أمنستي تُطالب الإدارة الأميركية "تعميق" التحقيقات بمجزرة الرقة

وتركت المدينة مدمرة، والجثث متناثرة في الشوارع. انتشل العمال المدنيون نحو 500 جثة من الأنقاض في أعقاب الحملة، وظلوا يعثرون على جثث حتى بعد أشهر من انتهاء القتال، فيما اعتبرت الولايات المتحدة أن مجزرة الرقة كانت بمثابة انتصار على "داعش".

أمنستي تُطالب الإدارة الأميركية

أرشيفية (أ ب)

طالبت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، اليوم الثلاثاء، السلطات الأميركية، مرّة أخرى، إجراء تحقيق شامل وحقيقي بالضرر التي تسببت به الحملة العسكرية بقيادة أميركية على مدينة الرقة السورية بحجة محاربة تنظيم "داعش"، للمدنيين.

وقالت المنظمة التي كانت قد وصفت الحملة العسكرية على الرقة بأنها وصلت إلى حد ارتكاب جرائم حرب في وقت سابق من هذا العام،  في بيان، إن اعتراف التحالف الشهر الماضي بقتله 78 مدنيًا في القصف الشرس مقارنة بما أعلنه في وقت سابق هو مجرد "قمة الجبل الجليدي"، أي أنه من المتوقع أن هذا الرقم أقل بكثير مما هو عليه في الحقيقة.

وقالت المنظمة إن التحقيق مطلوب لفهم "سبب" مقتل المدنيين ومن المسؤول، مضيفة أن سكان الرقة يستحقون العدالة والتعويض.

وتابعت العفو الدولية أنها تعتقد أن مئات المدنيين قتلوا وأن التحالف قلل من عدد الضحايا الذين أبلغ عن سقوطهم. ولم يصدر تعقيب على الفور من التحالف.

ونقل البيان عن مستشارة العفو الدولية، دوناتيلا روفيرا، قولها إن التحالف يحتاج إلى إعلان "معلومات موثقة ذات معنى" بشأن كيفية اختيار الأهداف في الرقة وكيفية شن الغارات.

وأشارت روفيرا إلى أن هذا ضروري لكي "يتجنب" التحالف بقيادة الولايات المتحدة في المستقبل "تضارب" حصيلة القتلى المرتفعة بين المدنيين دون المحاسبة عن ما وصفتخ المؤسسة الحقوقية بـ"الخطأ" الذي ارتكب في الرقة.

وكان التحالف قد زعم في البداية أن حصيلة القتلى بين المدنيين بلغت 32 قتيلا فقط في الحملة على الرقة.

وأجبر تقرير أمنستي التحالف على الاعتراف بـقتله لـ78 مدنيين آخرين خلال الحملة بسبب التحقيق الذي أجرته المنظمة في حزيران/يونيو الماضي، اعتمد على بعض الشهادات التي جُمعت من سكان الرقة.

وانتقدت المنظمة أيضا التقارير الشهرية للتحالف، التي تحدثت فقط عن معلومات عامة بشأن الغارات.

وقالت "مثل هذه التفسيرات القاصرة غير كافية على الإطلاق".

واستمرت معركة الرقة، التي كان يسكنها ذات يوم نحو 200 ألف نسمة، على مدار 4 أشهر حتى عام 2017، وكان دور التحالف الأساسي، تقديم دعم جوي عبر القصف الشديد للرقة التي دُمرت بالكامل، فيما قاتلت قوات سورية بقيادة الأكراد في شوارع المدينة.

وتركت المدينة مدمرة، والجثث متناثرة في الشوارع. انتشل العمال المدنيون نحو 500 جثة من الأنقاض في أعقاب الحملة، وظلوا يعثرون على جثث حتى بعد أشهر من انتهاء القتال، فيما اعتبرت الولايات المتحدة أن مجزرة الرقة كانت بمثابة انتصار على "داعش".

 

التعليقات