الولايات المتحدة: ما هي انتخابات التجديد النصفي؟

تعود الانتخابات إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد عامين على آخر مناسبة مارس خلالها المواطن الأميركي استحقاقه الديمقراطي، وهذه المرة عبر انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، غير أن نتائج الانتخابات قد تحدد مستقبل البيت الأبيض تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.

الولايات المتحدة: ما هي انتخابات التجديد النصفي؟

(أ ب)

تعود الانتخابات إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد عامين على آخر مناسبة مارس خلالها المواطن الأميركي استحقاقه الديمقراطي، وهذه المرة عبر انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، غير أن نتائج الانتخابات قد تحدد مستقبل البيت الأبيض تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وبعد عامين على تولي ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، يتوجه الناخبون الأميركيون إلى مراكز الاقتراع في انتخابات التجديد النصفي، وذلك في السادس من تشرين الثاني: نوفمبر تشرين الجاري.

وتعتبر الانتخابات هي السبيل الوحيد للحزبين الجمهوري والديمقراطي، للسيطرة على الكونغرس الأميركي، وهو المؤسسة الدستورية الأولى في الولايات المتحدة الأميركية ويعتبر الهيئة التشريعية في النظام السياسي ويتألف من مجلسين هما مجلس الشيوخ (المجلس الأعلى) ومجلس النواب (المجلس الأدنى).

ويتكون مجلس الشيوخ من 100 عضو إذ تُمثل كل ولاية بنائبين اثنين بغض النظر عن عدد سكان الولاية، بحيث يتم ضمان تمثيل متساوي لكل الولايات في المجلس. وتكون عضوية نائب المجلس لمدة ست سنوات، ويتم تجديد ثلث أعضاء المجلس كل سنتين عن طريق الاقتراع المباشر (ما سنشهده بعد غد، الثلاثاء) وتقع غرفة مجلس الشيوخ بالجناح الشمالي من مبنى الكونغرس، المتواجد بواشنطن دي سي.

فيما يتكون مجلس النواب من 435 مقعدًا موزعة بحسب الكثافة السكانية في الولايات الأميركية، حيث تجري كل سنتين انتخابات لاختيار أعضاء مجلس النواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ويقع مجلس النواب بالجناح الجنوبي من مبنى الكونغرس.

ويعتبر مجلس الشيوخ، هيئة تداولية أكثر من مجلس النواب، وذلك لأنه عدد نوابه أقل بالإضافة إلى فترة خدمة نوابه الأطول، ما يتيح المزيد من فرص العمل الجماعي ويقلص مساحة العمل الحزبي، ويعد نوعا ما منعزلًا عن الرأي العام الأميركي منه عن مجلس النواب.

وتجري عدة استحقاقات مثيرة للاهتمام، الثلاثاء، في إطار انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في الولايات المتّحدة، والتي سيختار خلالها الأميركيون حكّام الولايات بالإضافة إلى أعضاء مجلسي النواب والشيوخ.

يذكر أن تمثيل الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ الحالي هو 51 مقابل 49 للأميركيين، في حين يضم مجلس النواب 240 مقعًدا جمهوريًا مقابل 195 من الديمقراطيين.

ويشار إلى أن استطلاعات الرأي الحالية تقول إن الديمقراطيين يمكن أن يحصلوا على الأغلبية في مجلس النواب، في حين يحافظ حزب الرئيس الأميركي على الأغلبية في مجلس الشيوخ.

وفي ما يلي لمحة على السباقات الأكثر إثارة للاهتمام:

مرشّح ديمقراطي قويّ في تكساس

يجري أحد أكثر الاستحقاقات تكلفة ومتابعة في تكساس حيث يواجه السناتور الجمهوري تيد كروز، النائب الديمقراطي بيتو أوروركي. ويشكّل أوروركي (46 عامًا) تحدّيًا قويًا غير متوقّع لكروز (47 عاما) في الولاية الجمهورية تقليديًا.

ويحظى أوروكي، العضو السابق في فرقة لموسيقى "البانك"، والذي قضى ثلاث ولايات في مجلس النواب، بدعم الكثير من سكّان المدن في تكساس بينما يلقى كروز الدعم في المناطق الريفية المحافظة.

وسيشكّل انتزاع مقعد مجلس الشيوخ من كروز، الذي نافس الرئيس الأميركي دونالد ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات العام 2016 الرئاسية، انتصارًا كبيرًا للحزب الديمقراطي.

أريزونا أمام مرشحّتين لأول مرة

ستمثّل امرأة ولاية أريزونا (جنوب غرب) لأوّل مرّة في مجلس الشيوخ، إذ تتنافس سيّدتان على المقعد لخلافة جيف فليك، المعارض لترامب والذي لم يترشّح لإعادة انتخابه.

