موجة جديدة من الجراد الصحراوي تغزو شرق أفريقيا

تتعرض سبل عيش الملايين من الأشخاص المستضعفين في شرق أفريقيا للخطر وذلك جراء انتشار الجراد الصحراوي في شرق أفريقيا، ويعمل أشخاص مثل صاحب شركة المروحيات، بوريس بولو للحد من انتشاره، والعمل على احتواء هذه الأزمة.

موجة جديدة من الجراد الصحراوي تغزو شرق أفريقيا

(أ ب)

تتعرض سبل عيش الملايين من الأشخاص المستضعفين في شرق أفريقيا للخطر وذلك جراء انتشار الجراد الصحراوي في شرق أفريقيا، ويعمل أشخاص مثل صاحب شركة المروحيات، بوريس بولو للحد من انتشاره، والعمل على احتواء هذه الأزمة.

تعاقد بولو مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، حيث يساعد في رصد وتحديد أسراب الجراد ووضع علامات عليها لرشها بمبيدات الآفات التي تعد وسيلة السيطرة الفعالة الوحيدة.

وقال بولو، يوم الخميس الماضي، إنه "يبدو الأمر كئيبا لأنه لا توجد طريقة لقتل جميع الحشرات بسبب انتشارها في مناطق شاسعة جدا"، مضيفا أنه "لكن أساس المشروع هو تقليل" الضرر، وهذا العمل له تأثير بالتأكيد.

على مدى أشهر، كان جزء كبير من شرق أفريقيا عالقا في حلقة لا نهاية لها حيث أصبح ملايين الجراد بالمليارات، متغذيا على أوراق المحاصيل والأغصان التي تتغذى عليها الماشية المهمة للغاية للعديد من العائلات.

قال مركز التنبؤات والتطبيقات المناخية للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (ايغاد)، يوم الأربعاء الماضي في بيان إن "خطر التأثير الكبير على كل من المحاصيل والمراعي مرتفع للغاية".

في الوقت الحالي، يغطي الجراد الأصفر الصغير الأرض وجذوع الأشجار مثل سجادة متحركة، وينجرف أحيانا فوق التراب مثل حبيبات الرمل العملاقة.

وقال بولو إنه في الأسبوع ونصف الماضيين، تحول الجراد من جراد نطاط إلى أسراب أكثر نضجا يمكنها الطيران وخلال الأسبوعين المقبلين سوف تتمكن من قطع رحلة طويلة المسافة، مما يشكل أسرابا كبيرة يمكن أن تغطي الأفق إلى حد كبير. ويمكن أن يكون سرب واحد بحجم مدينة كبيرة.

بمجرد أن ينتقل الجراد جوا، سيكون من الصعب احتواءه، حيث يطير لمسافة 200 كيلومتر في اليوم الواحد.

قال بولو إن "الأسراب تأخذ اتجاه الرياح. لذا سوف تبدأ في دخول السودان وإثيوبيا وفي نهاية المطاف تدور حول الصومال". بعد ذلك، ستكون الرياح قد تحولت وستعود أي أسراب متبقية إلى كينيا.

وأضاف أنه "بحلول شباط/ فبراير، وآذار/ مارس من العام المقبل سيضع الجراد بيضه في كينيا مرة أخرى". ويمكن للجيل القادم أن يصل إلى 20 ضعف حجم الجيل السابق.

تتمثل المشكلة في أن كينيا وإثيوبيا فقط هما من يقوم بأعمال المكافحة بالمبيدات. وقال بولو إن "في أماكن مثل السودان وجنوب السودان، وخاصة الصومال، لا توجد وسيلة لمكافحة الحشرات، ولا يستطيع الناس الذهاب إلى هناك بسبب المشاكل التي تواجهها تلك الدول".

وكتب الخبير في مركز التنبؤات والتطبيقات المناخية بإيغاد، أبو بكر صالح بابكر، وزملاؤه في مراسلات نشرت في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" هذا الشهر أن "القدرة المالية المحدودة لبعض البلدان المتضررة والإغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا أعاقت المزيد من جهود المكافحة. بالإضافة إلى ذلك، أدى النزاع المسلح في الصومال إلى عدم إمكانية الوصول إلى بعض مناطق تكاثر الجراد".

وبما أن "التغيرات المناخية الأكثر حدة يمكن أن تزيد من احتمال تفشي الآفات وانتشارها"، فقد دعوا إلى نظام إنذار مبكر أفضل للمنطقة وحثوا البلدان المتقدمة على المساعدة.

وأعلن البنك الدولي في وقت سابق من هذا العام عن برنامج بقيمة 500 مليون دولار للبلدان المتضررة من أسراب الجراد الصحراوي التي انتشرت على نحو تاريخي، في حين طلبت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" أكثر من 300 مليون دولار.

وبين محلل المعلومات في مركز ايغاد للتنبؤات والتطبيقات المناخية، كينيث موانجي، إن رش المبيدات الحشرية في كينيا "قد أثمر بالتأكيد".

فقد كان هناك انخفاض حاد من الموجة الأولى من الجراد، ولا تقوم بعض المقاطعات التي شهدت "أسرابا ضخمة ومتعددة" بالإبلاغ عن أي شيء يذكر حاليا، وأضاف موانجي أن المناطق التي تشهد الموجة الثانية هي الأبعد عن مراكز التحكم.

كان الأمر أكثر صعوبة في إثيوبيا، حيث أنه على الرغم من رش المبيدات، وصلت أسراب الجراد الجديدة من الصومال وأجزاء من شمال كينيا. وقال موانجي إنه "للأسف وجدت كلتا الموجتين محاصيل في الحقل".

وقال بولو، لكن بدون أعمال المراقبة فإن الأسراب الكبيرة ستكون أكثر ضخامة.

يستهدف بولو وزملاؤه الجراد في الصباح الباكر قبل أن تغادر الحشرات بقعها وتبدأ الطيران في حرارة النهار. واستمر العمل منذ آذار/ مارس.

وقال بولو إنه "هذا البلاء جزء من الطبيعة. فهذه الحشرات تجدد المناطق في الواقع. إنها لا تقتل النباتات، بل تأكل الأوراق فقط. وكل شيء ينمو من جديد".

وأضاف "إنها لا تؤذي العالم الطبيعي، بل تضر ما يحتاجه البشر في العالم الطبيعي".

التعليقات