إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة... أزمة متصاعدة تهدد حياة الجميع

أعادت عمليتا إطلاق النار التي حدثتا أمس الأحد، وصباح اليوم الإثنين، في ميدنتي إل باسو وأوهايو الأميركيتين، أزمة هذا النوع من الجرائم التي تشهدها الولايات المتحدة بشكل متكرر، إلى الواجهة مجددا، مُنذرة بتهديد خطير للأمان الشخصي والجماعي للمواطنين الأميركيين

إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة... أزمة متصاعدة تهدد حياة الجميع

(أ ب)

أعادت عمليتا إطلاق النار التي حدثتا أمس السبت، وصباح اليوم الأحد، في ميدنتي إل باسو وأوهايو الأميركيتين، أزمة هذا النوع من الجرائم التي تشهدها الولايات المتحدة بشكل متكرر، إلى الواجهة مجددا، مُنذرة بتهديد خطير للأمان الشخصي والجماعي للمواطنين الأميركيين.

وشهدت الولايات المتحدة حتى اليوم، 165 عمليّة إطلاق نار "عشوائي" منذ العام 1966، ورغم أنها تُشكل نسبة صغيرة جدا من جرائم القتل واسعة النطاق التي تُرتكب سنويا في الولايات المتحدة، إلا أنها "تمتاز" بكونها غير متوقعة، حيث أن المهاجم في هذا النوع من العمليات، لا يختار ضحاياه بناء على ما ارتكبوه بل على هويتهم العرقية الظاهرة ومكان تواجدهم باللحظة التي يبدأ بها بإطلاق النار.

وأعدت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا كميا تفصيليا حول هذه الجرائم، ذكرت فيه أنها أدت إلى مقتل نحو ألفي شخص حتى اليوم، من بينهم 189 طفلا ومراهقا.

وذكرت أن معظم المنفذين، استخدموا أسلحة "خفيفة"، كالبنادق الرشاشة والمسدسات، في تنفيذ علمياتهم، بحيث استطاعت الغالبية الساحقة منهم، الحصول على هذه الأسلحة بشكل قانوني، نظرا لقانون حيازة الأسلحة المرن جدا في الولايات المتحدة، والذي يختلف بين ولاية وأخرى.

ورفع هذا النوع من الجرائم، المطالب بشأن حظر بيع الأسلحة للمواطنين في الولايات المتحدة، على مدار الأعوام القليلة الماضية، لكن "الحق" بحيازة السلاح، لا يزال مكفولا في الدستور الأميركي.

وتُعرف وزارة العدل الأميركية، عملية إطلاق النار الجماعي، على أنها جريمة يُقتل فيها ثلاثة أشخاص أو أكثر في الوقت ذاته، باستخدام الأسلحة النارية.

وشهدت الولايات المتحدة خلال هذا العام الحالي عدّة جرائم من هذا النوع، نفذها يمينيون متطرفون، يؤمنون بـ"الفوقية العرقية البيضاء".

التوتر يصل إلى أوجه في إل باسو

قُتل 20 شخصا وجُرح العشرات في عملية إطلاق نار جماعية "عشوائية"، في مدينة إل باسو، بولاية تكساس الأميركية أمس السبت، بعد أن قام مهاجم يبدو أنه منتمي لليمين العنصري المتطرف، بإطلاق النار داخل متجر، مستهدفا الأشخاص الذين يحملون ملامح "مكسيكية"، أو "جنوب أميركية".

 وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن الهجوم زاد من حدّة التوتر في المدينة التي يغلب عليها الطابع اللاتيني، والتي استُهدفت فيها مؤخرا، عائلات المهاجرين من قبل السلطات الفدرالية، لمحاولة طردهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن المتجر الذي نُفذت فيه الجريمة، كان قريبا من الحدود مع المكسيك، كما أن مُعظم زبائنه هم من المكسيكيين أو مكسيكيي الأصل.

