هل ستدفع "أوكرانيا غيت" بومبيو للاستقالة؟

كشفت وثائق أصدرتها وزارة الخارجية الأميركية يوم أمس، الجمعة، عن تدخل البيت الأبيض لترتيب مكالمة بين المحامي الشخصي للرئيس دونالد ترامب، رودي جولياني،  ووزير الخارجية مايك بومبيو، بعد تقديم جولياني مواد من شأنها الإضرار بالمرشح المحتمل جو بايدن ونجله.

هل ستدفع

(أ ب)

كشفت وثائق أصدرتها وزارة الخارجية الأميركية يوم أمس، الجمعة، عن تدخل البيت الأبيض لترتيب مكالمة بين المحامي الشخصي للرئيس دونالد ترامب، رودي جولياني،  ووزير الخارجية مايك بومبيو، بعد تقديم جولياني مواد من شأنها الإضرار بالمرشح المحتمل جو بايدن ونجله.

وأشارت الوثائق إلى أن بومبيو، تحدث مع جولياني مرتين، في 26 و29 آذار/ مارس الماضي، وجاءت الأخيرة بترتيب من البيت الأبيض.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر مطلع (لم تكشف عنه)، أن جولياني منح المعلومات المتعلقة ببايدن، إلى البيت الأبيض الذي بدوره سلمها إلى بومبيو.

ولفتت إلى أن بومبيو من جانبه، سلم تلك المعلومات إلى مستشار قانوني بوزارة الخارجية، دون الكشف عن فحواها. وذكرت الشبكة أن تلك الوثائق تقدم دليلا على أن جهود جولياني التي تستهدف بايدن، قد جرى تنسيقها من جانب البيت الأبيض.

مايك بومبيو (أ ب)

يشار إلى أن الخارجية الأميركية أصدرت الوثائق ذات الصلة بمكالمات بومبيو وجولياني، لمنظمة "أمريكان أوفرسايت" الرقابية المستقلة، بموجب دعوى رفعتها استنادا إلى قانون حرية المعلومات.

ويجري مجلس النواب حاليا جلسات استماع علنية، إذ يقول الديمقراطيون إن ترامب أساء استخدام سلطته الرئاسية بالضغط على أوكرانيا، ليفتح تحقيقا ضد خصمه السياسي، بايدن.

ويعود أساس القضية إلى محادثة هاتفية في 25 تموز/ يوليو الماضي، طلب ترامب خلالها من نظيره الأوكراني زيلينسكي، أن "يهتم" بأمر بايدن، نائب الرئيس الديمقراطي السابق، الذي يواجه ترامب في السباق إلى البيت الأبيض عام 2020.

ويشتبه في أن ترامب ربط حينها مسألة صرف مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار، يفترض أن تتسلمها أوكرانيا، بإعلان كييف أنها ستحقق بشأن نجل بايدن، الذي عمل بين عامي 2014 و2019 لدى مجموعة "غاز بوريسما" الأوكرانية.

ويرفض ترامب تلك الاتهامات، ويقول إنها "حملة مطاردة" و محاولة "انقلاب ضده"، ويتوعد بالانتقام من الديمقراطيين بانتخابات العام المقبل.

بومبيو: "فخور من علاقتنا بأوكرانيا"

ومن الجدير بالذكر أنه في ظل رئاسة دونالد ترامب، قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا مساعدة أمنية كبيرة، بما في ذلك توريد الأسلحة والموارد، وستواصل واشنطن دعم كييف ليس فقط في مجال الأمن.

صرح بذلك بومبيو خلال مؤتمر صحفي في بروكسل عقب اجتماع لوزراء خارجية الناتو، وفقا لوكالة "أوكر إنفورم".

وجاء في تصريحه: "كنت مشاركا بشكل مباشر في سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بأوكرانيا، لقد عملت في هذا الصدد وأنا فخور بما تمكنا من فعله، لقد حققنا نتائج هائلة لشعب أوكرانيا، وآمل أننا سنكون قادرين على القيام بذلك في المستقبل، لقد قدمنا ​​لهم النظم الدفاعية التي طلبوها، وزودناهم بالموارد اللازمة".

ووفقا له، فإن إدارة ترامب لم تعبر فقط عن دعمها لأوكرانيا، ولكنها قدمت أيضا مساعدة حقيقية، حيث قال إنه يركز الآن على ضمان وجود سياسات صحيحة لدى وزارة الخارجية، تضمن الأمن نيابة عن شعب الولايات المتحدة، "لقد فعلنا ذلك على مدار سنتين ونصف، وسأواصل القيام بذلك كل يوم، ويضمن أن فريقي أيضا كان يركز على ذلك".

أنباء حول استقالة بومبيو

بالمقابل، نشرت وسائل إعلام أميركية خبرًا مفاده أن بومبيو أخبر ثلاثة مسؤولين بأنه ينوي الاستقالة من منصبه، وأنه يعتزم الترشح لمجلس الشيوخ عن ولاية كانساس.

واستندت مجلة "التايم" الأميركية، التي نشرت الخبر في البداية، إلى ثلاثة مسؤولين من الحزب الجمهوري، دون أن تأتي على ذكر أسمائهم، أحدهم كان يعمل في إدارة الرئيس دونالد ترامب، والآخر في الحكومة، والثالث، موظف سابق تناوب في العديد من المناصب في الحكومة الأميركية.

يذكر أن بومبيو كان ينوي البقاء حتى بداية ربيع 2020، كوزير لخارجية الولايات المتحدة، إلا أن الإعلام الأميركي قال، إنه ربما "يأتي بعد بحثه عن طريق يخلصه من الأزمة".

ووفقا للصحيفة فإن الأحداث الأخيرة بشأن عزل ترامب، ستسبب "أضرارا سياسية" لبومبيو.

وفي حال استقالة وزير الخارجية، سيكون هو المسؤول الـ70 الذي يستقيل من إدارة ترامب، حيث يشمل الرقم المسؤولين الذين تمت إقالتهم من قبل الرئيس الأميركي نفسه.

وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلن ترامب إقالة مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي يعتبر من أبرز "الصقور" في إدارته وأكثرهم تشددا في التعاطي مع عدد من الملفات، من أبرزها الملف الإيراني.

ترامب يقارن بين بينس وبومبيو "الأول باقٍ والثاني قد يستقيل"

وفي حديث لشبكة "فوكس" الإخبارية، أمس الجمعة، قال ترامب عن بينس "إنه من أنصاري وأصدقائي". وأضاف أن سفيرة الولايات المتحدة السابقة بالأمم المتحدة، نيكي هيلي "ستكون عظيمة" لكن بينس قام "بعمل استثنائي".

وفيما يخص بومبيو، قال ترامب إنه قد يرغب في الترشح لمجلس الشيوخ عن ولاية كانساس في الانتخابات التشريعية الجزئية عام 2020.

وحسب ترامب فإن بومبيو "يحب ما يفعله" كوزير للخارجية، ولكن إذا ظهر تهديد بأن الجمهوريين قد يخسرون مقعد كانساس في مجلس الشيوخ في انتخابات العام المقبل، فبإمكان بومبيو الترشح و"الفوز بهامش كبير".

وكانت الخارجية الأميركية نفت أخبارا تداولتها وسائل إعلام أمريكية عن نية بومبيو الاستقالة والترشح لمجلس الشيوخ عن ولاية كانساس.

 

التعليقات