الجامعات الغربية قد تخسر أكبر مموليها.. الطلاب الصينيين

تتعرض جميع القطاعات حول العالم لضربات اقتصادية فعلية أو محتملة نتيجة الإجراءات الاحترازية ضد تفشي فيروس كورونا المستجد، ومنها الجامعات الغربية التي قد تتعرض لخسائر فادحة بحسب تقرير جديد صادر عن "نيويورك تايمز" الأميركية

الجامعات الغربية قد تخسر أكبر مموليها.. الطلاب الصينيين

(أ ب)

تتعرض جميع القطاعات حول العالم لضربات اقتصادية فعلية أو محتملة نتيجة الإجراءات الاحترازية ضد تفشي فيروس كورونا المستجد، ومنها الجامعات الغربية التي قد تتعرض لخسائر فادحة بحسب تقرير جديد صادر عن "نيويورك تايمز" الأميركية.

وأعدت الصحيفة تقريرا بهذا الصدد يتمحور حول نقطة واحدة أساسية، وهي أن الجامعات الأميركية والبريطانية والأسترالية قد تتعرض لأزمة تمويل جديّة بسبب "عزوف" مرجح للطلاب الصينيين عنها، والذين يعتبرون من مصادر الدخل الأساسية لهذه الجامعات.

(أ ب)

وقالت الصحيفة إن الجامعات في البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية، وخاصة بريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة، أصبحت معتمدة بشكل متزايد على الرسوم الدراسية التي تحصل عليها من الطلاب الصينيين، وهو نموذج أعمال يمكن للفيروس تفكيكه.

وقال خبراء إن تأجيل الامتحانات في الجامعات الغربية، وانتشار حظر السفر، وازدياد الاستياء بين الطلاب الصينيين وذويهم من إجراءات احتواء الفيروس الضعيفة التي تتخذها الدول الغربية، وأنظمتها الصحية غير الشاملة نسبيا، قد تتسبب بهبوط معدّلات التسجيل في الجامعات في الأعوام المقبلة، ما قد يؤدي إلى خسارة هذه الجامعات مليارات الدولارات.

وبات المحللون يتحدثون الآن عن احتمالات لإجراء عمليات إنقاذ حكومية للتعليم العالي إذا بقي الطلاب الصينيون في منازلهم، والذين يتميزون بدفع رسوم دراسية باهظة تمكن هذه المؤسسات من تفعيل كليّات كثيرة أقل ربحية.

(أ ب)

وقالت الصحيفة إن بعض الطلاب الصينيين في الجامعات البريطانية، عبروا عن غضبهم من أن جامعاتهم تتصرف بشكل أكثر حسما لنقل الدروس عبر الإنترنت وإلغاء نشاطاتها الكبرى التي تجمع أعدادا كبيرة من الطلاب، مشيرين أيضا إلى خوفهم من التعرض لاعتداءات عنصرية.
ومع احتواء الصين للفيروس كما يبدو، فإن الطلاب الصينيين باتوا يعودون إلى منازلهم، في ظل تزايد تفشيه في بريطانيا.

وفي أستراليا، حيث بدأ العام الدراسي في نهاية شباط/ فبراير الماضي، أجبر حظر دخول كل من كان في الصين، عشرات آلاف الطلاب الصينيين على البقاء في بلادهم. ومع ذلك، انتشر المرض في أستراليا، ويخشى المحللون الآن أن حظر السفر القادم سيأتي بأمر من الصين، والتي قد تطالب رعاياها بعد السفر للدراسة في دول يتفشى كورونا بها.

وفي الولايات المتحدة، تغاضت عمليات الإغلاق السريعة عن مساعدة الطلاب الدوليين وعن حاجتهم للعودة إلى بلادهم بأسعار معقولة.

وقال محللون إن هذه الأخطاء والحسابات الخاطئة، وغيرها، أثرت على سمعة الجامعات الأجنبية في الصين. وهي تُضاف إلى الضرر الذي ألحقته الحرب التجارية الأميركية الصينية، بالجامعات الأميركية بسبب القيود الجديدة على تأشيرة دخول الخريجين الصينيين. والأضرار التي تسبب بها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي للجامعات البريطانية، من حيث تمويل الأبحاث وبرامج التبادل الطلابي.

الجامعات الغربية ليست جاهزة لعزوف الصينيين عنها

قالت الصحيفة إن مديري الجامعات باتوا يدركون الآن وجود احتمالات عالية لعزوف الصينيين عن التعلم في الخارج في ظل ما وصفته بـ"عصر الفيروس"، ناهيك عن دفع الرسوم الباهظة جدا للجامعات الأميركية والبريطانية والأسترالية.

وقال أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة ولاية أريزونا ومدير سابق لكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، كريغ كالاهون: "أعتقد أن هذا سوف يؤدي إلى تفاقم الشعور الذي يتزايد منذ أعوام بأن بريطانيا (والولايات المتحدة بدرجة أقل) ليست وجهة رائعة للطلاب الدوليين، وخاصة الطلاب الصينيين. ويمكن أن تنخفض الطلبات والقبول بشكل سريع، وأعتقد أن عددًا قليلاً جدًا من جامعات بريطانيا قد خططت لذلك".

(أ ب)

وتسعى الجامعات البريطانية في الأعوام القليلة الماضية، بشكل متزايد، إلى جذب الطلاب الصينيين، وسط تراجع التمويل الحكومي، إلى جانب انتقال الطلاب الهنود للالتحاق بالجامعات الأميركية بدلا منها. وفي العام الماضي وحده، التحق أكثر من 120 ألف طالب صيني في الجامعات البريطانية، وبات يشكل الصينيون خمس تعداد الطلاب في الجامعات الكبرى.

وبحسب تقديرات متواضعة، فإن مجموع الرسوم التي يدفعها الصينيون لهذه المؤسسات، يبلغ نحو 1.75 مليار دولار سنويا، وانخفاض تعدادهم بالجامعات قد يعني أن بعض هذه المؤسسات ستُفلس.

وكان أكثر من 400 ألف طالب صيني يدرس في الولايات المتحدة العام الماضي، و200 ألف طالب في أستراليا.

وفي المقابل، قامت الصين المستميتة لملء الجامعات التي أُفرغت بفعل سياسة الطفل الواحد التي استمرت لعقود، بتحسين جودة نظام التعليم العالي الخاص بها في الأعوام القليلة الماضية، مما قد يغري بعض الطلاب بالبقاء في بلادهم في المستقبل القريب خصوصا أنها نجحت بمحاربة الفيروس.

التعليقات