فنزويلا: مشهد ضبابي وروسيا تحذر من "اغتصاب السلطة"

قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، إن نيكولاس مادورو هو "الرئيس الشرعي" لفنزويلا، وشجب "اغتصاب السلطة" من جانب المعارضة ممثلة برئيس البرلمان خوان غوايدو، الذي نصب نفسه "رئيسا" للبلاد.

فنزويلا: مشهد ضبابي وروسيا تحذر من

(أ ب)

قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، إن نيكولاس مادورو هو "الرئيس الشرعي" لفنزويلا، وشجب "اغتصاب السلطة" من جانب المعارضة ممثلة برئيس البرلمان خوان غوايدو، الذي نصب نفسه "رئيسا" للبلاد.

وفي بيان شديد اللهجة داعم لمادورو حليف موسكو، حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن الدعم الدولي لزعيم المعارضة خوان غوايدو، الذي أعلن أمس، الأربعاء، نفسه "رئيسا بالوكالة"، "يؤدي مباشرة إلى الفوضى وسفك الدماء".

وقال بيسكوف للصحافيين "نعتبر محاولة اغتصاب السلطة في فنزويلا (...) بمثابة انتهاك للقانون الدولي"، مشيرا إلى أن "نيكولاس مادورو هو رئيس الدولة الشرعي" للبلد الواقع في أميركا الجنوبية.

وأضاف "الفنزويليون فقط يحق لهم تقرير مستقبلهم. إن التدخل الخارجي المدمّر، وخصوصا في الوضع الذي يسوده توتر شديد حاليا، غير مقبول".

وأعلن غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي الخاضع لسيطرة المعارضة، الأربعاء، نفسه "رئيساً بالوكالة" للبلاد، وحظي على الفور باعتراف واشنطن ودول أخرى في القارة الأميركية، في حين أعلن الرئيس الفنزويلي قطع علاقات بلاده بالولايات المتحدة.

الأمم المتحدة تدعو إلى تجنب التصعيد

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس، الأطراف المختلفة في فنزويلا، إلى ضبط النفس ومنع العنف، وتجنب أي تصعيد في البلاد؛ جاء ذلك في بيان نشر على موقع المنظمة الأممية الإلكتروني.

وطالب غوتيريش المسؤولين في فنزويلا، بإجراء "تحقيق مستقل وشفاف" في وقائع القتل والاعتقال التي يزعم أنها نتجت عن الاحتجاجات.

كما شدد على "الحاجة الملحة إلى التزام جميع الأطراف ذات الصلة في فنزويلا، بإجراء حوار سياسي شامل وموثوق للتصدي للأزمة التي طال أمدها في البلاد".

كما حث البيان الأطراف المعنية على ضرورة "الاحترام الكامل لسيادة القانون وحقوق الإنسان".

إيران تعلن دعمها المطلق للرئيس الفنزويلي

بدورها، أعربت وزارة الخارجية الإيرانية، الخميس، عن دعمها المطلق لإدارة الرئيس مادورو، ضد كافة التدخلات الخارجية والمحاولات الانقلابية.

جاء ذلك على لسان الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، في بيان علّق فيه على إعلان رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.

وأكد قاسمي، وقوف حكومة بلاده إلى جانب فنزويلا وشعبها، ورفض طهران أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لفنزويلا.

وتابع قائلا: "إيران تعارض كافة التدخلات الخارجية في شؤون فنزويلا الداخلية، وتقف ضد المحاولات الانقلابية والسياسات الرامية إلى إلحاق الضرر بالشعب الفنزويلي".

وأعرب عن أمله حل كافة الخلافات السياسية في فنزويلا من قبل الشعب وحكومة البلاد.

إسبانيا تعتبر الانتخابات الحل "الوحيد" الممكن في فنزويلا

فيما قالت إسبانيا، اليوم الخميس، إن تنظيم انتخابات جديدة هو "المخرج الوحيد" لفنزويلا بعد إعلان زعيم المعارضة خوان غوايدو نفسه "رئيسًا"، وسط احتجاجات مناهضة للحكومة.

وقال وزير الخارجية الإسباني، جوزيب بوريل، إنه "يجب أن نحول دون تدهور الوضع. هذا يتطلب بلا شك عملية تدخل لضمان أن السبيل الوحيد للخروج منه هو الانتخابات".

الرئيس الفرنسي يؤكد دعم أوروبا لـ"إعادة الديمقراطية" في فنزويلا

في حين، أشاد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، بـ"شجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين يتظاهرون من أجل حريتهم"، في مواجهة "الانتخاب غير الشرعي لنيكولاس مادورو"، وأكد أن أوروبا "تدعم إعادة الديمقراطية" إلى البلد.

وكتب ماكرون في تغريدة على توتير "بعد انتخاب نيكولاس مادورو غير الشرعي في أيار/مايو 2018، تدعم أوروبا استعادة الديمقراطية. أحيي شجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين يتظاهرون من أجل حريتهم"، بعد إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو، نفسه "رئيسًا" لفنزويلا في مواجهة مادورو الذي يحظى بدعم الجيش.

وتشهد فنزويلا اضطرابات داخلية، إثر إعلان غوايدو، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، أعقبه إعلان مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، متهما إياها بتدبير محاولة انقلاب ضده.

والدول الأخرى التي أعلنت تأييدها لرئيس البرلمان الفنزويلي هي كندا، وكولومبيا، وبيرو، والإكوادور، وباراغواي، والبرازيل، وتشيلي، وبنما، والأرجنتين، وكوستاريكا، وغواتيمالا. ومقابل ذلك، أيدت كل من روسيا، وتركيا والمكسيك، وبوليفيا مادورو، واعتبرت أنه الرئيس الشرعي للبلاد.

بدورها، دعت ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغريني، إلى "ضرورة الشروع في عملية سياسية بفنزويلا وفقا للنظام الدستوري، على أن تنتهي بشكل عاجل إلى انتخابات حرة وشفافة".

في السياق ذاته، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، أن جيش بلاده لن يعترف بإعلان غوايدو نفسه رئيسا للبلاد.

وقال بادرينو في حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، الأربعاء، إن "جنود الوطن لا يقبلون برئيس مفروض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه رئيسا بطريقة غير قانونية"، وأكد أن القوات المسلحة الفنزويلية "تدافع عن دستورنا، وتضمن السيادة الوطنية".

وأدى مادورو اليمين الدستورية قبل أيام، إثر فوزه بفترة ولاية جديدة مدتها 6 سنوات، في انتخابات رئاسية جرت في 20 مايو / أيار 2018، لكن منافسيه الرئيسيين رفضوا نتائج الانتخابات، معتبرين أن "مخالفات واسعة النطاق" شابتها.

التعليقات