الانتخابات الأميركية: تعرف على الأصلانيتين والمهاجرتين بالكونغرس

حدثت إنجازات "تاريخية" على صعيد التمثيل في الكونغرس بحسب ما قالته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ومعظمها أحدثها الحزب الديمقراطي الذي نجحت من خلاله امرأتان مسلمتان وأخرتين من السكان الأصلانيين في أميركا، من دخول الكونغرس للمرة الأولى في تاريخه

الانتخابات الأميركية: تعرف على الأصلانيتين والمهاجرتين بالكونغرس

سجلت انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الولايات المتحدة الأميركية، عدّة نتائج قلبت موازين القوى لصالح الديمقراطيين في مجلس النواب، مقابل استمرار الجمهوريين في السيطرة على مجلس الشيوخ والمحافظة على الأغلبية، لكن ذلك لم يكن أبرز ما في الانتخابات.

حيث حدثت إنجازات "تاريخية" على صعيد التمثيل في الكونغرس بحسب ما قالته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ومعظمها في سياق منافسة الحزب الديمقراطي، الذي نجحت من خلاله امرأتان مسلمتان وأخريتان من السكان الأصلانيين في أميركا، من دخول الكونغرس للمرة الأولى في تاريخه.

الأصلانيات يصلن الكونغرس بعد رحلة شاقة

فازت المرشحة الديمقراطية عن ولاية كانساس، شاريس ديفيدز (38 عاما)، على منافسها الجمهوري، لتدخل مجلس الشيوخ، وحازت ديب هالاند (58 عاما)، الديمقراطية أيضا، على الأصوات الكافية التي أهلتها لتمثيل ولاية نيو ميكسيكو في مجلس النواب. وكلتاهما من قبيليتين أصلانيتين.

شاريس ديفيدز (أ ب) 

وصرحت هالاند في مؤتمر صحفي بعد فوزها، أنها كأحد أفراد الجيل الـ35 في نيو ميكسيكو، في إشارة إلى أن جذورها تمتد إلى ما قبل قيام الدولة الأميركية، لا تستطيع "أن تتخيل عالما" يسمح لشخص يُشبهها، بأن يُمثل الولاية داخل الكونغرس.

واعتمدت حملة هالاند الانتخابية على نشاطها في موضوع التغيير المناخي الإيجابي ونضالها من أجل الحفاظ على الأراضي العامة وعدم خصخصتها، إضافة إلى كونها من أوائل المرشحين الديمقراطيين الذين نادوا بإلغاء السياسة العنصرية الأميركية تجاه المهاجرين.

ديب هالاند (من حملتها الانتخابية) 

لكن مجلة "تايم" الأميركية قالت إن فوز ديفيدز وهالاند هو بمثابة تذكير قاس، للقرون التي احتاجها إنجاز مماثل. فواجه السكان الأصلانيون الأميركييون، عواقب كبيرة أمام السماح لهم بالتصويت على مر التاريخ، وللمفارقة، فقد كانت نيو ميكسيكو، الولاية الأخيرة التي منحتهم حق الاقتراع والترشح في 1962، وهذا بعد أن حصل سائر السكان الأصلانيين في بلادهم على جنسية الولايات المتحدة، بنحو 40 عاما.

وهذا لا يعني أن الأصلانيين استطاعوا التصويت بشكل تام منذ حصولهم على هذا الحق الأساسي، ففي إنتخابات العام الحالي فقط، قالت منظمات حقوقية في ولايتي يوتاه ونورث داكوتا، إن القوانين الخاصة بهاتين الولايتين، أثرت على حقهم بالتصويت "بشكل غير متناسب" مع سائر السكان.

وقالت الباحثة في العلوم السياسية، جان شرودل، المختصة في شؤون حق الاقتراع لدى السكان الأصلانيين، لمجلة "تايم"، إن نجاح امرأتان أصلانيتان في دخول الكونغرس يرتبط بشكل أساسي في النشاط الاجتماعي والسياسي المتصاعد لدى السكان الأصلانيين بوجه السياسات العنصرية التي تستهدفهم.

من الجدير بالذكر أن قبل دخولهما إلى الكونغرس كان هناك عضوين في مجلس النواب من السكان الأصلانيين، وكلاهما رجلين وجمهوريين.

فلسطينية مهاجرة وصومالية لاجئة 

وحازت الديموقراطيتان المسلمتان من أصول مهاجرة، رشيدة طليب (42 عاما)، وإلهان عمر (36 عاما)، على مقعدين في مجلس النواب، لتسجلا بذلك أول سابقة تاريخية بدخول امرأة مسلمة للكونغرس.

وفازت طليب القادمة من أصول فلسطينية، بمقعدها عن ولاية ميشيغان، وقالت بعد فوزها إنها سوف تكون داخل مجلس النواب "امرأة وأم ومسلمة وفلسطينية وعربية، والعديد من مُركبات هذه الهويات" اعتمادا على الموقف الذي تواجهه.

رشيدة طليب (أ ب)

ونشطت طليب في الدفاع عن العدالة الاجتماعية والبيئة، وقبل فوزها بالتصويت التمهيدي للحزب الديمقراطي خاضت حملة انتخابية قوية، اهتمت خلالها في البحث عن التمويل لحملتها وطرق أبواب الناخبين لاستمالة أصواتهم، فقد لاحظت أن عددا كبيرا ممن تحدثت إليهم يواجهون الواقع المرير لتصاعد العداوة للإسلام في ظل حكم الرئيس الأميركي الحالي، دونالد ترامب.

أما عمر فهي لاجئة صومالية، فازت بمقعدها عن ولاية مينيسوتا، ونشطت سابقا في منظمة للدفاع عن الحقوق المدنية، وهي محسبوة على أكثر التيارات الليبرالية داخل الحزب الديمقراطي، وتلخص عملها في السابق على المطالبة بالمساواة في الراعية الصحية وتعميم الأقساط الجامعية، وتقوية الإسكان العمومي.

إلهان عمر (أ ب)

وصرحت عمر التي أمضت 4 سنوات من طفولتها في مخيم للاجئين الصومال في كينيا على إثر الحرب الصومالية الأهلية، أنها لم تتوقع أن تصل إلى الولايات المتحدة وتذهب إلى إحدى المدارس فيها برفقة طلاب "يقلقون على حصولهم على الطعام كما كنت أقلق في مخيم اللاجئين".

عم رشيدة طليب يحتفل بفوزها في قرية بيت عور الفوقا في الضفة الغربية المحتلة (رويترز)

 

التعليقات