والمرشّحة الجمهورية مارتا ماكسالي (52 عامًا) هي طيّارة حربيّة سابقة في سلاح الجوّ الأميركي قضت ولايتين كعضو في مجلس النواب.

أما منافستها الديمقراطية كريستن سينيما (42 عامًا)، فقضت ثلاث ولايات كعضو في مجلس النواب وعاشت سنوات من الفقر في طفولتها بعد طلاق والديها.

وتُعدّ المنافسة حامية بين المرشّحتين في الولاية التي فاز فيها ترامب بفارق 3.5 نقاط مئويّة في انتخابات 2016 الرئاسية.

الديمقراطيون في خطر

يواجه مرشّحو الحزب الديمقراطي لمجلس الشيوخ، خطر خسارة مقاعدهم في كلّ من ميزوري وداكوتا الشمالية وإنديانا.

وتواجه السناتورة الديمقراطية كلير ماكاسكيل (65 عامًا)، تحدّيًا قويًا من المدّعي العام الجمهوري جوش هاولي في ميزوري، وهي الولاية التي فاز فيها ترامب بفارق 18 نقطة في 2016.

ودعم ترامب شخصيًا هاولي البالغ من العمر 38 عامًا، حيث وصفه بأنّه نجم صاعد في الحزب الجمهوري.

أمّا في داكوتا الشمالية، التي فاز ترامب فيها بفارق 36 نقطة في 2016، فتكافح السناتورة الديمقراطية هايدي هيتكامب (63 عامًا)، للاستمرار سياسيًا في وجه الجمهوري كيفن كريمر.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن متصدّر السباق هو كريمر (57 عامًا) الذي قضى ثلاث ولايات في مجلس النواب.

وفي إنديانا، حيث فاز ترامب بـ19 نقطة في 2016، يتقدّم السناتور الديمقراطي جو دونيلي (63 عامًا) بنسبة ضئيلة على منافسه الجمهوري مايك براون، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 64 عامًا.

ولا يبدو بوب مينينديز (64 عامًا)، وهو ديمقراطي من نيوجيرسي، شغل مقعدًا في مجلس الشيوخ منذ العام 2006، بوضع يُحسد عليه بعدما واجه اتّهامات بالفساد.

وانتهت القضية بعدم تمكّن هيئة المحلّفين من الاتّفاق على حكم ما أدّى إلى بطلان الدعوى وإسقاط التهم. وينافس مينينديز رجل الأعمال الجمهوري بوب هاغن البالغ من العمر 64 عامًا.

فلوريدا تحت الأنظار

تشهد فلوريدا اثنين من الاستحقاقات الأكثر متابعة في البلاد.

وانتُخب الديمقراطي بيل نيلسون (76 عامًا) إلى مجلس الشيوخ لأوّل مرة في العام 2000 قبل أن يُعاد انتخابه في العامين 2006 و2012.

لكن ميلسون، الذي عمل كأخصائي حمولة على متن مكوك فضائي في العام 1986، يواجه منافسة هذه المرّة من حاكم فلوريدا الجمهوري، ريك سكوت.

ويشكّل ضبط حيازة السلاح الملفّ الأبرز في الاستحقاق بعد عملية إطلاق النار التي وقعت في مدرسة ثانوية في باركلاند بفلوريدا في شباط/ فبراير الماضي، وأسفرت عن مقتل 17 شخصًا.

وهناك سباق حامّ آخر في فلوريدا لانتخاب حاكم يحلّ محلّ سكوت (65 عامًا).

ويتنافس في هذا الاستحقاق رئيس بلدية تالاهاسي الأميركي من أصول أفريقية، الديمقراطي آندرو غيلوم (39 عامًا)، مع العضو في مجلس النواب رون ديسانتيس (40 عامًا) والذي يُعدّ من أشدّ أنصار ترامب.

ودعم ترامب المرشّح الجمهوري شخصيًا، بينما لم يتردّد في توجيه انتقادات لاذعة لغيلوم، الذي يتوقّع البعض أن يكون نجم الحزب الديمقراطي المقبل.

امرأة من أصول أفريقية حاكمة ولاية لأول مرة

في جورجيا، تتنافس ستايسي آبرامز (44 عامًا)، زعيمة الأقلية النيابيّة سابقًا في مجلس نواب الولاية، للفوز بمنصب حاكمة الولاية، مع الجمهوري برايان كيمب (55 عامًا) وهو وزير شؤون الولاية.

وبحال فازت ستكون آبرامز، التي حظيت بدعم من مقدّمة البرامج أوبرا وينفري وغيرها من المشاهير، أول امرأة سوداء البشرة تصبح حاكمة لولاية أميركية.

واتُّهم كيمب خلال السباق بمحاولة منع عشرات الآلاف من الناخبين من أصول أفريقية خصوصًا، من المشاركة في الانتخابات.

 

التعليقات