تحليلات: التصعيد رهن تفاعل الشعب الإيراني وعدد القتلى الأميركيين

لا يزال من الصعب التنبؤ بالتطورات المرتقبة من الرد الإيراني فجر اليوم الأربعاء، على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بقصف قاعدتين أميركيتين عسكريتين في العراق

تحليلات: التصعيد رهن تفاعل الشعب الإيراني وعدد القتلى الأميركيين

(أ ب)

لا يزال من الصعب التنبؤ بالتطورات المرتقبة من الرد الإيراني فجر اليوم الأربعاء، على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بقصف قاعدتين أميركيتين عسكريتين في العراق.

لكن صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، أعدت تحليلا قالت فيه إن الهجوم البالستي الإيراني، على قاعدتي "عين الأسد" و"حرير"، قد يمنح "الصقور" في الإدارة الأميركية، سببا لشن حرب شاملة على إيران، إلا أنه قد يوفر لهم أيضا، طريقا خارج الأزمة.

واعتبرت الصحيفة أن الضربة الإيرانية كانت "رمزية"، حيث أنها أُطلقت في ساعة مماثلة لتلك التي شُنت فيها الغارة العراقية على الموكب الذي كان يقل سليماني من مطار بغداد يوم الجمعة الماضي، وبعد فترة وجيزة من دفن رفاته في مسقط رأسه، مدينة كرمان.

وأضافت أنه برغم نشر إيران لفيديوهات الرشقة الصاروخية، التي وصفتها الصحيفة بـ"المسرحية"، فإنه "يبدو أن الهجمات ضُبطت بعناية لتجنب ضحايا أميركيين، حيث أُطلقت على قاعدتين كانتا في حالة تأهب قصوى، ولم تسجل حتى الآن أي وفيات مؤكدة".

وقالت مستشهدة بإعلان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بأن بلاده اكتفت بهذه الضربات كانتقام لاغتيال سليماني، إن هذا يمنح فرصة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأن يُخفف حدّة التصعيد الذي بدأه بقرار الاغتيال، وهو ما بدا في تغريدته التي خفف بها من هول الضربة.

وفي هذا الصدد شددت الصحيفة على أنه إذا ما لم تكن هناك خسائر بالأرواح لدى الأميركيين، بخلاف ما أعلنت عنه إيران، وهو "مقتل 80 جنديا أميركيا"، فقد تكون "ضربات الأربعاء فرصة لكلا الجانبين لتخفيف حدّة الأزمة دون أن يفقدا ماء وجههما" أمام شعبهما، خلال ذلك.

وأشارت إلى أن ذلك يُمكّن إيران من "الادعاء بأنها شنت انتقاما عنيفا لمقتل سليماني، والزعم كذبا أنها قتلت عشرات الجنود الأميركيين" لتعود لإدارة الصراع بينها وبين الولايات المتحدة، كما في السابق، أي عبر هجمات بـ"الوكالة والتي تشكل مخاطر أقل وجودية ضد خصم أقوى (منها) بكثير"، إضافة إلى الضغط على العراق لطرد القوات الأميركية.

أما الولايات المتحدة، فقالت الصحيفة إنه بإمكانها أن "تتراجع أيضا، متجاهلة انتقام إيران باعتباره غير مهم، مع احتمال أن يتمكن ترامب من استخراج نقاط سياسية في الداخل لقتل خصم أميركي رئيسي، دون التعرض لعواقب كبيرة".

ولفتت الصحيفة إلى أن ذلك يعتمد بشكل أساسي على فرضيتين محفوفتين بالمخاطر، الأولى، أن الصواريخ الإيرانية، لم تسبب أضرار أو خسائر كبيرة، والثانية هي أن إدارة ترامب ستمتنع عن أي رغبة في الرد على الهجو.

لكن موقع "ميدل إيست آي" الإخباري التحليلي، رأى في تحليله للوضع الراهن جوانب مختلفة، وتتعلق بشكل خاص في الداخل الإيراني.

ضربة قد لا تهدئ الغضب الشعبي الإيراني

قال الموقع إن مصادر متعددة مطلعة على المناقشات التي تجري في طهران، قالت لـ"ميدل إيست آي" إن مجموعة من الردود الإضافية قد أُعدت، وتتوقف على طبيعة أي رد أميركي على هجمات هذا الصباح، حيث اجتمع أيضا الحرس الثوري الإيراني، بحركات مسلحة عربية موالية لإيران اليوم.

وأشار الموقع إلى أنه رغم "تضخيم" الهجمات الصاروخية من قبل وسائل الإعلام المملوكة للدولة في إيران، إلا أن أحد المصادر قال إنه بدون خسائر جدية للأميركيين، لن تكون الضربة الصاروخية، كافية لإرضاء الغضب الشعبي في إيران، لأن الناس "ينظرون للاغتيال على أنه عمل حربي".

وقال مصدر حكومي لـ"ميدل إيست آي"، إن الأيام الأربعة أو الخمسة المقبلة، ستكون "حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه الجولة" من التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، ستنتهي أو تتطور.

ولفت الموقع إلى أنه "مهما حدث، يُنظر إلى مقتل سليماني هنا في طهران على أنه يمثل لحظة فاصلة في ميزان القوات الدولية في الخليج".

وأضافت: "تعتقد إيران أن مقتل سليماني سيقوي طهران، بالشراكة مع روسيا والصين، في محاولاتها لبناء هيكل أمني جديد للخليج حيث تُصبح الولايات المتحدة، وبشكل متزايد، غير ذات صلة"، مشيرة إلى الردود الأفعال الصينية والروسية على اغتيال سليماني.


 

التعليقات