بريطانيا تراجع تأمين سفارتها في طهران

قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب يوم الاثنين إن بلاده تراجع تأمين سفارتها في طهران بعد أن احتجزت إيران السفير البريطاني لفترة وجيزة، داعيا طهران إلى للانخراط في الدبلوماسية.

بريطانيا تراجع تأمين سفارتها في طهران

احتجاجات مناهضة للنظام في إيران احتجاجا على حادثة الطائرة الأوكرانية (أ ب)

صرح وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، بأنه قد حان الوقت لانخراط إيران في الدبلوماسية، وذلك في أعقاب استدعاء الخارجية البريطانية، السفير الإيراني في لندن، اليوم الإثنين، للإعراب عن "اعتراضاتها القوية" على توقيف السفير البريطاني في طهران لفترة وجيزة.

وقل راب إن بلاده تراجع تأمين سفارتها في طهران بعد أن احتجزت إيران السفير البريطاني لفترة وجيزة. وأضاف في خطاب أمام البرلمان "بالنظر إلى (أسلوب) معاملة السفير، فإننا نواصل مراجعة الإجراءات الأمنية المتعلقة بالسفارة"، واصفا واقعة إلقاء القبض عليه بأنها انتهاك سافر للقانون الدولي.

وأضاف أن من الضروري اتخاذ موقف موحد عبر الأطلسي تجاه إيران وأن يصل إلى هذا البلد رسائل متطابقة من بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني إن التوقيف "انتهاك غير مقبول وفقًا لاتفاقية فيينا"، مضيفًا أن المملكة المتحدة طلبت من السفير حميد بعيدي نجاد ضمانات بألا يتكرر ذلك.

ووجهت طهران انتقادات للسفير روب ماكير لحضوره في "تجمع غير قانوني" في انتهاك للاتفاقيات الدبلوماسية، فيما أحرق متظاهرون العلمين البريطاني والإسرائيلي الأحد أمام سفارة المملكة المتحدة في طهران هاتفين "الموت لبريطانيا".

وأكد ماكير الذي أوقف لفترة وجيزة أنه توجه إلى التجمّع المعلن تكريما لذكرى ضحايا تحطم الطائرة المدنية الأوكرانية التي أصيبت "خطأ" بصاروخ إيراني.

وكانت الحكومة الإيرانية قد قدّمت مذكرة احتجاج إلى نظيرتها البريطانية بدعوى مشاركة السفير البريطاني ماكير، في "مظاهرات غير قانونية" بالعاصمة طهران. وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان، الأحد، أنها استدعت ماكير بسبب "سلوكه غير المألوف ومشاركته في مظاهرات غير قانونية". وقالت الوزارة إنها قدمت مذكرة احتجاج رسمية للسفير البريطاني وحكومته.

وفي وقت سابق، نفى ماكير، اتهامات بالمشاركة في احتجاجات بطهران السبت. وقال وزير الخارجية البريطاني، راب، السبت، إن احتجاز سفير لندن لدى طهران روب ماكير "انتهاك صارخ للقانون الدولي".

وكان تجمع جماهيري في العاصمة الإيرانية طهران، قد تحوّل خلال فعالية لتأبين ضحايا الطائرة الأوكرانية، إلى مظاهرة مناهضة للنظام الحاكم في البلاد. وردد المتظاهرون الذين تجمعوا أمام جامعة "أمير كبير" في طهران، هتافات ضد النظام الإيراني، وطالبوا باستقالة المرشد علي خامنئي.

كما رددوا شعارات من قبيل "ليخجل الحرس الثوري، اتركوا البلاد بأمان"، و"الموت للدكتاتور"، و"نريد استقالة الكذابين"، و"نريد استقالة القائد العام للقوات المسلحة (خامنئي)". وعقب إطلاق المظاهرة الغاضبة هتافات مناهضة للنظام، تدخلت قوات الشرطة الخاصة، وأغلقت الطرقات المؤدية إلى مكان المظاهرة، ومنعت المواطنين من التوجه إليها.

والأربعاء، سقطت طائرة ركاب أوكرانية من طراز "بوينغ 737"، ما أسفر عن مصرع 176 شخصا، هم 82 إيرانيا و57 كنديا و11 أوكرانيا و10 سويديين و4 أفغان و3 ألمان و3 بريطانيين. ووقع الحادث بالتزامن مع استهداف طهران قواعد أميركية في العراق بعدد من الصواريخ.

وبعدما نفت في بادئ الأمر، اعترفت إيران، مساء السبت، بعد ثلاثة أيام على تحطم الطائرة الأوكرانية في 8 كانون الثاني/ يناير، بإسقاطها "عن طريق الخطأ" بصاروخ أطلقته قواتها المسلحة عليها ظنا أنها "هدف معاد"، ما أثار موجة سخط في البلاد.

وقالت إيران إن دفاعاتها كانت في حالة تأهب وقت إطلاق الصاروخ تحسبا لاحتمال اندلاع "نزاع شامل" مع الولايات المتحدة.

التعليقات