"بريكست": استقالة جونسون وانقسام الأغلبية.. ضربة مزدوجة لماي

تعتبر استقالة الوزيرين ضربة مزدوجة لماي، ما عكس الخلافات بشأن مستقبل العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بعد بريكست داخل الحكومة.

(أ ب)

حذر وزير الخارجية البريطاني المستقيل حديثًا بوريس جونسون، اليوم الإثنين، من أن ينتهي المطاف ببريطانيا إلى أن تكون مثل مستعمرة تابعة للاتحاد الأوروبي بعد إعلان الحكومة خطط إقامة علاقات تجارية وثيقة مع الاتحاد بعد الخروج منه العام المقبل.

وعيّنت رئيسة الوزراء البريطانية، جيريمي هانت، وهو عضو في حزب المحافظين البريطاني، وزيرا جديدا للخارجية بعد استقالة جونسون.

واستقال جونسون، اليوم، اعتراضا على خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي للانسحاب والتي تتضمن بقاء بريطانيا على صلة وثيقة بقواعد الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالسلع المصنعة.

وكتب جونسون في خطاب استقالته، الذي اطلعت عليه مدونة "جيدو فوكس" السياسية، "نتجه بالفعل صوب حالة المستعمرة - وسيناضل كثيرون للوصول إلى الميزة الاقتصادية أو السياسية لهذا الترتيب (الخطة) بالتحديد".

وقال مكتب رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في بيان "بعد الظهر، قبلت رئيسة الوزراء استقالة بوريس جونسون من منصبه كوزير للخارجية".

وأضاف البيان "سيعلن قريبا عن الشخص الذي سيخلفه. إن رئيسة الوزراء تشكر بوريس على عمله".

وأشارت تقارير إلى أن جونسون انتقد في مجالسه الخاصة خطة ماي لإبقاء علاقات اقتصادية قوية مع الاتحاد الاوروبي حتى بعد "بريكست".

وقد امتنع عن الإدلاء بأي تصريح منذ أن وافقت الحكومة على الخطة، الجمعة الماضي.

وكان من المفترض أن يشارك في استضافة قمة حول غرب البلقان في لندن الإثنين لكنه لم يحضر.

وكتب وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية مايكل روث في تغريدة "لا نزال ننتظر مضيفنا."

ضربة قاسية لماي

وتعتبر استقالة الوزيرين ضربة مزدوجة لماي، ما عكس الخلافات بشأن مستقبل العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بعد بريكست داخل الحكومة.

وكان وزير بريكست المناهض للفكرة الأوروبية، ديفيد ديفيس، قد استقال مساء الأحد تعبيرا عن رفضه لخطة ماي للإبقاء على علاقات اقتصادية وثيقة مع الاتحاد الأوروبي بعد بريكست المقرر في 29 آذار/ مارس 2019. ووصفت الخطة بأنها "بريكست ناعم" يتعارض مع "بريكست قاس" يدعو إليه أنصار القطيعة الواضحة مع بروكسل.

وبعد ظهر االيوم، اختار جونسون المنحى نفسه، وذلك قبيل كلمة ماي أمام النواب، لعرض خطتها التي تم اعتمادها مساء الجمعة خلال اجتماع لحكومتها.

وقالت ماي أمام النواب "نحن على خلاف بشأن الطريقة الفضلى لتنفيذ تعهدنا المشترك بتفعيل نتيجة استفتاء" حزيران/ يونيو 2016، الذي أيد فيه 52% من البريطانيين خروج المملكة من الاتحاد. ودافعت عن إستراتيجيتها التي قالت إنها الأفضل لمستقبل البلاد.

انقسام الأغلبية

وبعد أشهر من الانقسامات في صفوف الأغلبية المحافظة بشأن مستقبل العلاقات بين لندن وبروكسل، كانت ماي تعتقد أنها توصلت إلى توافق وبات بإمكانها أن تدافع بحرية عن خطتها في بروكسل.

في المقابل فإن خليفة ديفيس هو دومينيك راب (44 عاما) وزير الدولة الحالي للإسكان.

وسيتحمل هذا النائب المشكك بجدوى الاتحاد الأوروبي عبء تمثيل المملكة المتحدة في مفاوضات خروجها من التكتل، والتقاتل مع القادة الأوروبيين الذين ملّوا من مماطلة الحكومة البريطانية حول توجهات بريكست لتسعة أشهر.

وأكدت المفوضية الأوروبية، اليوم الإثنين، أن هذه الاستقالة لا تشكل بالنسبة إليها مشكلة للمفاوضات. وصرّح المتحدث باسم المفوضية مرغريتيس سخيناس، قبل استقالة جونسون، "سنواصل التفاوض بنية حسنة مع رئيسة الوزراء ماي والمفاوضين البريطانيين".

 

التعليقات