تنديد أوروبي بقرار ترامب ضد الصحة العالمية ومحاولات لتجاوز الإغلاق

غوتيريش: "ليس الوقت المناسب لتقليص تمويل عمليات منظمة الصحة العالمية"* وزير الخارجية الألماني: "أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة وخصوصا منظمة الصحة العالمية"* دول أوروبية تحاول فتح مرافقها منعا لركود اقتصادي

تنديد أوروبي بقرار ترامب ضد الصحة العالمية ومحاولات لتجاوز الإغلاق

الدنمارك تعيد فتح المدارس جزئيا، اليوم (أ.ب.)

نددت دول عديدة ومسؤولون دوليون بقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتعليق تمويل الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية، الليلة الماضية، في وقت يشهد فيه العالم انتشار وباء كورونا والمعروف أيضا باسم كوفيد-19، وسعي دول أوروبية لتخفيف إجراءات العزل وتحريك اقتصادها المهدد بركود، بسبب الوباء.

وبرر ترامب تعليق التمويل الأميركي لمنظمة الصحة بمزاعم حول "سوء الإدارة" في مواجهة الوباء، الذي انطلق من الصين، في نهاية العام الماضي، ويواصل انتشاره في العالم، حيث تجاوز عدد الإصابات في العالم المليونين وتقترب حصيلة الوفيات من 130 ألفا.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بقرار ترامب وعبر عن أسفه الشديد، مؤكدا أنه "ليس الوقت المناسب لتقليص تمويل عمليات منظمة الصحة العالمية" التي "يجب أن تلقى دعما لأنها أساسية لجهود العالم من أجل كسب الحرب ضد كوفيد-19".

كذلك نددت الصين وألمانيا بقرار واشنطن، أكبر مساهم في المنطقة مع أكثر من 400 مليون دولار سنويا. وعبر الاتحاد الأفريقي عن أسفه "بشدة" لقرار ترامب.

وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إنه "علينا العمل بتعاون وثيق ضد كوفيد-19". وأضاف أن "أحد أفضل الاستثمارات هو تعزيز الأمم المتحدة وخصوصا منظمة الصحة العالمية، التي ينقصها التمويل مثلا لتطوير وتوزيع معدات الفحص ولقاحات".

وزعم ترامب أن منظمة الصحة العالمية منحازة لمواقف الصين، التي تقول واشنطن إنها أخفت خطورة الفيروس، عندما ظهر في كانون الأول/ديسمبر الماضي. وادعى أن ذلك عرقل احتواء الوباء "في مصدره بعدد قليل من الوفيات".

أوروبا: عودة خجولة عن الإغلاق

في هذه الأثناء، أعادت المدارس في الدنمارك اليوم، الأربعاء، فتح أبوابها بشكل خجول بعد شهر على الإغلاق بسبب انتشار فيروس كورونا، حيث طلب الالتزام بإبقاء مسافة مترين بين طاولات التلاميذ. لكن بعض الاهالي اعتبروا هذا القرار سابقا لأوانه.

ووسط إجراءات صحية مشددة، تتمثل بقياس حرارة الجسم وغرف تصويت خاصة للذين يعانون من حمى ومراكز تصويت للذين يخضعون لحجر، بدأ الناخبون في كوريا الجنوبية التصويت، صباح اليوم، في اقتراع تشريعي يتوقع أن تكون المشاركة فيه كبيرة رغم تهديد فيروس كورونا.

ورغم إجراءات العزل في العالم، التي تطال نصف البشرية تقريبا، وتراجع الضغط عن المستشفيات في غالبية الدول الأوروبية، يواصل الوباء حصد الأرواح والتسبب بتداعيات اقتصادية "كبرى"، كما وصفها صندوق النقد الدولي.

وأعلنت المانيا تمديد الإجراءات السارية لمواجهة الوباء، حتى 3 أيار/مايو المقبل، فيما بدأت دول أوروبية باعادة فتح خجولة لبعض المتاجر لتحرك الاقتصاد.

وسمحت إيطاليا، المتوقفة عن العمل منذ أكثر من شهر، بفتح بعض المحلات التجارية المحدودة جدا.، وبينها المكتبات. وقالت ماريليا دي جوفاني، التي أعادت فتح أبواب مكتبتها في سيراكوزا، لوكالة الأنباء الإيطالية، إن أول كتاب باعته كان "العجوز الذي يقرأ روايات حب" للكاتب التشيلي، لويس سيبولفيدا، الذي أصيب بكورونا المستجدّ.

لكن مناطق عدة في إيطاليا اتخذت قرارات بتمديد إغلاق المكتبات، وخصوصا روما وتورينو ونابولي وميلانو، وهي تضم 40% من السكان.

وفي النمسا، فتحت الحدائق والمحلات التجارية الصغيرة. واستعادت جادة فافوريتين التجارية في فيينا حيويتها، على الرغم من تأثير إجراءات صحية مفروضة على الحركة فيها، إذ يصطف عدد كبير من المتسوقين أمام المحلات التجارية وتفصل مسافات كبيرة بينهم.

وفي إسبانيا، عاد قسم كبير من العمال إلى العمل في المصانع والورشات أول من أمس، الإثنين، بعد أسبوعين من توقف شبه تام للاقتصاد الذي اقتصر نشاطه على "القطاعات الأساسية".

وقدمت جمهورية التشيك من جهتها خطة لتخفيف إجراءات العزل على مراحل، اعتبارا من 20 نيسان/أبريل الحالي. وكانت فرنسا الأولى بين الدول المتضررة التي تحدد موعدا، هو 11 أيار/مايو المقبل، لبدء تخفيف إجراءات العزل تدريجيا.

وأضيف حدثان كبيران إلى لائحة النشاطات التي ألغيت بسبب انتشار كورونا، وهما إلغاء الدورة السابعة بعد المئة من طواف فرنسا للدراجات الهوائية، الذي أرجئ إلى 29 آب/أغسطس المقبل، ودورة 2020 من مهرجان كان السينمائي الذي يمكن أن يتخذ "أشكالا جديدة".

وإلى جانب الوفيات، تسبب الوباء بأزمة اقتصادية نادرة. وقالت كبيرة اقتصاديي صندوق النقد الدولي، جيتا غوبيناث، إنه "من المرجح جدا أن يشهد الاقتصاد العالمي هذا العام أسوأ ركود منذ الكساد الكبير" الذي حدث في ثلاثينات القرن الماضي.

وفي الولايات المتحدة، وفي محاولة للحد من الخسائر، وقعت إدارة ترامب وشركات الطيران الأميركية، أمس، اتفاقا مبدئيا حول خطة إنقاذ تهدف إلى تجنيب هذه الشركات الإفلاس وتسريح الموظفين.

التعليقات