"أسوشييتد برس": تآمرٌ أميركي ضد قطر مُقابل صفقات أسلحة للخليج

كشفتْ وكالة "أسوشييتد برس"، اليوم الثلاثاء، تفاصيل جديدة للحملة التي قادها ضد قطر في أروقة واشنطن؛ كل من إليوت برودي وجورج نادر، المشمولين بتحقيق روبرت مولر، المتعلق بالتدخل الروسي في انتخابات رئاسة أميركا، والذي بدأ يسلط الضوء رويدا رويدا على

أرشيفية (أ ب)

"فقط بين المسؤولين وبيننا... سنسحق الأفعى!".

كشفتْ وكالة "أسوشييتد برس"، اليوم الثلاثاء، تفاصيل جديدة للحملة التي قادها ضد قطر في أروقة واشنطن؛ كل من إليوت برودي وجورج نادر، المشمولين بتحقيق روبرت مولر، المتعلق بالتدخل الروسي في انتخابات رئاسة أميركا، والذي بدأ يسلط الضوء رويدا رويدا على كيفية إدارة دونالد ترامب والمحيطين به لملف العلاقات الخارجية، فمن أجل المال والنفوذ، وفي حملة بدأت مع تنصيب ترامب، سعى رجلا الأعمال إلى تحويل صلاتهما الممتدة من الخليج العربي إلى المكتب البيضاوي، إلى تعاقدات بمليارات الدولارات.

فقد دفع أكبر جامعي التبرعات لحملة ترامب الانتخابية، إليوت برويدي، والمستشار الأميركي ذو الأصول اللبنانية لحاكم أبوظبي، جورج نادر، بأجندة السعودية والإمارات إلى أعلى مستويات الحكومة الأميركية؛ بهدف إقناع واشنطن بالضغط على قطر التي تتهمها السعودية والإمارات بدعم الإرهاب، رغم أن قطر تستضيف أصولا عسكرية أميركية حيوية.

في الوقت ذاته، سعى برويدي ونادر إلى الحصول على تعاقدات دفاعية واستخباراتية مُجزية من الإمارات والسعودية، موصلين رسائل زعما أنها من وليي عهد البلدين إلى ترامب، وفق تحقيق أجرته "أسوشيتد برس" بناء على مقابلات مع أكثر من 24 شخصا ومئات الصفحات من رسائل البريد الإلكتروني المُسربة التي تبادلها برويدي ونادر، منها تقارير أعمال موجزة ومقترحات ووثائق تعاقدية.

والأسبوع الماضي، نأت السعودية بنفسها عن نادر وبرويدي، قائلة إنها لم توقع تعاقدات مع أي منهما، رغم إقرارها بإجراء مناقشات مع نادر، وقال مسؤول سعودي بارز إن ولي العهد، محمد بن سلمان أمر بإنهاء "التعامل مع هذين الشخصين" وقال المسؤول، مشترطا تكتم هويته "لن نندهش إذا كانوا يقولون للناس أننا نصغي لهما."

لقاء لم يُكشف عنه

وتكشف رسائل البريد الإلكتروني أيضا؛ عن لقاء لم يُكشف عنه من قبل مع الرئيس الأميركي، وتعرض رواية مفصلة عن عمل برويدي ونادر المنخرطين في الأزمة المحيطة بتحقيقين جنائيين محيطين بترامب: تحقيق المحقق الخاص عن تدخل روسيا في الانتخابات الأميركية الأخيرة، وفحص الادعاء الفيدرالي الأميركي لمبالغ سددها محامي ترامب الشخصي، مايكل كوهين، سرا.

وقال كريس كلارك، وهو محام لدى برويدي، إن تقرير أسوشيتد برس "يستند إلى وثائق مزورة وملفقة تم الحصول عليها من كيانات لها أجندات معروف لإلحاق الضرر بالسيد برويدي."

وأضاف في بيان "الجهود التي بذلها السيد برويدي في مجال التعليم العام لا تنطوي على أي اتجاه يسيِّره أي ممول أجنبي."

وقدمت أسوشيتد برس رسائل مسربة عبر البريد الإلكتورني، من 53 صفحة، لمحاميي برويدي.

ووصف أحد المحامين، ويُدعى ديفيد كاميل، إحدى الرسائل بالمزورة ورفض التوضيح ولم يقدم أي دليل على هذا التزوير، بينما رفضت كاثرين روميلر، من محاميي نادر، التعليق.

وأجرتْ أسوشيتد برس استعراضا شاملا لهذه الرسائل والوثائق، وتحققت من محتواها مع عشرات المصادر، وحددتْ أنها تتبعت أحداثا حقيقية عن قرب، بما في ذلك الجهود المبذولة لحشد الأمراء والكونغرس والبيت الأبيض ضد قطر، التي وصفها الشركاء "بالأفعى."

