاكا للقانون الدولي. ويهدد أمننا جميعا".

ودعت الدول الأربع، روسيا إلى الكشف الكامل عن برنامجها لغاز الأعصاب "نوفيتشوك" لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، إن سلوك بريطانيا فيما يتعلق بالخلاف مع روسيا يُظهر أن لدى لندن أمرا تخفيه.

وكتبت زاخاروفا في صفحتها على فيسبوك: "لندن لديها ما تخفيه. الشركاء متوترون".

وجاء هذا التعليق بعد وقت قصير من تصريح وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون بأن بلاده ستستثمر 48 مليون جنيه استرليني "67 مليون دولار" في مركز جديد للحرب الكيماوية تابع للوزارة مقره مختبر البحوث العسكرية في بورتون داون.

ونقلت وكالة تاس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قوله اليوم الخميس؛ إنه يأمل في تعافي العميل المزدوج السابق سيرجي سكريبال من الإصابة التي تعرّض لها جرّاء الهجوم، "حتى يتمكن من المساعدة في توضيح ما حدث".

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن بلاده "ستنسّق" مع بريطانيا "في غضون الساعات المقبلة" الخطوات الواجب على باريس القيام بها للردّ على تسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا.

وقال لودريان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني هيكو ماس إنه "في غضون الساعات المقبلة ستكون فرنسا على أعلى مستوى من التواصل مع السلطات البريطانية لتنسيق ردّنا".

وأضاف "لدينا ملء الثقة بالتحقيقات التي يجريها شركاؤنا البريطانيون"، مشددا على أن باريس مستعدة "لتعاون عند الاقتضاء مع المملكة المتحدة في التحقيق الجاري".

وأتى تصريح الوزير الفرنسي بعيد إعلان رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، سلسلة عقوبات ضد روسيا، بينها طرد 23 دبلوماسيا وتجميد العلاقات الثنائية، معتبرة أن موسكو مسؤولة عن تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته.

وكانت قد ردّت وزارة الخارجية الروسية على القرارات البريطانية، منددة بما اعتبرته "استفزازا وقحا"، واتهمت لندن بأنها "اختارت طريق المواجهة، وإجراءاتنا للرد لن تتأخر".

من جهته كشف الوزير الفرنسي في مؤتمره الصحافي أن غاز الأعصاب الذي استخدم لتسميم الجاسوس الروسي السابق "طوّرته روسيا السوفياتية في السرّ في سبعينيات القرن الماضي".

وأضاف أن "الاستخدام غير المسبوق لعنصر كيميائي مميت تم تطويره خلسة" إنما "يعرض للخطر أمن أحد شركائنا الرئيسيين" و"الأمن الأوروبي وأمننا نحن".

من ناحيته قال الوزير الألماني الجديد "نأمل أن تشارك روسيا في هذا التحقيق، وأن تتعاون".

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، مساء أمس الأربعاء، إن "روسيا مسؤولة عن هجوم بريطانيا باستخدام غاز الأعصاب ونخشى تكرار الأمر في أي مكان".

وتفاقمت الأزمة في اليومين الماضيين، لدرجة أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أكّدت بأن منافسات كأس العالم في روسيا 2018، لن تشهد أي مشاركة رسمية من أي فرد من العائلة المالكة أو الوزراء في حضور المباريات التي ستشهدها روسيا الصيف المقبل.

وقالت ماي أمام النواب البريطانيين في معرض إعلانها تعليق العلاقات الثنائية بين لندن وموسكو، إنه "لن يكون هناك حضور من قبل وزراء أو أفراد من العائلة المالكة خلال كأس العالم هذا الصيف في روسيا".

وكان قد عثر على سيرجي سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) في الرابع من آذار/ مارس فاقدي الوعي على مقعد في سالسبوري بجنوب غرب إنجلترا. ونقلا إلى المستشفى في حالة "حرجة" بعدما تعرضا لمحاولة قتل حسب السلطات البريطانية التي قالت إن شرطيا تدخل في المكان في حالة خطيرة حاليا.

 

التعليقات