بريطانيا وأميركا وكندا تتهم روسيا بمحاولة اختراق تجارب لقاح كورونا

اتهمت الحكومة البريطانية، اليوم الخميس، "جهات روسية" بمحاولة إحداث بلبلة في انتخابات كانون الأول/ ديسمبر 2019، عبر تسريب وثائق بشأن المفاوضات التجارية بين لندن وواشنطن، بشأن اتفاق تجاري محتمل لفترة ما بعد "بريكست"، في موقع "ريديت" للتواصل الاجتماعي.

بريطانيا وأميركا وكندا تتهم روسيا بمحاولة اختراق تجارب لقاح كورونا

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين (أرشيفية - أ ب)

اتّهمت وكالة الأمن الإلكتروني البريطانية، اليوم الخميس، مجموعة من القراصنة الإلكترونيين قالت إنه من "شبه المؤكد" أنهم يعملون لحساب أجهزة الاستخبارات الروسية، بمحاولة سرقة معلومات تتعلّق بتطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).

وقال "المركز القومي للأمن الإلكتروني" في بريطانيا، إن المجموعة استهدفت أبحاثا تتعلّق بلقاحات كورونا في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا ومنظمات لتطويرها.

وأشار إلى أن السلطات الأميركية والكندية أكدت صحة المعلومات، بحسب ما أوردت وكالة "فرانس برس" للأنباء.

وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية للأنباء، أن بريطانيا والولايات المتحدة وكندا، قالت إن روسيا تحاول سرقة معلومات من باحثين يسعون للحصول لتطوير اللقاح، موضحةً أن "الدول الثلاث زعمت (...) أن مجموعة اختراق إيه بي تي 29، والمعروفة أيضًا باسم ’كوزي بير’، والتي يُقال إنها جزء من جهاز المخابرات الروسية، تهاجم مؤسسات البحث العلمي والأدوية المشاركة في تطوير لقاح فيروس كورونا".

وقالت "أسوشييتد برس"، إنه "من غير الواضح أيضًا ما إذا كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين يعرف عن اختراق أبحاث اللقاحات أم لا، لكن المسؤولين البريطانيين يعتقدون أن مثل هذه المعلومات ستكون ذات قيمة عالية".

وأوضحت أن المركز الوطني للأمن السيبراني في بريطانيا، نسّق هذا الإعلان، مع السلطات في الولايات المتحدة وكندا، مُشيرة إلا أنه "لم يتضح ما إذا كانت المعلومات قد سرقت بالفعل أم لا، لكن المركز الوطني للأمن السيبراني يقول إن المعلومات السرية للأفراد لا يُعتقد أنها تعرضت للخطر".

وحددت واشنطن "كوزي بير" على أنها واحدة من مجموعتي قرصنة مرتبطتين بالحكومة الروسية اقتحمت شبكة الكمبيوتر التابعة للجنة الوطنية الديمقراطية وسرقت رسائل بريد إلكتروني قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2016. وعادة ما تسمى المجموعة الأخرى "فانسي بير".

توضيحية (أ ب)

اتّهام بمحاولة إحداث بلبلة في انتخابات 2019

على صلة، اتهمت الحكومة البريطانية، اليوم كذلك، "جهات روسية" بمحاولة إحداث بلبلة في انتخابات كانون الأول/ ديسمبر 2019، عبر تسريب وثائق بشأن المفاوضات التجارية بين لندن وواشنطن، بشأن اتفاق تجاري محتمل لفترة ما بعد "بريكست"، في موقع "ريديت" للتواصل الاجتماعي.

وأطلقت الحكومة تحقيقا بشأن مصدر التسريبات، وذكر حزب العمال المعارض الرئيسي آنذاك، أن الملفات تثبت أن الحكومة البريطانية "ستبيع" هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى شركات أميركية، علما بأن تمويل الهيئة، كان من أبرز الملفات في الحملة الانتخابية قبل اقتراع 12 كانون الأول/ ديسمبر.

ووصف زعيم حزب العمال آنذاك، جيريمي كوربن، الاتهامات التي أشارت إلى أن روسيا نشرت التسريبات التي استخدمتها حملته على الإنترنت بأنها "نظرية مؤامرة" لكنه لم يوضح كيف حصل حزبه عليها، لكن وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، قال اليوم الخميس، إن الحكومة توصلت بعد "تحليل شامل" إلى أن هناك اشتباه قوي بأن المسألة كانت مرتبطة بروسيا.

وقال راب في تصريح خطيّ في البرلمان: "استخلصت الحكومة استنادا إلى تحليل شامل، أنه من شبه المؤكد أن أطرافا روسية حاولت التدخل في الانتخابات التشريعية عام 2019 من خلال نشر وثائق حكومية مسرّبة حصلت عليها بشكل غير مشروع، عبر الإنترنت"، بحسب "فرانس برس".

وقال راب عن التسريبات إنه "تم الحصول بشكل غير شرعي على وثائق حكومية حساسة تتعلّق باتفاق التجارة الحرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة قبل انتخابات 2019 التشريعية ونشرت على منصة (ريديت) للتواصل الاجتماعي".

وأضاف: "عندما لم تحظ هذه (التسريبات) بزخم، جرت محاولات إضافية للترويج عبر الإنترنت للمواد التي تم الحصول عليها بشكل غير مشروع قبيل الانتخابات العامة. وبينما لا يوجد دليل على حملة روسية واسعة النطاق ضد الانتخابات العامة، فإن أي محاولة للتدخل في عملياتنا الديمقراطية غير مقبولة على الإطلاق".

وأشار إلى وجود تحقيق جنائي جار يمنعه من الإفصاح عن أي تفاصيل إضافية، لكنه تعهّد بأن بريطانيا "سترد على أي أنشطة خبيثة"، وتدعم الخطوة التي اتّخذتها برلين ضد عملية قرصنة روسية محتملة للبرلمان الألماني في 2015، كما أعرب عن دعمه لتحرّك ألمانيا مؤخرا لفرض عقوبات على روسيا بعدما وردت أنباء عن أن جاسوسا تابعا للاستخبارات العسكرية الروسية استهدف كبار السياسيين بينهم المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل.

ورغم أن الاتهام لم يستهدف الكرملين مباشرة إلا أنه سيتسبب على الأرجح بتدهور العلاقات المتوترة أساسا بين لندن وموسكو.

وارتفع منسوب التوتر بين الطرفين بعدما اتّهمت بريطانيا روسيا بمحاولة اغتيال العميل المزدوج السابق، سيرغي سكريبال، في مدينة سالزبري الإنجليزيّة عام 2018.

ويتوقع أن يزداد التوتر الدبلوماسي بعد نشر تقرير طال انتظاره بشأن التدخل الروسي المحتمل في استفتاء بريكست الذي جرى عام 2016 من قبل لجنة الاستخبارات والأمن التابعة للبرلمان البريطاني في غضون أيام.

التعليقات