بوتين: كوريا الشمالية بحاجة لـ"ضمانات أمنية" لنزع السلاح النووي

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، بعد مباحثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إن بيونغ يانغ بحاجة إلى "ضمانات حول أمنها وسيادتها" من الأسرة الدولية مقابل نزع السلاح النووي.

بوتين: كوريا الشمالية بحاجة لـ

أول قمة بين كيم وبوتين لتعزيز العلاقات "التاريخية" (أ.ب)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، بعد مباحثات مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، إن بيونغ يانغ بحاجة إلى "ضمانات حول أمنها وسيادتها" من الأسرة الدولية مقابل نزع السلاح النووي.

وصرح للصحافيين في ختام أول قمة جمعته بكيم في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي "كوريا الشمالية بحاجة إلى ضمانات حول أمنها وسيادتها".

وأضاف الرئيس الروسي، أن احترام "القانون الدولي" وليس "قانون الأقوى" سيسمح بتسوية أزمة برنامج بيونغ يانغ النووي، قائلا: "الأهم هو إعادة فرض قوة القانون الدولي والعودة إلى وضع يكون فيه القانون الدولي وليس قانون الأقوى المرجع الذي يحدد سير الأمور في العالم".

وعقد الرئيس الروسي والزعيم الكوري الشمالي أول قمة بينهما لتعزيز "العلاقات التاريخية" بين موسكو وبيونغ يانغ، على خلفية مأزق دبلوماسي مع واشنطن حول النووي.

وفي ختام القمة قال كيم إنه، أجرى محادثات "مفيدة جدا" مع بوتين مضيفا "لقد أجرينا للتو تبادلا مفيدا جدا لوجهات النظر حول قضايا ذات اهتمام مشترك"".

وقال بوتين في تصريحات افتتاحية وجيزة لوسائل الإعلام، إنه يأمل أن تساعد زيارة كيم "في أن نفهم بشكل أفضل ما هي سبل التوصل لتسوية في شبه الجزيرة الكورية، وما يمكننا فعله معا وما يمكن أن تفعله روسيا لدعم العمليات الإيجابية الجارية".

وأضاف بوتين: "نرحب دون شك بمساعي كيم لتنمية الحوار بين الكوريتين وتطبيع العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة". وبعد المحادثات قال بوتين إنه بحث مع كيم الوضع في شبه الجزيرة الكورية.

وأضاف أنه أجرى معه "نقاشا جوهريا"، وتبادلا وجهات النظر بشأن سبل تحسين الوضع.

وقال كيم، الذي وصل إلى فلاديفوستوك، أمس الأربعاء، على متن قطاره المصفح، إن القمة ستساعد في تعزيز وتطوير العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية اللتين يربطهما تاريخ طويل من الصداقة.

وتابع قائلا: "بينما ينصب تركيز العالم على شبه الجزيرة الكورية، سيكون هناك حوار مهم بالنسبة لنا لنقيم بشكل مشترك السياسات في شبه الجزيرة الكورية ونتشارك وننسق وندرس مواقفنا".

وأضاف كيم خلال القمة، أنه يأمل في إجراء محادثات مستفيضة بشأن سبل تعزيز الاستقرار بشكل إستراتيجي والتعامل مع الموقف في المنطقة على نحو مشترك.

وتمثل قمة فلاديفوستوك فرصة لبيونغ يانغ لتسعى للحصول على دعم من بلد جديد ولتخفيف محتمل للعقوبات التي تضر اقتصادها.

ورغم دعواته المتكررة لكيم، لم تكن روسيا ساهمت حتى الآن في خفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ مطلع 2018.

لكن بعد شهرين على فشل اللقاء الثاني مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في هانوي، يبحث الزعيم الكوري الشمالي عن دعم في اختبار القوة مع واشنطن، وعن إعادة التوازن في علاقاته بين بكين أقرب حلفائه، وبين موسكو حليفه السابق خلال الحرب الباردة.

وكان الاتحاد السوفياتي حمل جده مؤسس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية كيم إيل سونغ إلى سدة الحكم.

وصافح بوتين مطولا كيم جونغ أون على جزيرة روسكي قبالة ميناء فلاديفوستوك ، حيث وصل الزعيم الكوري الشمالي  في رحلة بقطاره المصفح دامت حوالى 10 ساعات.

والقمة هي الأولى بهذا المستوى بين البلدين منذ تلك التي عقدت في 2011 بين الرئيس السابق دميتري مدفيديف وكيم جونغ إيل.

وكان الأخير أكد في حينها استعداده للتخلي عن التجارب النووية. وكان كيم جونغ أون أشرف على أربع تجارب نووية إحداها قنبلة هيدروجينية في 2017، وإطلاق صواريخ عابرة للقارات قادرة على بلوغ مجمل الأراضي الأميركية.

وبعد تصاعد حدة التوتر لسنوات بسبب برامج بيونغ يانغ النووية والبالستية، التقى كيم منذ آذار/مارس 2018، أربع مرات الرئيس الصيني شي جينبينغ وثلاث مرات الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان ومرتين ترامب.

وفي هانوي سعت كوريا الشمالية إلى الحصول على تخفيف فوري للعقوبات الدولية المفروضة عليها لإرغامها على التخلي عن أسلحتها الذرية. لكن المباحثات انتهت بسبب خلافات عميقة مع واشنطن خصوصا التنازلات التي يجب على بيونغ يانغ تقديمها.

وفي دليل على تدهور الوضع، شنت بيونغ يانغ الأسبوع الماضي هجوما عنيفا على مايك بومبيو مطالبة باستبعاد وزير الخارجية من في المباحثات حول نزع الأسلحة.

وأبدى بومبيو حذرا في حديث لقناة "سي بي اس" قائلا "ستكون الأمور صعبة ومعقدة".

وتدعو موسكو إلى حوار مع بيونغ يانغ على أساس خارطة طريق وضعتها الصين وروسيا. وكانت موسكو طالبت برفع العقوبات الدولية في حين اتهمتها واشنطن بمساعدة بيونغ يانغ على الالتفاف عليها.

إضافة إلى الملف النووي، ناقش المسؤولان ترسيخ تعاونهما الاقتصادي وخصوصا ملف اليد العاملة الكورية الشمالية. ويعمل 10 آلاف كوري شمالي في روسيا ويشكلون مصدرا ثمينا للعملات بالنسبة لبيونغ يانغ.

وتعود العلاقات بين بيونغ يانغ وموسكو إلى العهد السوفياتي. وكان الاتحاد السوفياتي حمل جده مؤسس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية كيم إيل سونغ، إلى سدة الحكم وقدم له دعما كبيرا خلال الحرب الباردة.

لكن العلاقات كانت متوترة خلال هذه الفترة خصوصا لأن كيم إيل سونغ كان يراهن على المنافسة الصينية-السوفياتية للحصول على تنازلات من البلدين.

وبعد انتخابه لأول مرة رئيسا لروسيا سعى بوتين إلى تطبيع هذه العلاقات، وسيلتقي ثلاث مرات كيم جونغ إيل والد الزعيم الحالي، المرة الأولى في بيونغ يانغ في العام ألفين. وكان في حينها أول مسؤول روسي يزور كوريا الشمالية.

 

التعليقات