لبناني "يحتاج معجزةً" كي يصبح رئيسًا للبرازيل... من هو فرناندو حداد؟

وحدّاد من أصل لبناني، يملك أبوه مطعمًا لبنانيًا في البرازيل، في حين تعمل أمّه مدرّسةً، وزوجته آنا استيلا طبيبة أسنان ومحاضرة أكاديميّة ولديهما طفلان. درس القانون، ثم حصل على الماجستير في الاقتصاد، ولاحقًا الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ساو باولو.

لبناني

دا سيلفا وحداد (أ ف ب)

لم يتبقَ كثير من الوقت أمام مرشّح حزب العمال البرازيلي، فرناندو حداد اللبناني الأصل، لإقناع 147 مليون ناخب بالتصويت له، لديه حتى السابع من تشرين أول/أكتوبر المقبل فقط، وليست هذه بالمهمة السّهلة، إذ إن الرجل الذي يطمح لأن يكون لولا دا سيلفا الثاني، بيّن استطلاع للرأي أن أكثر من ثلث البرازيليين ليس لديهم أدنى فكرة من هو ولا يستطيعون لفظ اسمه، ما يعني أنه قد يكون بحاجة إلى ما يشبه المعجزة ليصبح رئيسًا!

لكنّ حدّاد، الباحث الجدّي والخبير في النظرية الماركسية والعمدة السابق لساو باولو، البالغ من العمر 55 عامًا، يبدو واثقًا من أنه سيصل إلى جولة الإعادة في الانتخابات البرازيليّة التي ستكون حاسمة لمستقبل البلاد ولحزب العمال تحديدًا، الذي يقبع الرئيسان السابقان عنه في السجن أو الإقامة الجبرية.

وخلال حملته الانتخابيّة المستمرّة، يركّز حداد على إلغائه تدابير التقشف التي اتخذتها الحكومة الأخيرة، وتعزيزه الإنفاق لإخراج البلاد من أسوأ ركود تمر فيه، منذ قاد دا سيلفا "المعجزة الاقتصادية" مطلع الألفينيّات.

فرناندو حداد (أ ب)
فرناندو حداد (أ ب)

وفي حديث لصحيفة "الغارديان" البريطانيّة، قال حدّاد "نحن نجمع بين المسؤولية المالية والمسؤولية الاجتماعية، لن نضحي بالناس بعد الآن. بدون الاستثمار العام، بدون الإنفاق على العائلات، بدون ائتمان رخيص لن يتعافى الاقتصاد".

لكن استبدال رئيس سابق يتمتع بشعبية كبيرة، مثل دا سيلفا، بمرشحٍ لا يعرفه كثيرون لن يكون أمرًا سهلا بالنسبة لحزب العمال، وهو ما يدركه الحزب فقام بنشر شريط فيديو يظهر عددًا من البرازيليين يجهدون من أجل قول اسم المرشح، قبل أن يتعلموا التكرار: "حداد هو لولا، لولا حداد".

قبل أسبوع فقط، اختار حزب العمال حداد مرشحًا له للانتخابات الرئاسيّة، بعدما تأكد عدم خوض دا سيلفا الانتخابات بقرار قضائي، أي قبل شهرٍ واحدٍ من الانتخابات فقط.

صحيح أن لدى حزب العمال وحداد كثيرًا من الأرضيّة للبناء عليها، لكن ليس لدهم الكثير من الوقت، أبدًا.

إذ تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى الفارق بينه وبين مرشّح اليمين المتطرّف، بولسونارو، الذي ما زال في المستشفى بعد أن تعرض للطعن خلال حملة انتخابية، يصل إلى 10 نقاط مئوية.

وحدّاد من أصل لبناني، يملك أبوه مطعمًا لبنانيًا في البرازيل، في حين تعمل أمّه مدرّسةً، وزوجته آنا استيلا طبيبة أسنان ومحاضرة أكاديميّة ولديهما طفلان. درس القانون، ثم حصل على الماجستير في الاقتصاد، ولاحقًا الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ساو باولو.

وأكبر ميزة يملكها حداد، المجهول حتى في معاقل حزب العمال، هي أن راعيه السياسي هو أنجح سياسي في تاريخ البلاد الحديث. لكنّها، أيضًا، أكبر مشكلة له: فالعديد من البرازيليين لا يزالون يحبون لولا، لدوره في إخراج 36 مليون شخص من دائرة الفقر خلال سنوات التي حكمها وشهدت طفرة اقتصاديّة هائلة في البلاد، ولكنّ البعض الآخر يحتقره بسبب الفساد السياسي المتفشي والانهيار الاقتصادي الذي أعقب رحيله عن السلطة.

ويحظى رأي لولا بأهمية كبيرة لدى الناخبين، إذ إنّ ثلث الناخبين قالوا إنهم سيصوتون لمن يوصي به من داخل سجنه، في الوقت الذي أعلنت فيه شخصيات رفيعة من حزب العمال أن لولا سيختار جميع الوزراء في حكومة حداد.

ويحقّ لحداد، إن اختير رئيسًا أن يصدر عفوًا عن لولا، غير أنّ لولا الذي يزوره حداد بشكل دائم بصفته محاميه الشخصي، "لا يريد الحصول على عفو، إنه يريد أن تعلن براءته ، لأنه لم يرتكب جريمة"، يقول حداد.

التعليقات