بريطانيا: الغرب سيدرس خياراته بحال استخدم النظام السوري الكيميائي مجددا

أكد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الأحد، أن القوى الغربية لا تعتزم شن مزيد من الضربات الصاروخية على سورية، فيما قال إنها ستدرس "الخيارات" المتاحة إذا استخدم النظام السوري، الأسلحة الكيماوية من جديد، وذلك بعد ضربات غربية استهدفت مواقع

بريطانيا: الغرب سيدرس خياراته بحال استخدم النظام السوري الكيميائي مجددا

(أ ب)

أكد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الأحد، أن القوى الغربية لا تعتزم شن مزيد من الضربات الصاروخية على سورية، فيما قال إنها ستدرس "الخيارات" المتاحة إذا استخدم النظام السوري، الأسلحة الكيماوية من جديد، وذلك بعد ضربات غربية استهدفت مواقع سورية.

وفجر السبت، أعلنت واشنطن وباريس ولندن، شن ضربة عسكرية ثلاثية على أهداف تابعة للنظام السوري. وجاءت تلك الضربة الثلاثية، ردا على مقتل وإصابة العشرات المئات، السبت 7 نيسان/ أبريل الجاري، جراء هجوم كيميائي نفذه النظام السوري على مدينة دوما، في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

ومثلت الضربة العسكرية أحدث وأكبر تدخل للدول الغربية ضد الأسد. واعتبرها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على سورية "غير مقبولة ولا قانونية".

وفي دمشق، التقى نائب وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، بمفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لنحو ثلاث ساعات، بحضور ضباط روس ومسؤول أمني سوري بارز.

ومن المقرر أن يحاول المفتشون زيارة دوما، لتفقد الموقع الذي وقع فيه الهجوم الذي نفذ، بحسب لندن وباريس، بالغازين الكلور والسارين.

وفي تصريحات للتلفزيون البريطاني، أيد جونسون قرار رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، المشاركة في الهجوم، قائلا إن هذا هو التصرف الصائب لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى.

وأضاف، لبرنامج أندرو مار على تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن "الأمر لا يتعلق بتغيير النظام... ولا يتعلق بمحاولة تحويل دفة الصراع في سورية".

وقال إنه "ليس هناك اقتراح على الطاولة حاليا بشن المزيد من الهجمات لأن نظام الأسد لم يكن من الحماقة لشن هجوم كيماوي آخر"، وتابع أنه "إذا حدث هذا، وعندما يحدث، فمن الواضح أننا سندرس الخيارات مع الحلفاء".

وتتفق تصريحات جونسون، فيما يبدو، مع تصريحات سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، والتي قالت في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، إن ترامب أخبرها بأنه إذا استخدمت سورية الغاز السام مرة أخرى "فإن الولايات المتحدة جاهزة للرد".

ولدى سؤاله إن كان ذلك يعني أن بمقدور الأسد أن يواصل استخدام البراميل المتفجرة ووسائل أخرى في الحرب ما دامت ليست أسلحة كيماوية، قال جونسون إن تلك هي التبعات "البائسة" للأمر.

وأضاف أن الأسد مصمم على "فتح طريقه ذبحا" إلى النصر الساحق، ولا يمكن أن يضغط عليه أحد سوى الروس ليأتي لمائدة التفاوض في جنيف.

وفي سياق متصّل، نقلت وسائل إعلام روسية عن مدير إدارة منع انتشار الأسلحة بوزارة الخارجية، فلاديمير إيرماكوف، قوله، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة ستحرص على الحوار مع روسيا بشأن الاستقرار الإستراتيجي بعد الضربات على سورية. وأضاف أن "في الإدارة الأميركية هناك أشخاص معينون يمكن التحدث معهم".

ووصف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الضربات بأنها "ناجحة". وقال عبر "تويتر"، أمس، السبت، إن "المهمة أنجزت"، مرددا عبارة استخدمها الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش في عام 2003 لوصف الغزو الأميركي للعراق، وهو الوصف الذي تعرض لسخرية واسعة النطاق بسبب استمرار العنف هناك لسنوات.

وقال اللفتنانت جنرال، كينيث مكينزي، للصحفيين في وزارة الدفاع الأميركية، (البنتاغون): "نعتقد أننا أصبنا قلب برنامج الأسلحة الكيماوية السوري بضرب برزة بالتحديد". لكن مكينزي أقر بأن عناصر من البرنامج لا تزال قائمة وإنه لا يمكن أن يضمن عدم قدرة سورية على تنفيذ هجوم كيماوي في المستقبل.

تخطي الخط الأحمر؟

وتشير الضربات إلى أن ترامب ربما أعاد تحديد الخط الأميركي الأحمر الذي يستدعي تخطيه تدخلا عسكريا في سورية، فيما يخص الأسلحة الكيماوية.

وفي واشنطن، قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إنه "على الرغم من أن المعلومات المتاحة عن استخدام الكلور أكثر بكثير، لكن لدينا معلومات مهمة أيضا تشير إلى استخدام السارين".

وبدا من قبل أن استخدام غاز السارين، وهو من غازات الأعصاب الأشد فتكا، هو الخط الأحمر الذي يستدعي تخطيه تدخلا عسكريا أميركيا. ويقول خبراء إن غاز الكلور استخدم على نطاق أوسع في الحرب السورية دون رد أميركي في السابق، وإن إعداد هذه المادة وتجهيزها للاستخدام العسكري أسهل بكثير.

وصفت واشنطن المواقع التي استهدفتها الضربة بأنها عبارة عن مركز قريب من دمشق لأبحاث الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وتطويرها وإنتاجها واختبارها، وموقع لتخزين الأسلحة الكيماوية بالقرب من مدينة حمص، وموقع آخر قريب من حمص لتخزين معدات الأسلحة الكيماوية، ويضم أيضا مركزا للقيادة.

وكالات: بوتين يقول أي ضربات غربية جديدة على سورية ستؤدي إلى فوضى

ونقلت وكالات أنباء روسية عن الكرملين قوله، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أبلغ نظيره الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأحد، بأن أي ضربات صاروخية جديدة على سورية ستؤدي إلى فوضى في العلاقات الدولية.

وذكرت وكالات الأنباء أن الزعيمين الحليفين لنظام الأسد، اتفقا على أن الضربات الغربية أضرت بفرص التوصل إلى حل سياسي في سورية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيان للكرملين "أكد فلاديمير بوتين، على وجه الخصوص، أنه إذا استمرت هذه الأعمال التي تمثل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة فإنها ستؤدي حتما إلى فوضى في العلاقات الدولية".

 

التعليقات