أُصيب ثلاثة أشخاص على الأقل، بجروح، في مواجهات اندلعت بين مسلمين ومسيحيين في بلدة نيغومبو السريلانكيّة التي شهدت أحد اعتداءات عيد الفصح الانتحارية الشهر الماضي، وفق ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء، اليوم الأحد.
وأوقفت السلطات السريلانكيّة، مشتبَهيْن فقط حتى الآن، إلا أنه تم التعرّف على هويات كثيرين ممن شاركوا في المواجهات، وتعمل الشرطة على ملاحقتهم.
واشتعل فتيل النزاع بين مجموعتين، عقِب خلاف بسبب شرب الكحول، ما أدى إلى تحوّل النزاع إلى مواجهات.
ورشقت عصابات، متاجر وممتلكات لمسلمين بالحجارة، ما دمر الأثاث داخل المتاجر والمنازل، وهشّم نوافذ المنازل والسيارات.
ودخل المئات من عناصر الأمن بلدة نيغومبو، لفرض حظر تجول بعدما تمت مهاجمة عشرات المتاجر والمنازل والسيارات التابعة لمسلمين.
وأكد ضابط رفيع في الشرطة توقيف شخصين بعد المواجهات الأخيرة بينما تم التعرّف على مزيد من المشتبه بهم عبر تسجيلات كاميرات المراقبة، مبيّنا أنه ستتم ملاحقتهم بموجب قوانين الطوارئ التي تم إقرارها بعد اعتداءات عيد الفصح.
وقال رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغي، في بيان، إن الحكومة ستعوّض الأشخاص الذين خسروا ممتلكات في المواجهات الليلية.
وتم نشر مئات عناصر الأمن الإضافيين في وقت متأخر، أمس الأحد، مع فرض السلطات حظر تجول ليليا في البلدة، كما حجبت الحكومة مواقع للتواصل الاجتماعي مثل؛ "واتساب" و"فيسبوك" لمنع انتشار ما قالت إنها شائعات وتسجيلات تسعى إلى إثارة الاضطرابات، إلا أن حظر التجول رُفِع صباح اليوم الإثنين، بينما عادت وسائل التواصل الاجتماعي للعمل بحلول منتصف اليوم.
دعوات للتهدئة
بدورها، دعت الكنيسة الكاثوليكية في سريلانكا إلى التهدئة وحظر بيع الكحول غداة المواجهات بين المسلمين والمسيحيين
وقال رئيس أساقفة كولومبو، الكاردينال مالكوم راجينث: "أناشد جميع الأخوة والأخوات المسيحيين عدم إيذاء أي مسلم لأنهم إخواننا ولأنهم جزء من ثقافتنا الدينية"، مضيفا: "أرجو منكم أن تتجنبوا إيذاءهم وأن تحاولوا خلق روح أفضل من التفاهم والعلاقات الجيّدة بين جميع مكونّات المجتمع في سريلانكا".
وزار الكاردينال نيغومبو، حيث أجرى محادثات مع رجال الدين في مسجد ودعا الحكومة لإغلاق الحانات في بلدة يشكل الكاثوليك معظم سكّانها وتعرف بـ"روما الصغيرة"، وفق ما أفاد الناطق باسمه، الأب إيدموند تيلاكاراتني.
وقال تيلاكاراتني لـ"فرانس برس": "كإجراء مؤقت، طلب الكاردينال من الحكومة إصدار أمر بحظر بيع الكحول في منطقة نيغومبو".
إعادة فتح المدارس
وأُعيد فتح المدارس الحكومية، اليوم الإثنين، المغلقة منذ اعتداءات عيد الفصح بينما خضعت لحراسة مشددة من قوات الجيش والشرطة.
وقال ضابط في الشرطة، لم تُسمّه وكالة "فرانس برس": "لم يكن الحضور كبيرا اليوم لكننا سنبقي على مستوى أمني مرتفع"، مضيفًا: "يفضّل الكثير من الأهالي الانتظار ونأمل بأن تعود نسبة الحضور إلى طبيعتها في أقرب وقت".
وكانت حالة الطوارئ في البلاد، قد فُرِضت منذ تفجيرات عيد الفصح. ومُنحت قوات الأمن صلاحيات واسعة لتوقيف المشتبه بهم. وحمّلت الحكومة منظمة جهادية محلية بايعت تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولية الهجمات.
وكانت كنيسة سانت سيباستيان في البلدة الواقعة على بعد 40 كلم شمال العاصمة كولومبو، بين ثلاث كنائس وعدد مماثل من الفنادق التي استهدفها إسلاميون انتحاريون بتاريخ 21 نيسان/ إبريل ما أسفر عن مقتل 257 شخصا.
يُذكر أن المُسلمين في سريلانكا، يُشكّلون نحو 10 بالمئة من سكان الدولة البالغ عددهم 21 مليونا، والمسيحيون نحو 7,6 بالمئة بينما يشكّل البوذيون الأغلبية.
اقرأ/ي أيضًا | سريلانكا: تعيين مسؤول جديد للدفاع بعد اعتداءات الفصح
التعليقات