استثناءات أميركيّة تنقذ إيران من "تصفير" تصدير نفطها

تدخل، الإثنين المقبل، الحزمة الثانية من العقوبات الأميركيّة ضد إيران حيّز التنفيذ، بعد ستّة أشهر من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران.

استثناءات أميركيّة تنقذ إيران من

ترامب يكرر نهجه مع كوريا الشمالية في إيران (أ ب)

تدخل، الإثنين المقبل، الحزمة الثانية من العقوبات الأميركيّة ضد إيران حيّز التنفيذ، بعد ستّة أشهر من إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران.

وتستهدف العقوبات الأميركيّة الواسعة النطاق الاقتصاد الإيراني، لخنقه، عبر تعهد الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة بوقف جميع مبيعات النفط المرتبطة بإيران التي يُعد الخام بين صادراتها الرئيسية، وتعليق التعاملات المصرفية الدولية معها، معيدةً بذلك فرض عقوبات رفعها الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما.

لكن، في خطوةٍ مفاجئة، أعلن وزير الخارجية الأميركيّ، مايك بومبيو، اليوم الجمعة، استثناء 8 دول من نظام العقوبات على النفط الإيراني، قال وزير الطاقة التركي، لاحقًا، إن بلاده من بين الدول المستثناة.

وتشير التصريحات الأميركيّة إلى قبول الولايات المتحدة بواقع أنه سيكون عليها منح استثناءات لدول لن تتوقف تماما عن شراء النفط الإيراني، وتسعى دول حليفة للولايات المتحدة مثل الهند وكوريا الجنوبية، للحصول على إعفاءات من العقوبات، والأرجح أن تتمكن طهران كذلك من مواصلة بعض مبيعاتها بشكل سرّي.

في حين يسعى الاتحاد الأوروبي جاهدًا لحماية الشركات التجارية التي تعمل في إيران، فأعلن عن خطط لوضع إطار قانوني يمكّن من تجنب العقوبات الأميركية، رغم أن عددًا قليلًا من الشركات الرئيسية بدا مستعدا للمخاطرة بالتعرض لعقوبات تفرضها أكبر قوة اقتصادية في العالم.

وتغيّرت أمور كثيرة منذ استهدفت إدارة أوباما الاقتصاد الإيراني في 2012، أبرزها حيازة عقوبات أوباما دعمًا دوليًا ولو على مضض في بعض الأحيان، عندما وضع هدف إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات لوقف برنامجها النووي، نصب عينيه، وهو ما تفتقده عقوبات ترامب الآن.

- شكوك بشأن هدف واشنطن

وأصدر بومبيو، في أيّار/مايو الماضي، لائحة مطالب من إيران تتجاوز البرنامج النووي الذي ركزت عليه الاتفاقية المبرمة في عهد أوباما، تتضمن دعوة إيران إلى الانسحاب من سورية، حيث تدعم نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، إضافة إلى التخلي عن دعمها لحركتي حماس وحزب الله.

وأصر بومبيو، كذلك، على ضرورة إنهاء إيران دعمها للحوثيين في اليمن الذين يواجهون حربًا عسكرية شعواء تقودها السعودية وتدعمها واشنطن.

وعبر حسابه في "تويتر"، أشار بومبيو، مؤخرًا، إلى أن صندوق النقد الدولي يتوقع انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 3,6 بالمئة العام المقبل، وأضاف وقال "هذا ما يحصل عندما يسرق النظام الحاكم من شعبه ويستثمر في الأسد بدلا من خلق الوظائف للإيرانيين... إنهم يخربون الاقتصاد".

لكن الخبراء لا يتوقعون حصول أي تغيير في خطاب القادة الإيرانيّين، وخصوصا بالنسبة إلى المؤسستين العسكرية والدينية.

- نموذج كوريا الشمالية

ويعتقد دبلوماسي أوروبي أن ترامب يتّبع مع إيران الإستراتيجيّة ذاتها التي طبّقها مع كوريا الشمالية، التي يتفاوض معها بعد عام من تهديدها بـ"النار والغضب".

ويقول "إنها خطة الحرب ذاتها التي اتبعها مع كيم جونغ أون وكوريا الشمالية: عقوبات، وأقصى درجات الضغط، ومن ثم استعداد للتفاوض". وتشير الولايات المتحدة إلى أنها تستثني السلع الإنسانية من العقوبات، رغم أن الأوروبيين قالوا إنهم لم يحصلوا على أي إرشادات تتعلق بكيفية تجنب العقوبات.

ويرى دبلوماسي غربي آخر تحدث لوكالة فرانس برس، أن إيران أكثر اعتمادا على العالم الخارجي مما يعتقد أتباع تيارها المحافظ، ويقول "في الحقيقة، هناك إشارات على بدء حالة ذعر جراء النقص في الدواء. نتّجه مجددا إلى اقتصاد الحرب القديم الخاضع لرقابة مشددة".

ويعقّد جهود ترامب تزايد الانتقادات للسعودية، خصم إيران الإقليمي والتي لطالما ضغطت على واشنطن لتشديد موقفها حيال الجمهورية الإسلامية، على خلفية جريمة قتل الصحافي البارز، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول.

لكنّ طهران لا تحظى بكثير من الأصدقاء كذلك، واتهمت فرنسا والدنمارك وكالات استخبارات الجمهورية الإسلامية بالتخطيط لهجمات على معارضي النظام في أوروبا.

التعليقات