بريطانيا والسعودية تردان على خطاب إردوغان بشأن خاشقجي

قالت بريطانيا، اليوم الثلاثاء إنه ما زالت هناك أسئلة تتعلق بمقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ولا يمكن سوى للسعوديين الرد عليها. فيما عقبت السعودية على خطاب إردوغان بأنها ستحاسب المقصرين، أيا من كانوا.

بريطانيا والسعودية تردان على خطاب إردوغان بشأن خاشقجي

(أ ب)

قالت بريطانيا، اليوم الثلاثاء إنه ما زالت هناك أسئلة تتعلق بمقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، ولا يمكن سوى للسعوديين الرد عليها. فيما عقبت السعودية على خطاب إردوغان بأنها ستحاسب المقصرين، أيا من كانوا.

وقال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، ردا على سؤال عن بيان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في وقت سابق اليوم، عن مقتل خاشقجي "بيان الرئيس إردوغان هذا الصباح يبرز حقيقة أن الأسئلة لا يمكن سوى للسعوديين الرد عليها".

في حين قال مجلس الوزراء السعودي، بعد اجتماع رأسه الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية، اليوم، إن السعودية ستحاسب المقصرين، أيا من كانوا، في قضية مقتل الصحافي خاشقجي.

وشدد المجلس على أن السعودية تأسست على نهج "ترتكز أحكامه على إحقاق الحق وإرساء دعائم وقيم العدالة ومعاييرها وترسيخ أسسها"، وأنها اتخذت "إجراءات لاستجلاء الحقيقة ومحاسبة المقصر كائنا من كان".

الإعلام السعودي يركز على تصريحات لإردوغان بأن السعودية "اتخذت خطوات مهمة":

واهتمت وسائل الإعلام السعودية، اليوم، بإبراز مقتطفات من خطاب الرئيس التركي، إردوغان، الذي كشف تفاصيل عن جريمة قتل الصحافي السعودي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

واليوم، أكد الرئيس أردوغان، في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية بالبرلمان على وجود "أدلة قوية" لدى بلاده على أن جريمة قتل خاشقجي "عملية مدبر لها وليست صدفة"، وأن "إلقاء تهمة قتل خاشقجي على عناصر أمنية لا يقنعنا نحن ولا الرأي العام العالمي". ودعا إلى إجراء تحقيق دقيق في مقتل خاشقجي من قِبل لجنة عادلة ومحايدة تماما ولا يشتبه في أي صلة لها بالجريمة.

فضائية "العربية" السعودية بثت خطاب الرئيس إردوغان كاملا، وأبرزت عبر شريطها الإخباري أبرز ما ارتأت أنه ورد في الخطاب، ومنها اقتراح الرئيس إجراء محاكمات في إسطنبول للأشخاص الـ18 الموقوفين بالسعودية على ذمة القضية.

كما نقلت تأكيد الرئيس التركي على أن "السعودية اتخذت خطوة هامة بتأكيد جريمة خاشقجي وإيقافها للمتهمين".

وعلى النحو ذاته، أبرزت صحيفة "عكاظ" السعودية، عبر حسابها على "تويتر" وموقعها الإلكتروني، مقتطفات من خطاب الرئيس التركي. ونقلت عن الرئيس أردوغان قوله: "السعودية اتخذت خطوة هامة بتأكيد جريمة خاشقجي وإيقافها للمتهمين"، وأبرزت كذلك مقترح الرئيس أن تتم محاكمة المتهمين في قضية خاشقجي في تركيا.

فيما سلطت صحيفة "المدينة" السعودية، عبر حسابها على "تويتر"، الضوء على تأكيد إردوغان أن "السعودية اتخذت خطوات مهمة في قضية خاشقجي"، عبر إقرارها بمقتله داخل القنصلية.

كما نقلت صحيفة "سبق" الإلكترونية السعودية، عبر موقعها وحسابها بـ"تويتر"، قول إردوغان إن "إقرار السعودية بمقتل خاشقجي داخل القنصلية خطوة مهمة".

كما نقلت عن إردوغان قوله: "سنقوم بالتحقيق في هذه الجريمة"، مشيرة إلى قوله بأن "اعتقال 18 شخصًا في السعودية لصلتهم بمقتل خاشقجي يتفق مع معلومات المخابرات التركية".

وبعد 18 على وقوع الجريمة، أقرّت الرياض، فجر السبت الماضي، بمقتل خاشقجي، داخل قنصليتها في إسطنبول، لكنها قالت إن الأمر حدث جراء "شجار وتشابك بالأيدي"، وأعلنت توقيف 18 شخصا كلهم سعوديون للتحقيق معهم على ذمة القضية. فيما لم توضح المملكة مكان جثمان خاشقجي.

غير أن الرواية الرسمية السعودية تلك قوبلت بتشكيك واسع مع دول غربية ومنظمات حقوقية دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، آخرها منها إعلان مسؤول سعودي، في تصريحات صحافية، أن "فريقا من 15 سعوديا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي، في 2 تشرين الأول/ أكتوبر، لتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".

وعلى خلفية الواقعة، أعفى الملك السعودي مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.

وفي خطابه أمام البرلمان، طالب إردوغان، قبيل ظهر اليوم الإثنين، بتسليم تركيا فريق الاغتيال الذي كلف باغتيال  خاشقجي، إضافة إلى ثلاثة من الموظفين في القنصلية، لمحاكمتهم بتهمة ارتكاب جريمة القتل داخل مبنى القنصيلة في إسطنبول.

كما طرح الرئيس التركي العديد من التساؤلات بحاجة إلى أجوبة "لماذا اجتمع فريق الاغتيال في إسطنبول؟ وممن أخذوا الأوامر؟ لماذا تم فتح القنصلية للتفتيش بعد أيام وليس على الفور؟ لماذا كانت هناك تصريحات متناقضة في هذه المرحلة؟ أين جثة المقتول؟ الجثة تم تسليمها لمتعاون محلي معهم، من هو هذا المتعاون المحلي؟".

التعليقات