السفينة السعودية تُغادر فرنسا وتتجه صوب إسبانيا

رفضت المحكمة الإدارية في باريس، اليوم الجمعة، دعوى تقدّمت بها منظمة "تحرك المسيحيين لحظر التعذيب"، لمنع سفينة شحن سعودية من مغادرة منطقة قريبة من ميناء "هافر" بعد تحميل شحنة أسلحة قد يتم استخدامها، وفقا لها، في الحرب التي تقودها الرياض في اليمن،

السفينة السعودية تُغادر فرنسا وتتجه صوب إسبانيا

سفينة الشحن السعودية قبالة ميناء هافر (أ ف ب)

سمحت السلطات الفرنسية، اليوم الجمعة، لسفينة شحن سعودية، من مغادرة منطقة قريبة من ميناء "هافر" بعد تحميل شحنة أسلحة قد يتم استخدامها، وفقا لمنظمة "تحرك المسيحيين لحظر التعذيب"، في الحرب التي تقودها
الرياض في اليمن، بحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس" للأنباء.

وتحرّكت السفينة في اتجاه إسبانيا، ومن المتوقع أن تتجه نحو ميناء سانتاندر، دون أن تعبر شمال أوروبا كما أُعلن سابقا، وفق موقع "مارين ترافيك".

ورفضت المحكمة الإدارية في باريس، دعوى تقدّمت بها المنظمة، إلا أن محامية المنظمة، لورانس غريغ، قالت لـ"فرانس برس"، إنّها ستستأنف الحكم أمام مجلس شورى الدولة وعارضت تعليل المحكمة، قائلةً إنه "من الطبيعي أنّ مدنيا يمنيا لن يصاب أو يقتل بهذه الأسلحة بعد 24 ساعة. غير أنّ الخطر المحدق موجود لأنّها اللحظة الأخيرة التي يمكننا فيها منع هذه الشحنة. حالما تغادر السفينة، لن نتمكن من التدخّل".

ونصّ قرار المحكمة على أنّ "السماح بالخروج الجمركي لهذه الأسلحة لا يشكل خطرا موصوفا ومحدقا على حياة الأشخاص" ولا يمثل "انتهاكا جسيما (...) للحريات الأساسية التي يشكّلها الحق في احترام الحياة".

وكانت السفينة بحسب موقع "ديسكلوز" الاستقصائي، ستحمل "ثمانية مدافع من نوع كايزار" من الميناء الذي رست قبالته لعدة أيام، وهو ما دفع منظمة "تحرك المسيحيين لحظر التعذيب" للاعتراض على قرار الإدارة العامة للجمارك؛ السماح لسفينة "بحري ينبع" التي ترفع العلم السعودي بتحميل شحنة الأسلحة وتصديرها.

ولم يستبعد قرار المحكمة التي تمّ اللجوء إليها بصفة مستعجلة، "احتمال" أن تكون مدافع كايزار مستخدمة في اليمن ضمن مناطق يتواجد فيها مدنيون. غير أنّها اعتبرت أنّ هذه الفرضية لا تكفي لوصف "حالة مستعجلة" تبرر منع السفينة السعودية من المغادرة، كما أن السلطات الفرنسية نفت إتمام أي عملية تصدير في الوقت الحالي لهذا النوع من المعدّات.

ونقلت "فرانس برس" عن مصدر في قطاع الموانىء، لم تُسمّه قوله إن سفينة الشحن تحرّكت في نهاية المطاف ولن ترسو في ميناء هافر كما كان مفترضا.

وقال المصدر "لن ترسو". وكانت البارجة متوقفة قبالة الميناء منذ عدة أيام ويُنتظر أن ترسو الأربعاء، غير أنّ الجدال لم يهدأ في فرنسا حول وجهة الأسلحة التي ستحملها. 

وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد دافع، أمس الخميس، عن بيع أسلحة فرنسية للسعودية والإمارات، مشيرا لدى وصوله للمشاركة في القمة الأوروبية في سيبيو في رومانيا، إلى إن "المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حليفتان لفرنسا. وهما حليفتان في الحرب ضد الإرهاب، نحن نتحمل المسؤولية كاملة".

يُذكر أن جمعية أخرى قد تقدّمت بدعوى لمنع تحرّك السفينة، غير أنّ الدعوى لم يُنظر فيها بعد.

التعليقات