إصابات جديدة في اليونان ولبنان والكويت وارتفاع عدد الوفيات في إيطاليا

اتسعت خريطة انتشار فيروس كورونا المستجد لتشمل مزيدا من الدول خلال الساعات الأخيرة، وسط اكتشاف حالات إصابة جديدة في كل أنحاء العالم، في حين واصلت دول عربية اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحته

إصابات جديدة في اليونان ولبنان والكويت وارتفاع عدد الوفيات في إيطاليا

(أ ب)

اتسعت خريطة انتشار فيروس كورونا المستجد لتشمل مزيدا من الدول خلال الساعات الأخيرة، وسط اكتشاف حالات إصابة جديدة في كل أنحاء العالم، في حين واصلت دول عربية اتخاذ إجراءات صارمة لمكافحته، مع ارتفاع عدد الإصابات في الدول الأوروبية ووصول الفيروس إلى أميركا اللاتينية انطلاقا من إيطاليا، فيما يعقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مؤتمرًا حول أزمة تفشي فيروس كوفيد- 19.

وعربيًا، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية تسجيل الإصابة الثانية بفيروس كورونا المستجد لدى لبنانية وصلت من إيران، على متن الطائرة ذاتها التي أقلت الحالة الأولى.

وأعلنت الكويت تسجيل حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع عدد المصابين إلى 26، وسط إجراءات سريعة لمواجهة الفيروس الذي تسلل إلى البلاد مؤخرا.

وأوروبيًا، سجلت في إيطاليا حالة وفاة جديدة مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، لترتفع الحصيلة في هذا البلد إلى 374 إصابة و12 وفاة، وفق ما أعلنت إدارة الحماية المدنية الإيطالية.

وأعلنت السلطات الصحية اليونانية عن أول إصابة بفيروس كورونا الجديد لمواطنة مقيمة في ولاية سالونيك. وأوضح رئيس قسم الأمراض المعدية في وزارة الصحة اليونانية، سوتيريس سكودراس أن السيدة المصابة كانت قد زارت إيطاليا قبل فتر وجيزة، وأن الفرق الصحية وضعت أفراد أسرتها وأقرباءها في الحجر الصحي في وحدات خاصة.

كما أعلنت السلطات الفرنسية، وفاة أول مواطنيها نتيجة إصابته بفيروس كورونا، ليرتفع عدد قتلى الفيروس في البلاد إلى شخصين منذ ظهوره في الصين.

وفي أميركا الجنوبية، أعلن وزير الصحة البرازيلي عن أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجدّ في البلاد وهو رجل من ساو باولو (جنوب شرق) زار إيطاليا، وهو أيضًا أول حالة في أميركا اللاتينية.

من مدينة ساو باولو البرازيلية (أ ب)

وقال الوزير البرازيلي لويس إنريكي مانديتا، في مؤتمر صحافي، "لدينا تأكيد لحالة إصابة" وهو رجل يبلغ 61 عاماً، أصبح أول مصاب في أميركا اللاتينية التي كانت حتى الآن بمنأى عن الوباء الذي ظهر أولاً في الصين في كانون الأول/ديسمبر.

لبنان: تسجيل إصابة ثانية

وأكدت وزارة الصحة اللبنانية في بيان "تسجيل حالة ثانية مثبتة مخبريًا مصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19"، موضحة أن المريضة كانت في زيارة دينية إلى إيران وعادت إلى لبنان في 20 شباط/ فبراير "على متن الطائرة نفسها التي كانت على متنها الحالة الأولى".

وخضعت المصابة، وفق البيان، للعزل في المستشفى بعد أربعة أيام من وصولها إلى لبنان و"وضعها الصحي مستقرّ حالياً". علما بأن لبنان كان قد أعلن، الجمعة الماضي، تأكيد أول إصابة للبنانية (45 عاماً) وصلت على طائرة من مدينة قم الإيرانية.

"كورونا" تعطل الدراسة في الكويت أسبوعين

هذا وأعلنت السلطات في الكويت عن تعطيل الدراسة بداية آذار/ مارس، ولمدة أسبوعين، بما يشمل الطلبة والهيئة التدريسية، خشية من تداعيات فيروس كورونا بعد تسجيل إصابات في البلاد.

