كورونا: الوباء يشل أسواق الصين ويودي بحياة 361 شخصا

تجاوزت حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة 361 شخصا، عدد الوفيات بفيروس سارس في الصين القارية التي أعلنت أنها بحاجة "ملحة" إلى أقنعة واقية، حيث يفتتح، اليوم الإثنين مستشفى تم تشييده في فترة قياسية لمواجهة تدفق المرضى.

كورونا: الوباء يشل أسواق الصين ويودي بحياة 361 شخصا

(أ.ب.)

تجاوزت حصيلة ضحايا فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة 361 شخصا، عدد الوفيات بفيروس سارس في الصين القارية التي أعلنت أنها بحاجة "ملحة" إلى أقنعة واقية، حيث يفتتح، اليوم الإثنين مستشفى تم تشييده في فترة قياسية لمواجهة تدفق المرضى.

وارتفع عدد الإصابات المؤكدة إلى 17 ألفا ومئتي شخص في الصين وتجاوز إلى حد كبير عدد الذين أصيبوا بفيروس سارس الذي أودى بحياة 774 شخصا معظمهم في الصين القارية وهونغ كونغ.

وبعد عطلة استمرت عشرة أيام بمناسبة راس السنة الصينية، تكبدت أسواق المال الصينية التي تشعر بقلق كبير من شلل البلاد وآفاق اقتصادية سيئة، خسائر كبيرة.

وقد أعلنت الصين إنها "بحاجة ملحة" لأقنعة طبية واقية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا شونيانغ، في إيجاز صحافي "ما تحتاجه الصين بشكل عاجل هو أقنعة طبية، وبزات واقية ونظارات وقاية".

وبعد عشرة أيام على بدء الحجر الصحي على مدينة يوهان بؤرة الفيروس الذي انتقل إلى 24 بلدا، أعلنت اللجنة الوطنية للصحة حصيلة جديدة تبلغ 361 وفاة، بينها 57 سجلت يوم الأحد وحده.

وفي الصين القارية (بدون هونغ كونغ وماكاو)، أصبح عدد الوفيات بسبب هذا الفيروس أكبر من عدد الذين سقطوا في وباء فيروس سارس الذي أودى بحياة 349 شخصا في 2002-2003.

وتشكل وفاة 57 مريضا في يوم واحد أكبر حصيلة منذ بداية الوباء في كانون الأول/ديسمبر.

من جهة أخرى، سجلت أول وفاة بالمرض خارج الصين. فقد توفي صيني يبلغ من العمر 44 عاما وأصله من ووهان في الفيليبين كما أعلنت منظمة الصحة العالمية صباح الأحد.

على الرغم من انتهاء العطلة نظريا الأحد، ما زالت الصين تعمل ببطء بعدما مددت شركات عديدة العطلة لأسبوع أو سمحت لموظفيها بالعمل من منازلهم.

في شنغهاي العاصمة الاقتصادية للبلاد، يمنع مبنى الموظفين من الدخول إلى أماكن العمل بموجب مذكرة صدرت عن البلدية وتنص على تأجيل استئناف النشاط إلى العاشر من شباط/فبراير.

وفي بكين يضع كل السكان تقريبا اقنعة واقية، بينما بقي حي الأعمال مقفرا وكانت حركة السير أقل بكثير بعد نهاية أسبوع هادئة.

وتجري مراقبة حرارة القادمين بشكل منهجي عند مداخل أبنية ومكاتب وأماكن عامة مثل الحدائق.

ومنحت الحكومة ثلاثة أيام عطلة إضافية على أمل تأخير عودة مئات الملايين من العمال المهاجرين كانوا يزورون مناطقهم بمناسبة عطلة رأس السنة، إلى المدن. لكن هؤلاء بدأوا بالعودة تدريجيا إلى المدن الكبرى.

وفي مواجهة الأزمة، أغلقت بورصتا الصين القارية الإثنين على تراجع تجاوز السبعة بالمئة في أسوأ انخفاض يومي منذ صيف 2005، في أسواق تسودها حالة ذعر من الوباء.

وتراجع مؤشر بورصة شنغهاي 7,72 بالمئة إلى 2746,61 نقطة، بينما انخفضت سوق المال في شينزن، ثاني بورصة في الصين القارية 8,41 بالمئة إلى 1609,00 نقطة، في أول جلسة لهما بعد فترة توقف طويلة بسبب عطلة راس السنة القمرية.

وحدث ذلك مع أن السلطات الصينية أعلنت الأحد اجراءات لطمأنة المستثمرين.

فبين الاقتصاد المشلول والمصانع والمحلات التجارية المغلقة ومستقبل تلفه الشكوك وتراجع الثقة، أعلن البنك المركزي الصيني أنه سيضخ اعتبارا من الإثنين 1200 مليار يوان (156 مليار يورو) للحد من تأثير الوباء.

وأوضح البنك المركزي في بيان أن هذا التدخل يهدف إلى الحفاظ على "سيولة معقولة ووافرة" للنظام المصرفي، وكذلك التأكد من استقرار أسواق الصرف.

في الخارج، أعلنت دول مجموعة السبع أنها ستتشاور لتقديم "رد موحد" على الوباء، حسما أعلنت وزارة الصحة الألمانية الأحد.

واتخذت دول عدة إجراءات وقائية. وقد منعت الولايات المتحدة واستراليا ونيوزيلندا والعراق واسرائيل والفيليبين دخول الأجانب الذين زاروا الصين مؤخرا من دخول أراضيها.

وأثارت إجراءات الولايات المتحدة خصوصا استياء الصين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيانغ إن الولايات المتحدة "لم تقدم مساعدة مهمة" وكانت "أول من قام بإجلاء طاقم قنصليته في ووهان وتحدث عن سحب جزئي لطاقم سفارته وفرض قيود دخول على المسافرين الصينيين".

وأضافت شونيانغ في حوار مع صحافيين على شبكة "وي شات" الصينية للتواصل الاجتماعي "لم تتوقف عن بث الذعر ما يمثل نموذجا سيئا جدا". من جهتها، أغلقت منغوليا وروسيا والنيبال حدودها البرية مع الصين.

التعليقات