سين جيم: هجوم عُمان.. من يشعل النيران في الخليج؟

استيقظت منطقة الخليج، الخميس، على تطور خطير في سياق التوتر الحاصل في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران، يتعلق هذه المرة باستهداف ناقلتين في خليج عُمان، من شأنه أن يعيد خلط الأوراق ويزيد من ضبابية المشهد.

سين جيم: هجوم عُمان.. من يشعل النيران في الخليج؟

(أ ب)

استيقظت منطقة الخليج، الخميس، على تطور خطير في سياق التوتر الحاصل في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران، يتعلق هذه المرة باستهداف ناقلتين في خليج عُمان، لتنذر الانفجارات على سطح السفينتين بتصعيد خطير، بدأ يأخذ مناحي عسكرية، من شأنه أن يعيد خلط الأوراق ويزيد من ضبابية المشهد.

وتواصلت، خلال الخميس، مواقف التنديد والدعوات لضبط النفس عربيا ودوليا إثر تعرض ناقلتي نفط لانفجارات وحرائق صباح اليوم في مياه خليج عمان. يتزامن ذلك مع عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات مغلقة بطلب من الولايات المتحدة لبحث آخر تطورات الحادثتين.

سين: لمن تتبع ناقلتا النفط اللتان تعرضتا للهجوم؟

جيم: الناقلة الأولى تسمى "فرونت ألتير" وتشغلها شركة الشحن النرويجية "فرونتلاين"، أما الثانية فاسمها "كوكوكا كاريدجس" وتملكها شركة كوكوكا سانجيو اليابانية.

وفي وقت لاحق، أكد مسؤول سعودي أن إحدى ناقلتي النفط "كانت محملة بميثانول (مادة بترولية) من مدينة الجبيل (شرقي السعودية)".

سين: ما طبيعة الهجمات التي تعرضت لها ناقلتا النفط؟

جيم: بحسب الجيش الإيراني، فإن الانفجارات التي تعرضت لها ناقلتا نفط في خليج عُمان، قد تكون بسبب اندلاع حريق على سطحهما. 

في حين، ذكر مسؤول في البنتاغون أن أعضاء طاقم إحدى الناقلتين يعتقدون بأنهم أصيبوا بطوربيد أو لغم، لكنه لم يستطع تأكيد هذه التقارير.

بدوره، كشف مسؤول آخر في البنتاغون، عن رصد طاقم سفينة تابعة للبحرية الأميركية لغما غير منفجر ملتصق بإحدى ناقلتي النفط اللتين تعرضتا للهجوم.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن المسؤول الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، إن "طاقم مدمرة الصواريخ الموجهة (يو إس إس بينبريدج) قال إنه رأى لغمًا غير منفجر على جانب إحدى ناقلتي النفط".

وأوضحت الشبكة أن اللغم الملتصق أو المغناطيسي، هو نوع من الألغام البحرية الذي تلصق في جانب هيكل السفينة باستخدام مغناطيس.

وقالت "الرابطة الدولية لأصحاب ناقلات النفط" (Intertanko) إن الهجوم كان "مخططًا ومنسقًا بشكل جيد".

وأوضحت أن الناقلتين اللتين تعرضتا للهجوم، استهدفتا "عند أو تحت سطح الماء، على مقربة من غرفة المحرك أثناء إبحارهما"، حسبما نقلت "سي ان ان".

سين: من يتحمل المسؤولية؟

جيم: سارع الجانب الأميركي لاتهام إيران بالمسؤولية عن تنفيذ الهجوم، فيما حرصت إيران على نفي صلتها بالهجوم، وحملت مسؤوليته لجهات لا تريد استقرارا للمنطقة، وتدفع نحو مزيد من التصعيد.

في الوقت الذي أعلنت فيه البحرية البريطانية أن ملابسات استهداف الناقلتين بخليج عمان "لا تزال غير واضحة وقيد التحقيق".