وقال رئيس مركز التواصل الحكومي، الناطق باسم الحكومة طارق المزرم، في تصريح صحافي، إنه تقرر عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء الاستثنائي، تعطيل الدراسة في جميع المدارس والجامعات والكليات الحكومية والخاصة لمدة أسبوعين، اعتبارا من الأول من آذار/ مارس المقبل.

ويأتي القرار عقب إعلان وزارة الصحة، في وقت سابق، ارتفاع عدد المصابين بفيروس "كورونا" إلى 26 حالة، بعد تسجيل 8 إصابات جديدة. وقالت الوزارة، عبر حسابها على تويتر: "نعلن عن تأكيد إصابة 8 حالات لمواطنين كويتيين بفيروس كورونا، مرتبطة بالسفر إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

12 حالة وفاة بفيروس كورونا المستجد في إيطاليا و374 إصابة

وفي إيطاليا، أوضح مدير إدارة الحماية المدنية أنجيلو بوريلي، خلال مؤتمر صحافي في روما "بلغ العدد الإجمالي للمصابين بفيروس كورونا 374 شخصًا، أي 52 إصابة إضافية عن الأمس. ومن بين 374 مصابًا، سجلنا 12 حالة وفاة وحالة شفاء واحدة".

وأضاف "سجلت آخر وفاة في إيميليا رومانيا (شمال)، وهو مريض من لودي (في لومبارديا شمال غرب إيطاليا، أكثر منطقة ينتشر فيها الفيروس في البلاد)، يبلغ من العمر 69 عامًا وكان يعاني من مرض تنفسي في السابق".

وأشارت حصيلة رسمية سابقة مساء الثلاثاء إلى إصابة 322 شخصُا ووفاة 10 أشخاص. وغالبية من توفوا هم مسنون كانوا يعانون أصلاً من أمراض خطيرة، كما أشارت إدارة الحماية المدنية. ومنذ بداية انتشار الفيروس، أجرت السلطات الإيطالية 9462 فحصًا، 95% منها كانت نتيجتها سلبية.

وأفادت إدارة الحماية المدنية أن السائحة الصينية التي سجلت لديها وزوجها أول حالتي إصابة بالفيروس على مستوى إيطاليا، قد شفيت من المرض. ووضع الزوج في العناية الفائقة لفترة بعد تدهور حالته.

وتبقى لومبارديا حيث تقع ميلانو العاصمة الاقتصادية للبلاد، المنطقة التي تشهد أوسع انتشار للوباء في إيطاليا، مع 258 حالة إصابة. وسجلت فيها أيضاً أولى حالات إصابة لدى أطفال بينهم طفل عمره 4 سنوات وطفلان يبلغان 10 سنوات وآخر يبلغ من العمر 15 عامًا. لكن تبقى عوارضهم طفيفة.

يلي لومبارديا إقليم فينيتو مع 71 حالة، وحيث سجلت أول حالة وفاة لمواطن إيطالي وأوروبي الجمعة. وتسجل منطقة إيميليا رومانيا 30 حالةً إصابة تتركز خصوصًا حول مدينة بياتشنزا القريبة من لومبارديا.

ويوجد كذلك 3 إصابات في بيمونتي (شمال)، وإصابتان في توسكانا (وسط) وكذلك في ليغوريا (شمال غرب)، وإصابة في ترينتينو ألتو أديجي (أقصى شمال إيطاليا)، و3 إصابات في صقلية (جنوب) وإصابة في ماركي (جنوب شرق).

وبالإجمال، طال الوباء 9 أقاليم في إيطاليا، تضاف إليها منطقة روما حيث سجلت 3 حالات لدى وافدين من الخارج، هم سائحان صينيان وشاب عائد من الصين.

ترامب يعقد مؤتمرا حول الـ"أزمة"

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيتحدّث عن أزمة فيروس كورونا المستجد خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض عند الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي للعاصمة واشنطن (01:00 فجر الخميس)، متهمًا الديمقراطيين ووسائل إعلام مثل "سي إن إن" بالمبالغة وبإلحاق الضرر بالأسواق.

واتهمهم ترامب بـ"العمل على تقديم فيروس كورونا بأسوأ ما يمكن، ما يخلق حالة هلع في الأسواق"، معتبراً أن الديمقراطيين "يتكلمون كثيرًا" دون أن يفعلوا شيئًا. وسيعقد ترامب مؤتمره الصحافي إلى جانب مسؤولين في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.

