حزم فرنسي – بريطاني بوجه بن سلمان وتجاهل أميركي ومداعبة روسية

وجّه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانيّة، تيريزا ماي، "رسالتين حازمتين" إلى وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، على هامش أعمال قمّة العشرين في الأرجنتين، اليوم، الجمعة.

حزم فرنسي – بريطاني بوجه بن سلمان وتجاهل أميركي ومداعبة روسية

بن سلمان منعزلًا إلا من مداعبة بوتين له (أ ب)

وجّه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيسة الوزراء البريطانيّة، تيريزا ماي، "رسالتين حازمتين" إلى وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، على هامش أعمال قمّة العشرين في الأرجنتين، اليوم، الجمعة.

وأظهر مقطع فيديو قصير تداولته مواقع إخباريّة سعوديّة أن اللقاء بين بن سلمان وماكرون كان وقوفًا في رواق مقرّ انعقاد القمّة، أي أنه لقاء غير رسميّ، قاطع ماكرون خلاله بن سلمان قائلًا "أنتَ لا تنصت إليّ" فيما لم يمتلك بن سلمان أمام هذا المشهد إلا الابتسام وهز رأسه بالقول "سأنصت طبعًا".

وعلّق الإليزيه على فيديو ماكرون مع بن سلمان بالقول إنه "أظهر تناقضًا بين صرامة الأول وحزمه وابتسامة الأخير المغلفة بالحرج".

في حين نقلت "رويترز" عن مسؤول فرنسي في الإليزيه قوله إن اللقاء استمرّ لنحو 5 دقائق، وجّه خلاله ماكرون "رسالة حازمة جدًا" لبن سلمان بأن الأوروبيّين سيصرون على اشتراك خبراء دوليين في التحقيقات الخاصة بمقتل الصحافي السعودي البارز، جمال خاشقجي، بالإضافة إلى ضرورة إيجاد حلّ سياسي للوضع في اليمن.

بينما قالت ماي في لقاء مع شبكة "سكاي نيوز" اليوم، الجمعة، "سأتحدث مع ولي العهد السعودي، لكن العلاقة مع السعودية هي التي ستتيح لي الجلوس معه، والحديث بحزم عن وجهات نظرنا في القضيتين"، أي حرب اليمن واغتيال خاشقجي.

تجاهل أميركي... واحتفاء سعودي به!

أمّا "الضربة الأهم" التي وجّهتها قمّة العشرين حتى الآن، على مستوى جدول اللقاءات على الأقل، هو إلغاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لقاءه مع بن سلمان، على خلفيّة أزمة مقتل خاشقجي، التي تحولت إلى قضيّة رأي عام أميركيّ، مع الانتقادات الواسعة التي وجّهها مشرّعون وسياسيّون أميركيّون لموقف ترامب من بن سلمان الذي وصف في عددٍ من الصحف الأميركيّة على أنه "حامٍ ومؤيّد له"، رغم خلوص تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركيّة (سي آي إيه) إلى أنّ بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي.

ورغم أن قناة "العربيّة"، التي استحوذ بن سلمان عليها مؤخرًا، ذكرت أنه أجرى لقاءً وديًا مع الرئيس ترامب على هامش قمّة العشرين، إلا أن البيت الأبيض سارع للتأكيد أن ترامب "تحدّث إلى ولي العهد السعوديّ في إطار المجاملات كما فعل مع قادةٍ آخرين".

مداعبة روسيّة

في مقابل الحزم الفرنسي – البريطاني، والتجاهل الأميركي، ظهر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وهو يداعب بن سلمان أثناء اجتماعهما في مقرّ انعقاد القمّة، عبر طلب بوتين من بن سلمان رفع يديه ليصافحه على طريقة "هاي فايف"، بعد ساعات من حديث وسائل إعلام روسية عن نيّة بوتين زيارة السعودية وأن الاستعدادات بدأت لذلك بالفعل، دون تحديد موعدٍ للزيارة.


من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية في بيان إن على قادة مجموعة الـ20 الضغط على بن سلمان لوقف الانتهاكات الحقوقية، وإنه يجب ألا يُعطى "تفويضا مطلقا بارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان في السعوديّة واليمن".

التعليقات