"ذي غارديان": مانفورت أجرى محادثات سرية مع أسانج

في حال أُثبتت هذه المعلومات، فإن ذلك يُسلط الضوء على تسلسل الأحداث في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية في صيف عام 2016، عندما نشرت "ويكيليكس" على موقعها، عشرات آلاف الرسائل البريد الإلكتروني التي اخترقتها وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية...

(أرشيفية - أ ب)

كشفت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، الثلاثاء، أن مدير الحملة الانتخابية الرئاسية، للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أجرى محادثات سرية مع مؤسس منظمة "ويكيليكس"، جوليان أسانج، في الأعوام 2013 و 2015 و 2016.  

وقالت الصحيفة بحسب مصادر خاصة، إن باول مانفورت التقى بأسانج في مكان إقامته داخل سفارة الإكوادور في لندن، بالتزامن مع انضمامه لحملة ترامب، ربيع العام 2016. إلا أن مانفورت نفى جميع الأنباء حول لقاءاته بأسانج، أو تواصله مع مسؤولين في "ويكيليكس".

وأشارت الصحيفة إلى أن مصادرها شددت على أن مانفورت زار أسانغ في آذار/ مارس عام 2016، وبعد مضي بضعة أشهر على هذه الزيارة، نشرت "ويكيليكس"، رسائل بريد إلكترونية خاصة بالديمقراطيين، سُرقت عن طريق رجال مخابرات روس. 

ومع ذلك، فإن الصحيفة ذكرت أن الأمور التي ناقشها مانفورت مع أسانج وأسباب زيارته ليست واضحة، إلا أنها، وبشكل مؤكد، سوف تثير اهتمام المحقق الخاص، روبرت مولر، الذي يعمل على كشف تفاصيل التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية عام 2016 لصالح ترامب.

وادعت "ويكيليكس" في سلسلة من التغريدات على موقع "تويتر"، أن أسانج ومانافورت لم يلتقيا، وكان الأخير قد زعم خلال التحقيقات أن لا علاقة له بتسريبات رسائل البريد الإلكتروني.

وسجن مانافورت في وقت سابق هذا العام، وتحول لمركز التحقيق بشأن التدخل الروسي، لكن مولر قال يوم أمس الإثنين، إن مانافورت كذب مرارا على مكتب التحقيقات الفدرالي، رغم موافقته على التعاون قبل شهرين في صفقة اعتراف. ووفقا لوثيقة محكمة، ارتكب مانافورت "جرائم وأكاذيب" في عدّة مواضيع.

وبحسب مصادر "ذي غارديان"، فإن مانفورت زار أسانج عام 2013 لأول مرّة بعد سنة من طلب الأخير اللجوء في سفارة الإكوادور في لندن، وعاد مرّة أخرى عام 2015، ومرّة أخيرة عام 2016. 

وفي حين يسجل حراس السفارة عادة، أسماء وهويات الداخلين إليها، إلا أن مصادر الصحيفة في الإكوادور، أوضحت أن اسم مانفورت لم يُسجل.

ولفتت الصحيفة إلى أن طاقم السفارة لم يعلم بالخطورة السياسية لهذه الزيارات إلا بعد أن كُشف دور مانفورت في حملة ترامب الانتخابية.

وفي حال أُثبتت هذه المعلومات، فإن ذلك يُسلط الضوء على تسلسل الأحداث في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية، وتحديدا صيف عام 2016، عندما نشرت "ويكيليكس" على موقعها، عشرات آلاف الرسائل البريد الإلكتروني التي اخترقتها وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية، والتي قالت منافسة ترامب حينها، هيلاري كلينتون، في أعقاب الاختراق، إن ذلك ساهم في هزيمتها.

وترجح الصحيفة أن تشكل الأنباء عن لقاءات مانفورت بأسانج، معلومات قيمّة لمولر وفريقه، الذين يحققون بعلاقات محتملة بين "ويكيليكس" ومساعدين لترامب، بمن فيهم الناشط السياسي روجر ستون، ودونالد ترامب الابن.

وشددت الصحيفة على أن أحد الأسئلة الأكثر جدلا، هو التوقيت الزمني الذي علم فيه القائمون على  حملة ترامب بعملية القرصنة الروسية، والأساليب التي اتبعوها لإيقافها في حال أرادوا ذلك. فيما ينفي ترامب أي تواطؤ مع الروس.

وأوضحت مصادر الصحيفة أن أسانج كان مهتما بإلحاق ضرر بالديمقراطيين، على اعتبار أن بعد وصول ترامب للبيت الأبيض، لن يولي اهتماما كبيرا لطلب استرداده، ورحب الأخير عندما كان مرشحا، باختراق بريد الديمقراطيين، وعبر مرّة عن إعجابه بـ"ويكيليكس"، لكن البيت الأبيض، بعد فوز ترامب، أصدر مواقف متناقضة حول أسانج وقضيته، من الناحية القانونية.
 

التعليقات