الهند: الاقتصاد والبطالة مهمات ملحّة تواجه مودي

أجرى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، اليوم، الجمعة، استشارات مع حلفائه تحضيرًا لولايته الثانية بعد فوزه الساحق في الانتخابات التشريعية، الذي قضى، مرّة أخرى، على آمال تخليص البلاد من حكم حزبه القومي اليميني.

الهند:  الاقتصاد والبطالة مهمات ملحّة تواجه مودي

مودي بعيد الإعلان عن فوزه (أ ب)

أجرى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، اليوم، الجمعة، استشارات مع حلفائه تحضيرًا لولايته الثانية بعد فوزه الساحق في الانتخابات التشريعية، الذي قضى، مرّة أخرى، على آمال تخليص البلاد من حكم حزبه القومي اليميني.

وأمام مودي مهمات عديدة، منها معالجة النمو الاقتصادي الضعيف للبلاد وخفض معدل البطالة، وإصلاح قطاع زراعي متضرر تعتمد عليه 70% من العائلات في الهند.

وحصل حزب مودي "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي القومي على 303 مقاعد في مجلس النواب، الذي يضمّ 542 مقعدًا، مخالفًا التوقعات بتحقيقه غالبية أكبر من تلك التي حصل عليها قبل خمس سنوات.

احتفالا بفوز مودي (أ ب)
احتفالا بفوز مودي (أ ب)

أما حزب المعارضة الأساسي المؤتمر، الذي حكم الهند معظم سنوات ما بعد استقلالها، فقد حصد 52 مقعدًا، متقدمًا عن أدنى مستوى له حققه قبل خمس سنوات حين نال 44 مقعدًا فقط.

لكن هذه النتيجة تشكّل انتكاسة للحزب، فقد أخفق رئيسه، راهول غاندي، بالحفاظ على مقعد في أميتهي، المعقل التاريخي لعائلة غاندي. لكنه فاز بمقعد عن ولاية كيرالا الجنوبيّة، من خلال تعديل تسمح به القوانين الانتخابية في الهند.

في الأثناء، انضمّ الرئيس الصيني، شي جينبينغ، إلى المهنئين الدوليين بفوز مودي، مع ترحيب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالفوز "الكبير" وتغريدة تهنئة من رئيس وزراء باكستان، عمران خان.

وانتشرت أمس، الخميس، مشاهد البهجة في مكاتب حزب "بهاراتيا جاناتا" في كافة أنحاء هذا البلد، الذي يبلغ عدد سكانه 1.3 مليار نسمة، وكذلك في مركز الحزب، حيث رمت الحشود المسرورة الزهور على مودي.

وقال مودي، البالغ من العمر 68 عامًا للجماهير، إنّ "أرقام التصويت في انتخابات الهند هي أكبر حدث في تاريخ الديموقراطية في العالم. العالم كله يعترف بقوة الهند الديموقراطية".

واعتبر أحد مؤيديه، وهو سانتوش جوشي، أن "مودي سيجعل الهند عظيمة مرة أخرى. هو أقوى رئيس وزراء عرفته البلاد وستعرفه. علينا أن ندعم سياساته لنصل إلى الازدهار".

وقبل جلسة لمجلس الوزراء، التقى مودي بمرشدين سابقين له، هما آل كي أدفاني ومورلي مانوهار جوشي، ملامسًا أقدامهما كعلامة على الاحترام.

وعلى مودي الآن البدء بمعالجة مسائل الاقتصاد والبطالة، خصوصًا بين النساء، حيث أنّ نسبة مشاركة النساء في سوق العمل في الهند هي من الأدنى في العالم.

وقال الباحث في مركز "شاثام هاوس"، شامبا باتيل، إن "السؤال الحقيقي الآن هو ما إذا كان مودي قادر على تنفيذ التزاماته الاقتصادية، أي مثلًا خلق فرص العمل العديدة المطلوبة"، وأضاف "هذا أساسي لمعالجة التفاوت المتنامي في الثروات في الهند. هل يستطيع مودي مواجهة التحديات التي يعاني منها ملايين الهنود كل يوم في بلدٍ شديد الطبقية؟".

وقطاع الزراعة في الهند، أيضًا، في موقع صعب، مع الجفاف وانخفاض الأسعار والديون التي دفعت آلاف المزارعين إلى الانتحار في السنوات الماضية.

لا زالت قطاعات واسعة في الهند تعاني من الفقر المدقع (أ ب)
لا زالت قطاعات واسعة في الهند تعاني من الفقر المدقع (أ ب)

والممرّات المائية في الهند ملوثة، كما أنّ البلاد تضمّ 22 مدينة من بين الثلاثين الأكثر تلوثًا في العالم، ما تسبب بوفاة 1.24 مليون شخص في عام 2017، بحسب دراسة لصحيفة "لانست بلانتيري هيلث".

وعلى مودي والقوميين الهندوس، أيضًا، محاولة ترميم الانقسامات التي تقلق الأقليات الدينية في البلاد من مستقبلها، ومن بينها 170 مليون مسلم.

وتمكن مودي، خلال حملته الانتخابيّة، من تحوير النظر عن الانتقادات المتعلقة بهذا الموضوع، بتركيزه على قضايا متعلقة بالأمن القومي، وتأكيده على أنه الوحيد القادر على الدفاع عن الهند.

أما حزب المؤتمر، فيحاول التقاط أنفاسه بعد خسارته الانتخابية، خصوصًا أنه أخفق في الفوز بأي مقعد في 13 ولاية وخمسة أقليم اتحادية، ومن بينها ولاية راجاستان، التي فاز العام الماضي بانتخاباتها المحلية، والتي فاز "بهاراتيا جاناتا" بالمقاعد الـ25 كافة في الولاية.

ولم ينجح حزب المؤتمر بالفوز إلا بدائرة انتخابية واحدة في ولاية أوتار براديش، وهذه الولاية تضمّ أكبر عدد سكان في الهند مع 200 مليون نسمة، وحقق فيها "بهاراتيا جاناتا" 64 مقعدًا من أصل 80.

وحتى في غرب البنغال، التي تقودها ماماتا بانرجي المعارضة لمودي، تمكن "بهاراتيا جاناتا" من رفع عدد مقاعده من مقعدين فقط إلى 18 مقعدًا.

ونفى المؤتمر، اليوم، الجمعة، تقارير صحافية تقول إن غاندي، وريث عائلة نهرو غاندي وحفيد ونجل ثلاثة رؤساء وزراء، سيتخلى عن رئاسة الحزب.

ورأى الباحث في مركز أبحاث "أوبزفر ريسرتش"، كانشان غوبتا، أن "قيادة المؤتمر أخفقت بوضوح. إنها قيادة فاسدة وفاقدة للمصداقية"، في حين كتب المؤرخ راماشاندرا غوها على تويتر "من المذهل كيف لم يقدم راهول غاندي استقالته بعد"، مضيفًا "على حزب المؤتمر أن يتخلى عن السلالة".

التعليقات