حزب العمال البريطاني يُبقي احتمال بقائه بالاتحاد الأوروبي وميركل تتذمّر

زاد المتحدث في حزب العمال البريطاني لشؤون بريكست، كير ستارمر، اليوم الثلاثاء، ضبابية الصورة حول (بريكست)، إذ ترك الباب مفتوحا أمام بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي.

حزب العمال البريطاني يُبقي احتمال بقائه بالاتحاد الأوروبي وميركل تتذمّر

أنجيلا ميركل (أ ب)

زاد المتحدث في حزب العمال البريطاني لشؤون بريكست، كير ستارمر، اليوم الثلاثاء، ضبابية الصورة حول (بريكست)، إذ ترك الباب مفتوحا أمام بقاء بلاده في الاتحاد الأوروبي.

وشدّد على أنه يجب عدم استبعاد خيار البقاء في حال إجراء استفتاء ثانٍ حول خروج البلاد من التكتل الأوروبي.

وفي محاولة منه لرأب الصدع بشأن بريكست داخل الحزب اليساري؛ أوضح ستارمر في المؤتمر السنوي للحزب، أنه يجب إتاحة خيار إجراء تصويت ثان على العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، إلا أن العديد من الشباب وسكان المدن والأعضاء الجدد في حزب العمال، يُعارضون بشدة الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولكن الناخبين الأكبر سنا وأبناء الطبقة العاملة من معاقل الحزب التقليدية يؤيدون الخروج.

وتسبّب ستارمر بتعالي صيحات الابتهاج والتصفيق الحار من المشاركين في المؤتمر في المؤتمر الذي جرى في ليفربول، بعد أن قال: "صحيح أن البرلمان له الكلمة العليا حول أي اتفاق بشأن بريكست تبرمه الحكومة مع بروكسل، ولكن إذا أردنا كسر الجمود فيجب أن تشتمل خياراتنا إجراء حملةٍ لتصويت عام، ولا أحد يستبعد خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي".

ويحاول الحزب استغلال المؤتمر لرأب الانقسامات داخله بشأن بريكست، ولم تكن تلك التصريحات مدرجة في النص الرسمي لكلمته التي تحصل على موافقة زعامة الحزب.

وتقول رئيسة الوزراء تيريزا ماي، التي استبعدت خيار إجراء استفتاء ثان، إن مغادرة التكتل دون اتفاق هو البديل الوحيد لخطتها التي ستبقي بريطانيا قريبة من الاتحاد على الصعيد التجاري.

وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، سيحصل انفصال ابتداء من آذار/مارس 2019، أما إذا تم التوصل إلى تسوية، فستبدأ فترة انتقالية حتى أواخر 2020 مع عواقب أقل قسوة على المؤسسات والسلطات على حد سواء.

وسيُصوت الحزب ضد الاتفاق في البرلمان، إذا توصلت تيريزا ماي إلى اتفاق مع بروكسل للخروج من الاتحاد الأوروبي، لا يرضي حزب العمال، وهو الأمر الذي قال ستارمر إنه يبدو مُرجَّحا بشكل متزايد، لذا فإن احتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، يتضاعف، إذ أن تيريزا ماي لا تملك سوى غالبية ضئيلة في البرلمان، وإن صوَّت العماليون ضد خطة بريكست، فستحتاج إلى دعم جميع نواب كتلتها، وهو أمر مستبعد على ضوء الانقسامات داخل المحافظين.

وطالب حزب العمال بانتخابات عامة، كخيار أول في محاولة لكسر أي جمود في البرلمان بشأن بريكست، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكنا فيجب الإبقاء على الخيارات الأخرى مفتوحة بما فيها إجراء حملة لاستفتاء ثانٍ.

وسيُصوت الحزب رسميا، مساء الثلاثاء، على مذكرة تبقي "كل الخيارات مطروحة" من بينها تنظيم استفتاء ثان.