تعاطف مع الإرهاب وتأييد لترامب

وكشف حساب في موقع "تويتر" منسوب لـ"باتريك كروزيوس"، منفذ هجوم إل باسو، دعمه للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومذبحة نيوزيلندا، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء.

وأظهرت صور من الحساب، الذي تم إغلاقه عقب الهجوم، وضع  كروزيوس ( 21 عاما) بنادق مرتبة بطريقة تكون اسم  ترامب (Trump)، كما كتب على الحساب نفسه، أن "هذا الهجوم ردا على غزو الهاسبينك (الناطقون باللغة الإسبانية) لولاية تكساس".

واختار منفذ الهجوم مدينة إل باسو، التي تبعد 650 ميلا عن بلدته، لأنها تعج بالمهاجرين من أصول لاتينية، خاصة من المكسيك، وفي بيان طويل نشره القاتل على الإنترنت قبل ارتكاب الجريمة، قال إن "ارتكابه الهجوم سيأتي ردا على غزو المتحدثين باللغة الإسبانية لولاية تكساس".

وعبّر عن قلقه من تزايد نفوذ ذوي الأصول الإسبانية بالولايات المتحدة، فقال: "إنهم سينتزعون السلطة من الحكومة المحلية، ومن حكومة ولاية تكساس الحبيبة، لتغيير سياستها، بحيث تناسب احتياجاتهم".

وأوضح كروسيوس، في البيان، أنه "يتعاطف مع منفذ هجوم كرايست تشرتش الذي وقع في مسجدين بنيوزيلاندا، أوائل العام الجاري، وراح ضحيته 51 شخصا، وجرح خلاله العشرات، ونفذ من قبل الأسترالي برانتون تارانت، الحامل لفكرة "تفوق العرق الأبيض".

ونشر ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، صورا من حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي التي أغلقت لاحقا، تظهر آراءه المتطرفة واليمينية المعادية للأجانب بشكل عام، والمهاجرين بشكل خاص.

منفذ الجريمة في تكساس

هجوم أوهايو

قتل تسعة أشخاص على الأقل، صباح اليوم، الأحد، جرّاء جريمة إطلاق نار جماعي في مدينة دايتون بولاية أوهايو الأميركيّة، بعد ساعات من مجزرة في مدينة إل باسو بولاية تكساس، جنوبيّ البلاد.

وأعلنت السلطات الأميركية، مساء الأحد، هوية المهاجم الذي نفذ الجريمة، إذ قال أحد مسؤولي إنفاذ القانون، إن "كونور بيتس قتل 9 أشخاص وأصاب آخرين عندما فتح النار في منطقة شهيرة للترفيه الليلي في مدينة دايتون".

وأشار المسؤول الذي لم تورد "الأناضول" اسمه، إلى أن بيتس الذي قُتل بأيدي عناصر الشرطة بعد أقل من دقيقة من إطلاقه النار من بندقية عيار 223 في شوارع مقاطعة أوريغون، كان في العشرينات من عمره.

بدوره، قال العمدة نان وايلي، إن مطلق النار كان يرتدي سترة واقية، وكان لديه خزائن ذخيرة إضافية عالية السعة، وإن دافع الهجوم لم يعلن عنه.

وذكرت وسائل الإعلام أن منفذ الجريمة، قد قتل أخته وشريكها قبل ارتكابه لجريمته الجماعية التي أودت بحياة تسعة أشخاص على الأقل.

وبحسب وسائل إعلام أميركيّة، فإنّ إطلاق النار بدأ في الواحدة من فجر الأحد (بالتوقيت المحليّ)، عندما استُدعيت قوات الشرطة "لوجود مطلق نار نَشِط" في مركز المدينة، ليُقتل على يد عناصر الشرطة.

 

وازداد الاستقطاب السياسي في الولايات المتحدة بشكل حاد، منذ أن وصل رجل الأعمال دونالد ترامب، إلى الرئاسة، عام 2017، الذي تبنى خطابا معاديا للمهاجرين، إضافة إلى أنه وجه خطابا عنصريا ضد الأميركيين من أصل أفريقي مؤخرا.

التعليقات