وزير الداخلية الألماني يحذر من إرهاب يميني متطرف

حذر وزير الداخلية الألماني، هورست تسيهوفر، اليوم الثلاثاء، من احتمال ظهور إرهاب يميني متطرف في البلاد، في أعقاب الشبهات حول قيام شخص من النازيين الجدد بقتل مسؤول محلي من مؤيدي سياسة الهجرة

وزير الداخلية الألماني يحذر من إرهاب يميني متطرف

(أ ب)

حذر وزير الداخلية الألماني، هورست تسيهوفر، اليوم الثلاثاء، من احتمال ظهور إرهاب يميني متطرف في البلاد، في أعقاب الشبهات حول قيام شخص من النازيين الجدد بقتل مسؤول محلي من مؤيدي سياسة الهجرة.

وقال تسيهوفر في مؤتمر صحافي في برلين "إن حصول اعتداء من اليمين المتطرف يستهدف سياسيا رفيعا في بلادنا هو إشارة إلى وجود خطر يستهدفنا جميعا".

وتابع الوزير المحافظ من مقاطعة بافاريا أن هذه الجريمة تعطي بعدا جديدا للأعمال التي قام بها عناصر من أقصى اليمين المتطرف خلال السنوات القليلة الماضية واستهدفت "النظام الديموقراطي" برمته.

وحذر من الخطر المتنامي للمتطرفين من اليمين الذين ينتهجون العنف.

وكانت النيابة العامة الألمانية المتخصصة بشؤون مكافحة الإرهاب أعلنت أمس الإثنين اعتقال شخص في الخامسة والأربعين من العمر ينتمي إلى فكر النازيين الجدد، وهو المشتبه به بقتل رئيس إقليم كاسل (غرب ألمانيا)، فالتر لوبكي، من حزب "الاتحاد المسيحي الديموقراطي" بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل.

واعتبرت النيابة العامة الجريمة بمثابة اعتداء سياسي، في حين وصفت ميركل الخبر بأنه "يبعث على الإحباط".

وأوضح وزير الداخلية أن المشتبه به الذي تم التعريف به باسم "ستيفان اي." لم يقم بأي عمل لفت أنظار الشرطة منذ العام 2009، ويرفض الرد على أسئلة الشرطة.

من جهتها، قالت صحيفة "سوديتشي تسايتونغ" في افتتاحيتها الثلاثاء، إن "الملفت في هذه المسألة أننا لا نزال نتفاجأ في كل مرة يرتكب فيها اليمينيون المتطرفون جرائم تعتبر من الأخطر في البلاد".

فقد وقعت اعتداءات في السابق في السياق نفسه : ففي عام 2015 تعرضت عمدة مدينة كولونيا، هنرييت ريكر للطعن بسكين، وبعد سنتين تعرض رئيس بلدية مدينة التينا، أندريا هولشتاين لاعتداء مشابه. وقد نجا الإثنان من الموت بأعجوبة، مع العلم بأنهما معروفين بدفاعهما الشرس عن سياسة استقبال المهاجرين واللاجئين على غرار لوبكي.

كما تبين أن مجموعة صغيرة من النازيين الجدد "إن اس يو" مسؤولة عن قتل نحو عشرة مهاجرين في ألمانيا منذ مطلع الألفية.

وأحصت السلطات الالمانية وجود أكثر من 12700 شخص من اليمين المتطرف الذين يعتبرون خطرين ويمكن أن يرتكبوا أعمال عنف.

وقال رئيس بلدية مدينة تروغليتز في ألمانيا الشرقية سابقا، ماركوس نييرث، حيث ينشط اليمين المتطرف بقوة أنه "يشعر بالخوف الشديد" خصوصا وأن تهديدات عدة وجهت إليه. واعتبر أنه بمقتل لوبكي "تم تجاوز خط أحمر وأن الإرهابيين من اليمين المتطرف بدأوا يحققون ما يحلمون به".

ويعتبر العديد من المسؤولين السياسيين أن التقدم الذي حققه حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتطرف خلال الانتخابات التشريعية التي جرت عام 2017، واستخدام عدد من قيادات هذا الحزب تعابير قاسية مناهضة للمهاجرين، ساهما في زيادة عدد الجرائم التي تستهدف الأجانب وخصوصا المهاجرين منهم.

واعتبر النائب المحافظ مايكل براند، أن الخطاب السياسي الذي كان يحض على "الكراهية خلال السنوات القليلة الماضية جعل ارتكاب جريمة قتل لوبكي ممكنا".

وربط رئيس البلاد فرانك فالتر شتاينماير، بين هذه التصريحات المتطرفة التي يتم تبادلها على الإنترنت وبين أعمال العنف. وقال في هذا الصدد "عندما تصبح اللهجة عنيفة تصبح الجريمة قريبة"، مشيرا إلى تعليقات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي رحبت بقتل لوبكي.

وخرج حزب "البديل لألمانيا" عن صمته اليوم معربا عن "الإدانة الشديدة لأي عمل عنف يقوم به اليمين المتطرف" منددا بقتل لوبكي الذي وصفه ب"الجريمة الشنيعة".

ودعا عدد من الأحزاب إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب (البوندستاغ) لمناقشة عنف اليمين المتطرف.

 

التعليقات