في المقابل، دعت روسيا إلى عدم التعجل في تحميل إيران المسؤولية. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات بشأن الهجوم لعدم كفاية المعلومات. وأضاف قائلا "لا أحد يعرف من المسؤول عنه".

سين: هل من دلالات للتوقيت؟

جيم: يأتي الحادث في خليج عُمان بعد شهر من إعلان الإمارات تعرض 4 سفن شحن تجارية لعمليات تخريبية قبالة ميناء الفجيرة بالإمارات، ثم تأكيد الرياض، تعرض ناقلتين سعوديتين لهجوم تخريبي، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي، قرب المياه الإقليمية للإمارات.

كما يتزامن التفجير مع الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إلى إيران، في سياق جهود التوسط لتخفيف حدة التوتر بين طهران وواشنطن.

سين: كيف أثر الهجوم على أسعار النفط؟

جيم: صعدت عقود النفط الآجلة بأكثر من 4.2 بالمئة أو 2.5 دولار، بواقع 62.55 دولارا للبرميل، بعد ورود معلومات عن استهداف ناقلتي نفط عملاقتين في بحر عُمان.

سين: هل من تشابه بين هجوم عُمان وهجوم الفجيرة؟

جيم: قال مصدر أميركي مطلع، إن حادث ناقلتي النفط بخليج عمان، "مشابه بدرجة كبيرة" للهجوم الذي استهدف أربع سفن في ميناء الفجيرة الإماراتي الشهر الماضي.

وأضاف المصدر إن "التحقيقات الجارية في هجوم ميناء الفجيرة"، تشير إلى أنه "يشبه إلى حد كبير الحادث الأمني الذي تعرضت له ناقلتا نفط في خليج عمان".

ورفض المصدر التعليق على سؤال عما إذا كانت الحادثة في خليج عمان تعتبر "هجوما"، إلا أنه لفت بالقول إن "الطريقة متشابهة إلى حد كبير (بهجوم الفجيرة)".

وفي الهجومين، تتعزز القناعات، على الأقل لدى الطرف الأميركي المطلع على التحقيقات، أن الهجومين نفذا باستخدام ألغام ملتصقة مغناطيسية.

واللافت كذلك، استهداف الهجومين ناقلات نفط عملاقة، وهو ما يثير مخاوف واسعة بشأن سلامة تجارة النفط في ظل التصعيد الحالي، ويطرح أسئلة أخرى عن المستفيد من التصعيد والتحشيد الجاري في المنطقة، كما بدا لافتًا أن وسائل إعلام مقربة من إيران كانت السباقة في بث أخبار الهجومين.

سين: ما احتمال وقوع هجوم آخر؟

جيم: قالت تقارير استخباراتية أميركية، الخميس، إن ثمة احتمالية أن تشن إيران مزيدا من الهجمات ضد ناقلات النفط في خليج عمان، بحسب ما نقلت قناة "الحرة" الأميركية، عن مسؤول في البنتاغون، رفض الإفصاح عن هويته.

وقال المسؤول: "قادة وزارة الدفاع قلقون من تكرار إيران هجمات مماثلة وأكثر خطورة تستهدف ناقلات النفط في خليج عمان". وأوضح ان قلق قادة البنتاغون يعتمد على "تقارير استخباراتية تؤشر إلى احتمال حصول ذلك".

سين: هل ترد الولايات المتحدة بالمزيد من التعزيزات العسكرية في المنطقة؟

جيم: صرّح مسؤولون أميركيون أنّ القادة العسكريين في الشرق الأوسط طلبوا إرسال تعزيزات عسكرية أميركية تصل لعشرة آلاف عنصر إلى المنطقة، إلا أنه تمت الموافقة على إرسال أقل من ألف.

يشار أن مجموع القوات الأميركية المنتشرة في الخليج يبلغ نحو 80 ألفًا، بينهم 60 ألفا في قواعد ومنشآت برية، و20 ألفا على متن سفن حربية تابعة للأسطول الخامس في العاصمة البحرينية المنامة.

 

التعليقات