من أمام ورصة وال ستريت (أ ب)

ويولي ترامب أهمية قصوى للأداء الاقتصادي في حملته للانتخابات الرئاسية، فيما سجلت بورصة وال ستريت الإثنين والثلاثاء تراجعُا نتيجة المخاوف من فيروس كورونا المستجد.

ويأتي المؤتمر الصحافي غداة إعلان السلطات الصحية الأميركية توقعها انتشار الفيروس في الولايات المتحدة، داعيةً المدارس والشركات والحكومات المحلية إلى اتخاذ إجراءات احترازية مثل إلغاء المناسبات العامة.

وتخشى السلطات الأميركية أيضًا من أن يهدد الوباء إمدادات الدواء إلى الولايات المتحدة، كون العديد من المواد المستخدمة في إعدادها تصنع في الصين حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى.

في المقابل، اتهمت إيران الولايات المتحدة، عدوتها اللدودة، ببث "الهلع" بشأن فيروس كورونا الجديد الذي خلف 19 وفاة محليا، وهي ثاني أكبر حصيلة وفيات بعد الصين. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، أن الوضع "يتحسن" لكنه دعا مع ذلك الإيرانيين إلى الحد من تنقلاتهم.

وأعلن تسجيل أربع وفيات بين 44 إصابة جديدة اكتشفت في الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأصابت عدوى الفيروس نحو 140 شخصا بينهم نائب وزير الصحة في إيران التي شدد معظم جيرانها إجراءات التنقل وعمليات الحجر الصحي.

نائب وزير الصحة الإيراني المصاب بكورونا خلال مؤتمر صحافي (أ ب)

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماع حكومي، غداة دعوة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو طهران لأن "تقول الحقيقة" بشأن الفيروس، "علينا ألا نسمح لأميركا بأن تضيف لكورونا، فيروسًا اسمه الهلع".

وأضاف "الأميركيون أنفسهم لديهم صعوبات في مواجهة كورونا. 16 ألف شخص توفوا (في الولايات المتحدة) بالأنفلونزا، لكنهم لا يتحدثون عن موتاهم".

"مراسلون بلا حدود" تتهم ايران بالتستر على تفشي فيروس كورونا

وعلى صلة، اتهمت منظمة "مراسلون بلا حدود"، السلطات الإيرانية بالتستر على معلومات حول تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أودى رسميا بـ19 شخصا في هذا البلد منددة أيضا بقمع الصحافيين المستقلين.

وذكرت المنظمة "تؤكد السلطات أنها تسيطر على الوضع لكنها ترفض كشف العدد الدقيق للمصابين والمتوفين وتمنع الصحافيين من القيام بعملهم".

وكتبت المنظمة "في 23 شباط/ فبراير استدعي الصحافي المستقل محمد مساعد وخضع للاستجواب أمام عناصر جهاز استخبارات حرس الثورة بعد نشر رسائل حول الوباء على مواقع التواصل الاجتماعي".

وأكدت الإفراج عنه لكن تم إغلاق حسابيه على تويتر وتلغرام وكذلك حجز هاتفه النقال وجهاز الكمبيوتر الخاص به.

والأربعاء، أعلنت إيران عن أربع وفيات جديدة ما يرفع إلى 19 عدد المتوفين و139 إصابة. وبؤرة الفيروس في إيران مدينة قم على بعد 150 كلم جنوب غرب طهران.

وتستند المنظمة إلى تصريحات النائب عن قم أحمد أمير العبادي فارهاني الذي أكد الإثنين أن الوباء أدى إلى وفاة 50 شخصا في مدينته متهما وزارة الصحة بالتأخر في الإعلان عن تفشي الفيروس.

وقال المسؤول عن المكتب المحلي للمنظمة رضا معيني "منذ عام تحجب الجمهورية الإسلامية المعلومات عن الأزمات والكوارث - فيضانات واحتجاجات شعبية وإسقاط طائرة بوينغ أوكرانية". وأضاف أن "حجب المعلومات قد يقتل".

ويبلغ عدد إصابات فيروس كورونا المستجد حتى الآن نحو 80 ألفًا، وأدى إلى وفاة أكثر من 2700 شخص حول العالم، بحسب حصيلة لمنظمة الصحة العالمية. وخارج الصين، ينتشر فيروس كوفيد 19 في نحو 40 دولة حيث تسبب بوفاة نحو 50 شخصًا، وإصابة نحو 2800.

التعليقات