هجمات خليج عُمان: واشنطن تسارع لاتهام طهران

سارعت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الخميس، لاتهام إيران بالتورط في استهداف نقالتي النفط في خليج عُمان، من خلال تصريحات صدرت عن مسؤولين في البيت الأبيض، تناقلتها وسائل الإعلام، فيما شددت روسيا على ضرورة عدم استخدام واقعة خليج عمان لتأجيج التوتر

هجمات خليج عُمان: واشنطن تسارع لاتهام طهران

(أ ب)

سارعت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الخميس، لاتهام إيران بالتورط في استهداف نقالتي النفط في خليج عُمان، من خلال تصريحات صدرت عن مسؤولين في البيت الأبيض، تناقلتها وسائل الإعلام، فيما شددت روسيا على ضرورة عدم استخدام واقعة خليج عمان لتأجيج التوتر مع إيران.

وتعرّضت ناقلتا نفط نروجية ويابانية لهجوم في بحر عُمان، الخميس، ما أدى إلى اشتعال النيران فيهما وإجلاء طاقميهما، في تطور جديد يزيد التوترات في المنطقة التي تشهد توترات على خلفية تصعيد إيراني أميركي منذ أسابيع.

وسجّل ارتفاع كبير في أسعار النفط فور الإعلان عن الحادثة، وهي الثانية ضد ناقلات نفط في غضون شهر في المنطقة الإستراتيجية، بعد تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات "تخريبية" قبالة الإمارات في 12 أيار/ مايو، قالت واشنطن إنّ طهران تقف خلفها.

وفي تصريح لشبكة "سي بي إس"، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنه "من المرجح جدًا" أن تكون إيران هي المسؤولة عن الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عُمان.

وأضاف أن "الولايات المتحدة تعتزم فحص الأضرار وجمع الشظايا لتحديد الطرق الذي يقف خلف الهجوم، مضيفًا أن "أي رد أميركي سوف يستند إلى الأدلة التي تربط إيران بالحادث بالإضافة إلى طلب مباشر من حلفائها في دول الخليج الأخرى".

هجمات في خليج عُمان

وأفاد الأسطول الخامس الأميركي ومقرّه البحرين، في بيان عن "هجوم استهدف ناقلتي نفط في خليج عُمان"، مشيرا إلى تلقيه "نداءي استغاثة منفصلين عند الساعة 6:12 صباحا بالتوقيت المحلي والساعة 7:00 صباحا".

ولم تتضح على الفور تفاصيل الواقعة، لكن شركة مشغلة قالت إنها تشتبه بأن سفينتها أصيبت بطوربيد، وقالت شركة شحن أخرى إن النيران مشتعلة في ناقلتها نتيجة تعرضها لإطلاق نار في خليج عمان.

وأعلنت السلطات البحرية النروجية أن ناقلة النفط "فرونت ألتير" المملوكة لمجموعة "فرونتلاين" النروجية، والتي كانت ترفع علم جزر مارشال، تعرّضت لـ"هجوم" في بحر عُمان بين الإمارات وإيران، وسُمعت ثلاثة انفجارات على متنها، مؤكّدة عدم إصابة أي عنصر من الطاقم بجروح. وذكرت أن الناقلة التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 111 ألف طن، اندلعت فيها النيران.

وبث التلفزيون الرسمي الإيراني صورة وشريط فيديو يظهران بحسب قوله، النيران تتصاعد من إحدى ناقلتي النفط اللتين تعرضتا للهجوم. وعرضت وكالة "إيريب نيوز" التابعة للتلفزيون الرسمي، صورة ناقلة نفط يتصاعد منها دخان أسود كثيف، فيما بثت شبكة "إيرين" فيديو غير واضح صوّر على ما يبدو بواسطة هاتف نقال، تبدو فيه نيران تتصاعد من مركب في البحر.

وقالت شركة "كوكوكا سانغنيو" اليابانية، مشغلة ناقلة النفط الثانية "كوكوكا كوريجوس"، إن الناقلة تعرضت لإطلاق نار، وإنه تمّ إنقاذ كل أفراد الطاقم، وإن حمولة الميثانول التي كانت تنقلها لم تصب بضرر. وقال رئيس الشركة، يوتاكا كاتادا، "يبدو أن بواخر أخرى تعرضت أيضا لإطلاق نار".

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن إيران قدمت المساعدة لناقلتي النفط أجنبيتين"، مشيرة في مرحلة أولى إلى تعرضهما لـ"لحادثة" في بحر عُمان؛ ونقلت عن "مصدر مطّلع" قوله إن "وحدة إنقاذ تابعة للبحرية الإيرانية في محافظة هرمزكان (جنوب إيران) أغاثت 44 بحارا من المياه نقلوا إلى ميناء بندر جاسك".

ووفقا للوكالة الإيرانية، وقع الحادث الأول الساعة 6:20، على بعد 25 ميلا بحريا من بندر جاسك، على متن ناقلة ترفع علم جزر مارشال وتنقل حمولة من الميثانول من قطر إلى تايوان.

