ذُعر أوروبي من تدفق اللاجئين.. وإردوغان يتوعد بالمزيد

تواصلت محاولات طالبي اللجوء التدفق إلى اليونان عبر الحدود مع تركيا بهدف الوصول إلى أوروبا، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي، اليوم الأربعاء، أن أوروبا لن "ترضخ للابتزاز" الذي تمارسه تركيا في قضية الهجرة وستظل حدودها "مغلقة" أمام المهاجرين الذين ترسلهم أنقرة.

ذُعر أوروبي من تدفق اللاجئين.. وإردوغان يتوعد بالمزيد

تواصلت محاولات طالبي اللجوء التدفق إلى اليونان عبر الحدود مع تركيا بهدف الوصول إلى أوروبا، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي، اليوم الأربعاء، أن أوروبا لن "ترضخ للابتزاز" الذي تمارسه تركيا في قضية الهجرة وستظل حدودها "مغلقة" أمام المهاجرين الذين ترسلهم أنقرة.

وواصل طالبو اللجوء محاولاتهم لاجتياز الحدود عبر البر وباستخدام القوارب المطاطية لاجتياز النهر الحدودي بين تركيا واليونان، فيما أظهرت مقاطع فيديو استخدام الأمن اليوناني الرصاص الحي لمنع طالبي اللجوء من اجتياز الحدود في تجاهل واضح للاتفاقيات الدولية.

وكانت تركيا التي تحاول الحصول على المزيد من الدعم الغربي في سورية في مواجهة النظام السوري وحليفته روسيا، قد فتحت حدودها مع اليونان الجمعة لإفساح المجال أمام المهاجرين الراغبين في بلوغ أوروبا المتواجدين على أراضيها، بالمغادرة.

في المقابل، ذكرت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا يوهانسون، أن "حماية الحدود" في الاتحاد الأوروبي يجب أن تتم "في إطار احترام الحقوق الأساسية" مشيرة إلى أن اليونان تواجه وضعا "استثنائيا".

وكانت يوهانسون ونائب رئيس المفوضية مارغاريتيس سكيناس يردان على انتقادات لمنظمات غير حكومية تتعلق بتدابير صارمة اتخذتها أثينا على الحدود لمواجهة تدفق آلاف اللاجئين والمهاجرين.

وأعلنت يوهانسون المكلفة بملف الهجرة، خلال مؤتمر صحافي "بالتأكيد علينا حماية حدودنا الخارجية وبالتأكيد يجب أن يتم ذلك بشكل مناسب وفي إطار احترام الحقوق الأساسية". وقالت "الحدود الأوروبية ليست مفتوحة ويجب ألا تفتح".

وأضافت "كل ما يحصل عند حدودنا الخارجية يجب أن يحصل طبقا للقانون" فيما وقعت صدامات جديدة الأربعاء بين لاجئين وشرطيين على الحدود اليونانية.

ودعا سكيناس إلى توخي "الحذر" بشأن الصور التي يتم التداول بها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأعرب عن "الثقة" بأن أثينا قادرة "حتى في هذه الظروف الاستثنائية على التعامل مع الأزمة طبقا للقانون".

وبحسب السلطات التركية قتل مهاجر وأصيب خمسة بالرصاص الحي للقوات اليونانية أثناء محاولتهم عبور الحدود. ونفت أثينا ذلك "نفيا قاطعا".

وشدد سكيناس على الضرورة الملحة لأن يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق حول إصلاح سياسته للجوء فيما عليه أن يقدم مع يوهانسون في الأسابيع المقبلة مسودة معاهدة جديدة حول الهجرة واللجوء.

وقال "أتجرأ أن أقول إنها ستكون فرصتنا الأخيرة. لا يمكن أن تفشل أوروبا مرتين حول هدف بهذه الأهمية" داعيا أيضا إلى رصد وسائل كافية لمراقبة الحدود في الموازنة المقبلة الطويلة الأجل للاتحاد الأوروبي وهي حاليا قيد الدرس.

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، في تغريدة على تويتر، أنّ عدد طالبي اللجوء، الذين عبروا الأراضي التركية إلى اليونان 135 ألفا و844 حتى الساعة 09.00 من صباح اليوم بالتوقيت المحلي لتركيا.

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان: "حدود اليونان ومنطقة شنغن مغلقة، وسنضمن بقاءها مغلقة" رغم محاولات آلاف المهاجرين المتجمعين على الحدود التركية عبورها بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السماح لهم بالعبور إلى الاتحاد الأوروبي.

وأضاف لودريان أن على إردوغان "توضيح نواياه مع حلفائه في حلف شمال الأطلسي بدلا من المطالبة بالدعم بعد اتخاذه خطوة أحادية في سورية". وأضاف "نحتاج إلى إجراء مناقشة عامة صريحة وجدية مع تركيا لنعرف أين يقف كل طرف وأين تكمن مصالحنا المشتركة، وإلا لن نخرج من هذه" الأزمة.

"على الاتحاد الأوروبي دعم تحرك تركيا في سورية إذا أراد حلا لأزمة الهجرة"

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس التركي أنه على الاتحاد الأوروبي دعم تحركات تركيا الهادفة إلى حل النزاع في سورية إذا أرادت وضع حد لأزمة الهجرة، ما اعتبره العديد من المسؤولين الأوروبيين "ابتزازا مرفوضًا".

وقال إردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة "إذا أرادت الدول الأوروبية تسوية المشكلة، فعليها حينئذ أن تقدم دعمها للحلول السياسية والإنسانية التركية في سورية".

والأربعاء جرت صدامات جديدة على الحدود اليونانية التركية حيث أطلق مهاجرون الحجارة في اتجاه شرطيين يونانيين كانوا يطلقون القنابل المسيلة للدموع لقمع المهاجرين.

وفي خطابه اتهم إردوغان الدول الأوروبية وبينها اليونان بـ"الدوس" على حقوق الإنسان عبر "ضرب وإغراق زوارق وحتى إطلاق النار" على المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا.

وقال "اليونانيون الذين استخدموا كل الوسائل لمنع المهاجرين من دخول أراضيهم، وصلوا إلى حد إغراقهم أو قتلهم بالرصاص الحي ويجب ألا ينسوا أنهم قد يحتاجون هم أيضا للتعاطف في أحد الأيام".

التعليقات