الانتخابات الأفغانيّة: مشاركةٌ ضعيفة خوفًا من التهديدات الأمنيّة والتّزوير

شهدت الانتخابات الرئاسيّة في أفغانستان، إقبالًا ضعيفًا من الناخبين، الذين كان توجّههم لصناديق الاقتراع أقلّ من السنوات السابقة، بسبب تهديد حركة طالبان بشنّ هجمات والحملات الباهتة إلى جانب المخاوف من حدوث تزوير في السباق الانتخابي

الانتخابات الأفغانيّة: مشاركةٌ ضعيفة خوفًا من التهديدات الأمنيّة والتّزوير

ناخبون قبيل الإدلاء بأصواتهم (أ ب)

شهدت الانتخابات الرئاسيّة في أفغانستان، أمس السبت، إقبالًا ضعيفًا من الناخبين، الذين كان توجّههم لصناديق الاقتراع أقلّ من السنوات السابقة، بسبب تهديد حركة طالبان بشنّ هجمات والحملات الباهتة إلى جانب المخاوف من حدوث تزوير في السباق الانتخابي الذي سيحدّد إذا كان الرئيس، أشرف عني، سيفوز بولاية ثانية مدتها خمس سنوات.

وجرت الانتخابات في 4900 مركز اقتراع في البلد الذي يمزقه الحرب ويعُدّ نحو 35 مليون نسمة، وأظهرت نسبة أولية نشرتها لجنة الانتخابات المستقلة صباح اليوم الأحد، استنادا إلى بيانات من أكثر بقليل من نصف مراكز الاقتراع أنّ ما لا يتجاوز 1,1 مليون ناخب شاركوا في الاقتراع، وهو ما يعني أن نسبة المشاركة ستبلغ أقل من 25%، إذا بقي الوضع على حاله، وهو معدل أقل من الانتخابات الرئاسية الثلاث السابقة في البلاد.

في أحد مراكز الاقتراع (أ ب)

واعتبرت السلطات الأفغانية أن الانتخابات، ناجحة لأن طالبان لم يكن بوسعها شنّ هجوم واسع النطاق يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا. لكنّ رغم ذلك شنّ المتمردون اعتداءات استهدفت العملية الديمقراطية، حيث نفّذوا سلسلة تفجيرات في مراكز اقتراع واشتبكوا مع قوات الأمن الأفغانية في أرجاء البلاد.

ووفقا لشبكة محللي أفغانستان، التي ترصد الأحداث من خلال مصادر مختلفة، تم الإبلاغ عن أكثر من 400 هجوم على مدار يوم الانتخابات، فيما أعلنت حركة طالبان أنها نفّذت 531 هجوما.

ناخبون قبيل الإدلاء بأصواتهم (أ ب)

وتشير الحصيلة الرسمية إلى سقوط خمسة قتلى في صفوف قوات الأمن، لكن في السنوات الماضية، حجبت السلطات المعلومات في يوم الانتخابات قبل أن تقدم حصيلة أكبر لأعداد الضحايا لاحقا، ورغم ذلك، أفادت شهرزاد أكبر التي تترأس اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة للحكومة الأفغانية، بأنها "تنفسّت الصعداء" كون الانتخابات مرّت بسلاسة نسبيًا مقارنة بالأعوام السابقة.

وبالإضافة للتهديدات الأمنية، انخفضت نسبة المشاركة بسبب الشكوك بشأن نزاهة العملية الانتخابية، وبدت الحملات الانتخابية باهتة خلال شهرين من الدعاية الانتخابية إذ ظنّ كثيرون أنّ الانتخابات، التي تم تأجيلها مرتين بالفعل أثناء مفاوضات الولايات المتحدة وطالبان للتوصل لاتفاق لسحب القوات الأجنبية، قد يتم تأجيلها مجدّدا.

(أ ب)

ونقلت "فرانس برس" عن المحلل السياسي والأكاديمي، عطا نوري، القول إنّ نسبة الإقبال كانت منخفضة بسبب التهديدات الأمنية "والحملات الانتخابية الضعيفة للمرشحين"، و"ليس بسبب عدم اهتمامهم (الناخبين) بالانتخابات".

بدوره، قال المحلل السياسي، هارون مير إنّه حتى في ظل نسبة المشاركة المنخفضة فإنّ الانتخابات تعتبر انتصارا للعملية الديمقراطية لأنها "أكثر نظافة" من سابقاتها.

(أ ب)

وقال مسؤولو لجنة الانتخابات إنّ النتيجة ستكون نزيهة بفضل وجود مجموعة من الوسائل التقنية بينها أجهزة بيومترية لكشف بيانات الناخبين وكذلك تدريب موظفي لجان الاقتراع بشكل أفضل لضمان عملية انتخابية نزيهة.

ولا يُتوقع أن تصدر النتائج قبل 19 تشرين الأول/ أكتوبر. ويحتاج المرشحون للحصول على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات للفوز من الجولة الأولى، وإذا لم يحدث ذلك، فإن جولة ثانية بين المرشحين الحائزين على أعلى نسبة من الأصوات، ستُجرى في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

في أحد مراكز الاقتراع (أ ب)

وسيتولى الرئيس المقبل مقاليد السلطة في بلد يعاني حربا، وكان 55% من سكانه يعيشون بأقل من دولارين في اليوم عام 2017، وبلغت فيه حصيلة النزاع مع طالبان في النصف الأول من عام 2019 أكثر من 1300 قتيلا من المدنيين بحسب أرقام الأمم المتحدة.

التعليقات