إسبانيا: الاستقلاليون الكتالانيون يترقبون محاكمة قادتهم

يترقب الكتالانيون، بدأ محاكمة جزء من قادة الحراك من أجل الاستقلال أمام المحكمة العليا الاسبانية في مدريد، الثلاثاء المقبل، لدورهم في محاولة الاستقلال عام 2017، والتي لاقت تأييد شعبي تُرجم بأغلبية في استفتاء أُجري في كاتالونيا

إسبانيا: الاستقلاليون الكتالانيون يترقبون محاكمة قادتهم

(أ ب)

يترقب الكتالانيون، بدء محاكمة جزء من قادة الحراك من أجل الاستقلال أمام المحكمة العليا الإسبانية في مدريد، الثلاثاء المقبل، لدورهم في محاولة الاستقلال عام 2017، والتي لاقت تأييدا شعبيا تُرجم بأغلبية في استفتاء أُجري في كاتالونيا. 

وأكدت رئيسة الجمعية الوطنية الكاتالونية، غليسيندا بالوزي، مؤخرا، أن الحركة المطالبة بالاستقلال سوف تسعى إلى "جعل هذه المحاكمة وسيلة للتنديد، واستخدامها لهدفنا في تحقيق استقلال كاتالونيا".

وسوف يحاول الكتالانيون خلال هذه الفترة إقناع الرأي العام الدولي بمساندتهم في مواجهة للقمع الذي تمارسه السلطات الإسبانية ضدهم وضد مطلبهم الشرعي بالاستقلال، مستعينين بذلك في التغطية الواسعة التي سوف تلقاها مجريات المحاكمة، حيث أن أكثر من 600 صحافي من 150 وسيلة إعلامية سوف يغطونها، وستُبث على التلفزيون مباشرة.  

وتحاول السلطات الإسبانية بدورها، عرض الـ12 قيادي في الحركة المطالبة بالاستقلال، على أنهم "خونة" ومخلين بدستور البلاد، متجاهلة القمع الشديد الذي تمارسه ضدهم، وقد أنشأت في سبيل هذا الهدف، وزارة دولة سمتها "إسبانيا غلوبال" لتلميع صورة إسبانيا في الخارج. وقبيل المحاكمة، أعلنت هذه الهيئة عن حملة من أجل التصدي لما وصفته ب "الهجمات التي لا أساس لها للتيار الانفصالي".

ويرتكز عمل هذه الهيئة، على نقل "الأخبار المزيفة" المطروحة في التداول حول هذه المحاكمة.

وقد طرحت "إسبانيا غلوبال" على شبكات التواصل الاجتماعي شريط فيديو عنوانه "هذه هي إسبانيا الحقيقية"، مع عنوان فرعي بالإنجليزية يذكر بالحريات المضمونة في إسبانيا، في محاولة لتصوير نفسها على أنها واحة للحريات رغم القمع الذي تمارسه ضد الأقاليم المطالبة بالاستقلال، مثل كاتالونيا والباسك. 

وتوجه الرئيس الإسباني الاشتراكي، بيدرو سانشيز، الخميس الماضي، إلى ستراسبورغ للدفاع عن النظام القضائي الإسباني أمام المجلس الأوروبي والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وهي الهيئة التي ينوي الاستقلاليون التظلم لديها في حال إدانتهم.

وتُشير جهود مدريد هذه، إلى أقناع العالم بـ"زيف" ادعاءات المطالبين بالاستقلال، إلى مدى خوفها من الاعتراف بهم كسجناء سياسيين، ومن إدانة الحكم انطلاقا من أن المتهمين لن يحصلوا على محاكمة عادلة فيها.

وفي الفترة الأخيرة، أكد مسؤول الشؤون الخارجية في الحكومة الكاتالونية، ألفريد بوش، في لندن، "عندما تضطر الحكومة الإسبانية للقيام بحملة تسويقية ومعلومات خاطئة، فهذا يعني أنهم ليسوا واثقين من أنفسهم".

وإذا كانت وزارته تنفي أي "حرب إعلامية"، فإن ألفريد بوش يعتزم القيام بجولة في العواصم الأوروبية ليظهر "الحقيقة" حول هذه المحاكمة، بينما ستوفر الحكومة الكاتالونية للصحافيين الأجانب في مدريد غرفة صحافية للمتابعة "دون غربلة".

من جهة أخرى، سيغطي التلفزيون العام الكاتالوني، الذي تموله الحكومة الاستقلالية، المحاكمة بما في ذلك باللغة الإنجليزية، لإعطاء القضية بعدا دوليا.

من جانبها، تعد الهيئات المطالبة بالاستقلال حملات مخصصة للخارج، مع أشرطة فيديو بلغات عدة واجتماعات في العواصم الأوروبية.

حتى أن بعض محامي المتهمين دعوا إلى حضور مراقبين دوليين في القاعة، وقد رفضت هذا الإجراء المحكمة العليا، مؤكدة أن الجلسة ستكون علنية وتبث مباشرة على شاشة التلفزيون.

وستحاول مجموعة "مراقبة المحاكمة الدولية" التي أنشأتها ست جمعيات كاتالونية، إرسال مراقبين أجانب لمتابعة المحاكمة وسط الجمهور العادي.

وكان رئيس إقليم كاتالونيا السابق، كارلوس بوغديمونت، الذي قاد محاولة الاستقلال والانفصال عن إسبانيا، عام 2017، اعتبر محاكمة حلفائه على أنها "عملية ثأرية" وليست عملا من أعمال العدالة.

التعليقات