وصيغت هذه المذكرة اليوم الإثنين، بعد خمس ساعات من المناقشات المكثفة، وأثارت خيبة الكثيرين من الناشطين الذين كانوا يتمنون أن تتضمن تأييدا واضحا لعملية تصويت جديدة على اتفاق بريكست النهائي، بما يتضمن إمكانية البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي.

وعلّق عدد من أعضاء الحزب والشخصيات السياسية بالبلاد على كلمة ستارمر، وقالوا إن ستارمر خلق نوعا من التوازن.

ونقلت "أ ف ب" عن مؤسس حركة مومنتم الشعبية المؤدية لكوربن والتي تلقى قبولا متزايدا في اوساط حزب العمال، جون لانسمان، قوله إن "الحل الوسط الذي توصلنا إليه اليوم يعد وسيلة جيدة لتوحيد الحزب. أعتقد أنه أبقى على كل الخيارات على الطاولة".

وبيّن أن "مغادرة الاتحاد الاوروبي وخصوصا المغادرة دون اتفاق ستكون كارثية"، مضيفا: "نريد أن نترك الناس ليقرروا مستقبل البلاد. أفضّل أن أفعل ذلك عبر انتخابات عامة".

بدوره، قال النائب ديفيد لامي: "لقد كانت هذه معركة طويلة عبر أشهر عديدة وسنوات عديدة وأعتقد أننا وصلنا لنقطة ما (...) خطاب ستارمر تمكن بنجاح من جمع عائلة (حزب) العمل سويا".

وشهد المؤتمر حضور العديد من أعضاء الحزب، صغار السن، وهو يحملون حقائب كتب عليها "نحب كوربن، نكره بريكست"، وهي كلمات تعكس الانقسام العقائدي داخل الحزب، وقد ساهمت فيه سياسة رئيسه جيريمي كوربن الذي اقتصرت أجندته حتى الآن على المسائل الاجتماعية الاقتصادية، وهي مسائل توافقية، لكن مع دخول المفاوضات حول بريكست مرحلتها الأخيرة، سيتحتم على العماليين وضع إستراتيجية واضحة.

ميركل تتذمّر: لندن "غير واضحة كثيرًا"

بعدما اعتبرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن رفض المسؤولين الأوروبيين مقترحاتها خلال قمة غير رسمية، يوم الجمعة، أمرًا "غير مقبول" وقولها إن المفاوضات في مأزق، أوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الثلاثاء، أن لندن لم تُعبِّر بعد عن موقف واضح يتعلق بمستقبل علاقاتها بالاتحاد الاوروبي بعد بريكست.

وأشارت ميركل إلى أن الفترة المتبقية ليست سوى "ستة إلى ثمانية أسابيع" للتوصل إلى اتفاق، قائلةً في خطاب ألقته أمام مجموعة من رجال الصناعة الألمان: "أمامنا ستة إلى ثمانية أسابيع من العمل الشاق جدا، وبعدها يتعين اتخاذ قرارات سياسية. وهذا رهن إلى حد كبير بالتأكيد بما تريده بريطانيا فعلا، وهذه النقطة ليست واضحة كثيرا".

وفيما تعرض ماي في خطتها إقامة منطقة للتبادل الحر للسلع الصناعية والمنتجات الزراعية، لكن ليس للخدمات والأشخاص، قالت ميركل: "لا يمكننا الانتماء إلى جزء من السوق الموحدة وليس إلى ثلاثة أجزاء أخرى".

ويتعين على البلدان الـ27 ولندن الاتفاق في تشرين الأول/أكتوبر أو تشرين الثاني/نوفمبر، على اتفاق يُنهي طلاقهما وعلى إعلان يحدد إطارَ علاقتهما المستقبلية، بيد أن ميركل ألمحت إلى أن إعلانا بالغ الغموض يرجئ الخلافات الأساسية، إلى وقت لاحق، لن يكون مقبولا.

وأوضحت أنه "إذا كان هذا الإعلان السياسي عاما جدا، فستكون الفترة الانتقالية عندئذ غير كافية للتوصل إلى اتفاق معقول".

 

التعليقات