فرنسا: رفعت الأسد يُحاكم بتهم فساد

وتأتي المحاكمة المتوقعة للأسد الشهير بلقب "جزّار حماة"، عقب اقتراب انتهاء تحقيق يتعلق بمصادر ثروته في أوروبا منذ 4 سنوات، والتي تقدر بعشرات ملايين اليوروهات بعد أن صادرت السلطات الجمركية الفرنسية 80% منها العام الماضي.

 فرنسا: رفعت الأسد يُحاكم بتهم فساد

أرشيفية (أ ب)

قالت مصادر قضائية في فرنسا، إنّه من المتوقع أن تتم محاكمة المدعو رفعت الأسد، وهو عم الرئيس السوري، بشار الأسد، قربيًا بتهم تتعلق بالفساد المالي.

وتأتي المحاكمة المتوقعة للأسد الشهير بلقب "جزّار حماة"، عقب اقتراب انتهاء تحقيق يتعلق بمصادر ثروته في أوروبا منذ 4 سنوات، والتي تقدر بعشرات ملايين اليوروهات بعد أن صادرت السلطات الجمركية الفرنسية 80% منها العام الماضي.

ولفت أسلوب حياة الأسد الأنظار إليه وإلى استخدامه لثروته ببذخ مع زوجاته الأربعة وما يزيد عن عشرة أولاد.

ووُصف رفعت الأسد بهذا اللقب بعد أن قاد "سرايا الدفاع" وهي نخبة عسكرية أخمدت تمردا لحركة "الإخوان المسلمين" في مدينة حماة في شباط/ فبراير عام 1982 في حملة أسفرت عن مقتل من عشرة الى أربعين ألف شخص بحسب تقديرات مختلفة.

ويتسع نطاق ثروة الأسد التي جمعها إبان الثمانينات لتشمل ممتلكاته 500 عقار في إسبانيا وقصرين في باريس أحدهما مساحته ثلاثة آلاف متر ومزرعة خيول وقصرا قرب العاصمة الفرنسية، اضافة الى 7300 متر مربع في ليون.

وصادرت الجمارك الفرنسية العام الماضي 691 مليون يورو من أصول حجمها 862 مليون يورو كانت تعود للأسد.

وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقا حول ثروة رفعت الاسد في نيسان/أبريل 2014 بعد ان أثارت المسألة مجموعتان مناهضتان للفساد هما "شيربا" و"الشفافية الدولية"، وتم توجيه التهمة الى الأسد بالتهرب من الضرائب واختلاس أموال عامة بع عامين من هذه التقارير.

ولدى ظهور رفعت للمرة الأولى أمام محكمة فرنسية في كانون الثاني/يناير عام 2015 عمد الى التهرّب من الاجابة عن الاسئلة وقال انه لم يكن يدير ثروته بشكل شخصي، وشدد على "اهتمامه فقط بالسياسة".

وأدعى رفعت الأسد أيضا انه يدين بثروته الى سخاء الملك السعودي السابق، عبد الله بن عبد العزيز، الذي توفي في كانون الثاني/يناير 2015.

وأبرز محاموه بيار هايك وبيير كورنوت-جنتيي وبنيامين غروتدلير شيكا بقيمة عشرة ملايين دولار من عبد الله يعود الى الفترة التي كان فيها الأخير وليا للعهد عام 1984.

وسلم فريق الدفاع أيضا مؤخرا رسالة من الملك عبد الله تشير إلى وهب منح لرفعت لأسد، وقالوا انه من المستحيل عمليا البحث في سجلات بنك تعود لثلاثين عاما.

وقد ذكر رئيس جهاز المخابرات الرومانية السابق، ايون ميهاي باسيبا، في كتاب أن رئيس رومانيا السابق، الديكتاتور، نيكولاي تشاوشيسكو، أشار إلى أن رفعت الأسد هو عميله في سوريا ويؤدي خدمات له مقابل مبالغ مالية كبيرة.

ويشير المحققون أيضا إلى تصريحات لعبد الحليم خدام قال فيها إن حافظ الأسد دفع 300 مليون دولار لشقيقه عام 1984 كطريقة للتخلص منه بعد تحركه الفاشل ضده، وجاء ثلثا المبلغ من ميزانية الرئيس والثلث الباقي كان قرضا من ليبيا.

وزعم وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس أن "رجال" رفعت الأسد نقلوا عربات محملة بالنقد من البنك المركزي إضافة الى ممتلكات ثقافية.

وأشار شاهد آخر الى سرقات آثار وقال للمحققين إن رفعت الأسد سرق "كنزا بقيمة كبيرة" من أرض يملكها جده في سوريا.

ورفض رفعت الاسد الاتهامات واعتبرها محاولات من خصومه للتخلص منه.

وقد يواجه رفعت الأسد أيضا اتهامات في سويسرا حيث كان قد خضع للتحقيق عام 2013 بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا إبان الثمانينات.

 

التعليقات