وفي واشنطن، لا يعد الضغط ضمن مساعي تحقيق مكاسب شخصية أمرا جديدا، فقد حول ترامب ثقافة الفحش إلى هتافات عندما وعد "بتجفيف المستنقع" فإن مسعى برويدي لتغيير السياسة الأميركية بالشرق الأوسط وجني ثروة لنفسه يُظهر أن أحد رجال الأعمال المقربين من الرئيس وجد هذا المستنقع ملائما للملاحة تماما خلال جلوس ترامب في البيت الأبيض.

فشركة برويدي فازت في النهاية بعقد استخباراتي مع الإمارات بقيمة تزيد على 200 مليون دولار، يمكن زيادته إلى 600 مليون دولار، وفقا لإحدى رسائل البريد إلكتروني.

ولم تنجح جهود من أجل إبرام عقد أكبر مع السعودية، ولفت نادر في وقت لاحق انتباه المحقق الخاص روبرت مولر.

وواجه محققوه نادر في كانون الثاني الماضي، بعد ساعات من تحقيق الخطة مع برويدي أهدافها؛ بتحويل 36 مليار دولار من الإمارات، ويتعاون نادر الآن مع فريق مولر.

وفي حين لا يتضح ما إذا كان تحقيق مولر يبحث في عملية التأثير لدى الشركاء، فقد كان نادر شاهدا على لحظة مهمة وهي اجتماع في سيشيل قبل تولي ترامب منصبه، حضره مستشار لترامب ورجلُ أعمالٍ مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وكان برويدي قد انخرط في تحقيق مع كوهين، المحامي الشخصي لترامب منذ فترة طويلة.

بعد أن داهمتْ النيابة العامة في نيويورك عقارات كوهين، تبين أن كوهين قام بتمثيل برويدي بالإضافة إلى الرئيس. رتب له مبلغ 1.6 مليون دولار دُفعت إلى عارضة بمجلة بلاي بوي كانت على علاقة غرامية مع برويدي.

مشروع مُناهض لقطر

وذكرتْ "أسوشييتد برس" سابقا أن برويدي ونادر، سعيا للحصول على مشروع قانون مناهض لقطر من خلال الكونغرس، بينما كانا يحجبان مصدر المال وراء حملة نفوذهما، وهو مبلغ 2.5 مليون دولار تم توجيهها من خلال شركة كندية غامضة.

لم يُقدم برويدي ولا نادر الأوراق مع حكومة الولايات المتحدة بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب، وهو قانون يهدف إلى جعل جماعات الضغط التي تعمل لصالح الحكومات الأجنبية تكشف عن علاقاتها وأنشطة سياسية محددة لها.

وأكد برويدي أنه غير مطالب بالتسجيل لأن مجهوده لم يكن موجها من قبل عميل أجنبي، وجاء بالكامل بمبادرته الخاصة، لكن الوثائق تُظهر أن الضغط كان متشابكا مع تعقب العقود منذ البداية، وتضمنت مهاما سياسية محددة لوليا العهد اللذين تم إدراج بلديهما كوكلاء لحملة الضغط في جدول بيانات من شركة برويدي، "سيرينيوس إل إل سي".

وقال كلارك، أحد محاميي برويدي، إن موكله "امتثل لجميع القوانين ذات الصلة، بما في ذلك قانون تسجيل الوكلاء الأجانب."

وتفيد ملخصات كتبها برويدي عن الاجتماعين اللذين أجراهما مع ترامب، أنه كان ينقل رسائل نادر من الأميرين مباشرة إلى الرئيس.

دعم قطر المزعوم لتمويل الإرهاب

وبحلول شهر تشرين الثاني، لم تكن إدارة ترامب تضرب بقوة ضد قطر كما كان مرجوا منها، ومن أجل الضغط على البيت الأبيض وإثارة المزيد من المعارضة المناهضة لقطر في الكونغرس، ادعى برويدي أنه رتب لعميل سياسي كتابة مذكرة استراتيجية للديمقراطيين الرئيسيين الذين يُهاجمون إدارة ترامب لكونهم "ليّنين" بشأن دعم قطر المزعوم لتمويل الإرهاب. تم تسريب تلك المذكرة إلى الصحافة.

ونشرت وكالة "أ ب" إحدى الرسائل التي كتبها برويدي لنادر، وجاء فيها: "سري للغاية - أنا جعلت هذا يحدث بشكل كامل، براعة مختلفة تماما لوضع الضغط اللازم!"، أجاب نادر: "رائع"، وكتب برويدي في إشارة إلى الأميريْن: "فقط بين المسؤولين وبيننا(...) سنسحق الأفعى!".

التعليقات