حزب العمال و"معاداة السامية": استهداف كوربن عشية الانتخابات؟

يتعرض حزب العمال البريطاني المعارض إلى حملة عشية الانتخابات العامة، بمزاعم معاداة السامية، وهي حملة تكثفت في الأيام الأخيرة، لكنها بدأت منذ فوز جيرمي كوربن المفاجئ بزعامة الحزب في 2015.

حزب العمال و

جيرمي كوربن

يتعرض حزب العمال البريطاني المعارض إلى حملة عشية الانتخابات العامة، بمزاعم معاداة السامية، وهي حملة تكثفت في الأيام الأخيرة، لكنها بدأت منذ فوز جيرمي كوربن المفاجئ بزعامة الحزب في 2015.

وظهرت هذه الحملة مجددًا قبل الانتخابات العامة المقررة الشهر المقبل، بعد أن زعم كبير الحاخامات في بريطانيا، إفرايم ميرفيس، أن "القيادة العليا" لحزب العمال تسمح بهذه الممارسات. وكتب الحاخام ميرفيس، في صحيفة "تايمز" البريطانية أن حزب العمال لم يفعل ما يكفي لمعالجة معاداة السامية، وحث الناس على "التصويت بضميرهم" في الانتخابات

وأضاف أن "الغالبية العظمى من اليهود البريطانيين يسيطر عليهم القلق" من إمكانية فوز حزب العمال في الانتخابات القريبة.

في المقابل، قال المجلس الإسلامي إن المسلمين البريطانيين "سوف يستمعون إلى الحاخام الأكبر ويتفقون على أهمية التصويت بضميرهم"، وشدد المتحدث الرسمي باسم المجلس على أن "الوجود غير المقبول لمعاداة السامية في بريطانيا" كان مصدر "خوف حقيقي" لليهود البريطانيين. وقال إن تعليقات الحاخام اليهودي "أبرزت أهمية التحدث علانية عن العنصرية التي نواجهها (المسلمين)، مع الحفاظ على موقفنا غير الحزبي".

وحظيت هذه القضية بالاهتمام بعد أشهر من تولي كوربن زعامة الحزب خلفا إيد ميليباند، بعد تزايد أعداد مؤيديه الجدد.

وواجه كوربن، الاشتراكي المخضرم والذي أيد القضية الفلسطينية لفترة طويلة، انتقادات في 2016 لمقارنته اسرائيل بـ"الدول أو المنظمات التي تعلن أنها إسلامية". ومنذ ذلك الحين، تلقى الحزب مئات الشكاوى بمعاداة أعضائه للسامية، غالبًا من خلال تبادل العبارات التي اعتبرت مناهضة للسامية على مواقع التواصل الاجتماعي. وأقر كوربن مرة بأنه ارتكب هو نفسه هذه الغلطة.

والعام الماضي، اتخذ زعماء يهود بريطانيا، وعددهم 260 ألف شخص ويشكلون خمس عدد اليهود في العالم، خطوة نادرة بكتابة رسالة مشتركة قالوا فيها "كفى".

بدوره، أجرى الحزب مراجعة لقضية في 2016 وجدت أن معاداة السامية غير منتشرة بين صفوف حزب العمال، إلا أنها قالت أن هناك "مناخًا ساما أحيانًا". وعلى الرغم من تعليق بعض الأعضاء أو طردهم، بمن فيهم رئيس بلدية لندن السابق، كين ليفينغستون، فقد اُتهم كبار القادة مرارًا وتكرارًا بالفشل في معالجة المشكلة.

واعترف كوربن بأن حزب العمال لديه "مشكلة حقيقية" مع معاداة السامية، لكنه أصر على أن التحقيق والإجراءات التأديبية كانت "سريعة وفعالة". وقد اعتذر كوربن للجالية اليهودية في عدة مناسبات عن أي "ألم" ناتج عن الخلاف، إلا أنه واجه انتقادات جديدة، أمس  الثلاثاء، لعدم تكرار الاعتذار على شاشات التلفزيون.

ووضع حزب العمال مدونة سلوك جديدة، في تموز/ يوليو الماضي، بشأن معاداة السامية، لكنه لم يؤيد في البداية تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة النازية. وأدى ذلك إلى إثارة مزيد من الجدل، وفي النهاية اعتمد الحزب مدونة السلوك بالكامل.

وكشف الخلاف عن انقسامات عميقة بين أعضاء حزب العمال، الذين دانوا تساهل كوربن، حسب تعبيرهم، ومؤيديه اليساريين المتشددين الذين دافعوا عنه بضراوة.

ومنذ تولي كوربن زعامة الحزب استقال منه نحو عشرة نواب معظمهم هذا العام، وقال العديد منهم إن السبب الرئيسي هو أن التمييز ضد اليهود يتسلل إلى صفوف الحزب، بحسبهم. كما استقال ثلاثة من أعضاء حزب العمال من مجلس اللوردات. وسحبت الحركة العمالية اليهودية، الشهر الماضي، دعمها للحزب في حملة الانتخابات العامة.

وأوقف ستة أشخاص في اطار تحقيق أطلقته شرطة لندن في ارتكاب أعضاء من حزب العمال "جرائم كراهية معادية للسامية" بعد تلقيها ملفا داخليا مسربا. وأحيلت قضايا خمسة منهم إلى النيابة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وفتحت "مفوضية المساواة وحقوق الانسان" تحقيقًا رسميًا في قيام حزب العمال "بالتمييز ضد ومضايقة أشخاص بشكل غير قانوني لأنهم يهود".

في المقابل، أعلن مجلس مسلمي بريطانيا، الأسبوع الجاري، أن حزب المحافظين بزعامة بوريس جونسون، أخفق في التعامل مع مزاعم بانتشار كراهية الإسلام بين صفوفه. وقال إن "هذه مسألة مهمة للغاية في حزب المحافظين الذي تعامل مع معاداة الإسلام بالأنكار والتجاهل والخداع".

 

التعليقات