وقالت إن 23 بحارا كانوا على متنها قفزوا في المياه وتم إنقاذهم. و"بعد ساعة من حادث السفينة الأولى، تعرضت ناقلة أخرى لحريق على مسافة 28 ميلا من جاسك". وكانت هذه ترفع علم بنما ومتجهة من أحّد الموانئ السعودية إلى سنغافورة، وتحمل شحنة من الميثانول، وعلى متنها 21 بحارا أنقذتهم أيضا البحرية الإيرانية.

وأعلنت إيران أنّها أرسلت طائرة مروحية إلى موقع السفينتين للتحقيق. بينما أشار الأسطول الخامس الأميركي إلى أن "سفن البحرية الأميركية منتشرة في المنطقة وتقدم المساعدة".

ظريف: توقيت الهجمات "مثير للشبهات"

وفي وقت لاحق، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن تزامن "الهجومين" اللذين استهدفا ناقلتي النفط وزيارة شينزو آبي لطهران أمر "مثير للشبهات".

وكتب جواد ظريف على "تويتر"، "هجومان على ناقلتي نفط مرتبطتين باليابان وقعا فيما كان رئيس الوزراء شينزو آبي، يلتقي (المرشد الأعلى) آية الله خامنئي، لإجراء محادثات مكثفة وودية. كلمة مثير للشبهات لا تكفي لوصف ما ظهر هذا الصباح".

تفادي "الاستفزازات"

وفيما قالت الولايات المتحدة أنها ستواصل تقييم الموقف في خليج عمان، دعا الاتحاد الأوروبي إلى أقصى درجات ضبط النفس.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إنه تم إطلاع الرئيس دونالد ترامب "على الهجوم على الناقلتين في خليج عمان. الحكومة الأميركية تقدم المساعدة وستواصل تقييم الموقف".

من جهتها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، اليوم الخميس، إلى تفادي "الاستفزازات" في المنطقة.

وقالت المتحدثة باسمها "لا تحتاج المنطقة إلى أسباب جديدة مزعزعة للاستقرار ومسببة للتوتر، وبالتالي تجدد الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي دعوتها لأقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي استفزاز".

كذلك دعت فرنسا إلى أقصى درجات ضبط النفس، مطالبةً في الوقت نفسه جميع الأطراف بتهدئة التوتر، مشددة على ضرورة احترام حرية الملاحة في مياه الخليج.

ويقوم آبي بزيارة إلى طهران منذ يوم أمس، في مسعى لتهدئة التوتر القائم بين الطرفين منذ أشهر على خلفية تشديد العقوبات الأميركية على إيران، والذي يخشى من تداعياته في المنطقة الغنية بالنفط.

في المقابل، دعت روسيا إلى عدم عدم التعجل في تحميل إيران المسؤولية عما يشتبه بأنه هجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات بشان الهجوم على ناقلتين في خليج عمان لعدم كفاية المعلومات. وأضاف قائلا "لا أحد يعرف من المسؤول عنه".

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف قوله، اليوم الخميس، إن على الجميع عدم التعجل في تحميل إيران المسؤولية. وأضاف أيضاً أنه ينبغي عدم استغلال الواقعة في تأجيج التوتر مع طهران.

ترامب "لا يستحق تبادل الرسائل معه"

وقال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي لآبي، بحسب مقتطفات صوتية نقلها التلفزيون الإيراني الخميس، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لا يستحق تبادل الرسائل معه". وقال، بحسب ما نقل موقعه الإلكتروني الرسمي، إن إيران "لا ثقة لديها إطلاقا" في الولايات المتحدة، ولن تكرّر تجربة التفاوض معها.

وتقع المنطقة التي شهدت الحادثة خارج مضيق هرمز، الذي تعبر منه يوميا نحو 35 بالمئة من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرا والتي تقدر بنحو 15 مليون برميل.

وارتفعت أسعار النفط بعدما أوردت خدمة معلومات شحن تديرها البحرية البريطانية عن "حادثة" في بحر عمان. ووصل سعر برميل نفط برنت بحر الشمال إلى 61.55 دولارا بزيادة 2.65 بالمئة، بينما وصل سعر برميل النفط الخفيف إلى 52.34 دولارا بزيادة 2.35 بالمئة.

وتعرّضت أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديّتان وناقلة نفط نروجيّة وسفينة شحن إماراتيّة) الشهر الماضي لأضرار في "عمليّات تخريبيّة" قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز.

واتّهم مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، في زيارة قام بها إلى أبوظبي، الشهر الماضي، إيران، بالوقوف وراء الهجوم، مشيرا إلى استخدام "ألغام بحرية من شبه المؤكد أنها من إيران".

وقالت الإمارات العربيّة المتّحدة إنّ النّتائج الأوّلية للتحقيق تُشير إلى وقوف دولة وراء تلك العمليّات، من دون أن تؤكد وجود دليل حتّى الآن على تورّط إيران. ونفت طهران تنفيذ أي هجمات.

ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، الخميس، إلى تفادي "الاستفزازات" في المنطقة. وقالت المتحدثة باسمها: "لا تحتاج المنطقة إلى أسباب جديدة مزعزعة للاستقرار ومسببة للتوتر وبالتالي تجدد الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي دعوتها لأقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي استفزاز".

 

التعليقات