"هيومن رايتس ووتش": البنوك الإسرائيلية تربح من الاستيطان

وحذرت المنظمة الحقوقية الدولية من أن "نقل المحتل مواطنيه المدنيين إلى الأراضي المحتلة، وترحيل أو نقل أفراد من سكان الإقليم، يعتبر جرائم حرب".

أرشيفية (أ ب)

كشفت منظمة حقوق الإنسان العالمية "هيومن رايتس ووتش" العالمية، اليوم الثلاثاء، عن تقرير جديد لها بعنوان "المصارف الإسرائيلية تربح من المستوطنات".

وقالت المنظمة إن معظم المصارف الكبيرة في إسرائيل توفر خدمات تساعد على "دعم وإدامة وتوسيع المستوطنات غير القانونية من خلال تمويل بنائها في الضفة الغربية المحتلة".

وذكر التقرير أيضًا أن "أكبر 7 مصارف إسرائيلية توفر خدمات للمستوطنات وتشارك معظمها في بناء وحدات سكنية، وتعمل على توسيع المستوطنات من خلال الحصول على حقوق الملكية في مشاريع البناء الجديدة، ورعاية المشاريع حتى اكتمالها".

وتابعت: "تُسهّل هذه الأنشطة المصرفية نقل السكان بشكل غير قانوني".

وحذرت المنظمة الحقوقية الدولية من أن "نقل المحتل مواطنيه المدنيين إلى الأراضي المحتلة، وترحيل أو نقل أفراد من سكان الإقليم، يعتبر جرائم حرب".

وجاء التقرير تحت عنوان "تمويل الانتهاكات: المصارف الإسرائيلية في مستوطنات الضفة الغربية"، ويتضمن تفاصيل أبحاث جديدة في مجال الأنشطة المصرفية في المستوطنات، والانتهاكات التي تساهم فيها هذه الأنشطة.

وقالت المنظمة إنه "تشارك المصارف الإسرائيلية مع المطورين العقاريين في بناء منازل مخصصة حصرا للإسرائيليين على أراض فلسطينية، تساهم هذه المشاريع التي تؤمنها المصارف في تهجير الفلسطينيين بشكل غير قانوني".

ولفتت إلى أنها بحثت في قوائم مشروعات بناء المستوطنات على الإنترنت، وسجلات الأراضي الفلسطينية والإسرائيلية والبلدية، وتقارير شركات البناء، كما قابلت ملّاك الأراضي، وزارت مواقع بناء المستوطنات.

وأشرات المنظمة الدولية إلى أنه "إضافة إلى مشاريع البناء، تقدم المصارف قروضا للسلطات المحلية والإقليمية للمستوطنات، وقروضا عقارية لمشتري المنازل في المستوطنات، وتدير فروع المصارف هناك، ولا يمكن لسكان الضفة الغربية الفلسطينيين، الممنوعين بأمر عسكري من دخول المستوطنات إلا كعمال يحملون تصاريح خاصة، الاستفادة من هذه الخدمات".

وجددت تأكيد أن "المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الإنساني الدولي".

وقالت: "المستوطنات تساهم في نظام تمييزي تقيد من خلاله السلطات الإسرائيلية وتعرقل التنمية الاقتصادية الفلسطينية، في حين تمول وتدعم المستوطنات الإسرائيلية المبنية على الأراضي المنتزعة بشكل غير قانوني من الفلسطينيين".

وأكملت المنظمة: "يحظر القانون الإنساني الدولي على دولة الاحتلال استخدام الأراضي إلا لأغراض عسكرية أو لمصلحة السكان المحليين الذين يعيشون تحت الاحتلال".

وقالت: "تصبح المصارف التي تمول أو ترافق مشاريع البناء في المستوطنات شريكا في التوسع الاستيطاني، وتشرف على كل مرحلة من مراحل البناء، وتحتفظ بأموال المشترين في حسابات الضمان، وتحصل على ملكية المشروع في حالة تقصير شركة البناء".

وأضافت: "معظم هذا البناء يتم على الأراضي التي أعلنتها السلطات الإسرائيلية (أراضي دولة)، والتي يمكن أن تشمل الأراضي التي انتزعتها بطريقة غير قانونية من مُلّاك الأراضي الفلسطينيين، تستخدم إسرائيل هذه الأراضي بطريقة تمييزية".

وتابعت: "تساهم المستوطنات بطبيعتها في انتهاكات حقوقية خطيرة، لا تستطيع الشركات التي تزاول أعمالا في المستوطنات أو معها التخفيف من أو تجنب المساهمة في هذه الانتهاكات، لأن الأنشطة التي تقوم بها تتم على أرض تم الاستيلاء عليها بطريقة غير مشروعة، وفي ظل ظروف التمييز، ومن خلال انتهاك خطير لالتزامات إسرائيل كقوة محتلة".

وطالبت المنظمة الحقوقية المصارف الإسرائيلية بالامتثال لـ"مسؤولياتها الحقوقية"، والتوقف عن "القيام بأعمال تجارية في المستوطنات الإسرائيلية أو معها".

وأضافت: "عليها أن تتوقف عن إقامة أو تنفيذ أنشطة داخل المستوطنات، أو تمويل، أو إدارة، أو دعم المستوطنات أو الأنشطة المرتبطة بالمستوطنات والبنية التحتية، والتعاقد لشراء السلع المنتجة في المستوطنات".

وقالت: "لا يمكن للمصارف القيام بأعمال تجارية في المستوطنات دون أن تساهم في التمييز، والتهجير، وسرقة الأراضي، ولتجنب هذه النتيجة عليها أن تنهي أنشطتها الاستيطانية".

 

التعليقات