كورونا حول العالم: ترامب يتراجع عن استخفافه وأوروبا تتفق ماليا

أقرّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، للمرة الأولى بأن أزمة فيروس كورونا ستسوء في أجزاء من الولايات المتحدة، بينما يستعد الاتحاد الأوروبي لبدء تطبيق خطة إنعاش تاريخية.

كورونا حول العالم: ترامب يتراجع عن استخفافه وأوروبا تتفق ماليا

ترامب أثناء المؤتمر الصحافي (أ ب)

أقرّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، للمرة الأولى بأن أزمة فيروس كورونا ستسوء في أجزاء من الولايات المتحدة، بينما يستعد الاتحاد الأوروبي لبدء تطبيق خطة إنعاش تاريخية.

وصرّح ترامب، يوم أمس، في مؤتمر صحافي من البيت الأبيض أن "أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد ستسوء حتما، للأسف، قبل أن تتحسن"، في تغيير واضح للهجته بعد اتهامه منذ فترة طويلة بالاستخفاف بالفيروس.

وسجّلت الولايات المتّحدة حتى أمس الثلاثاء، لليوم الثامن على التوالي، أكثر من 60 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجدّ خلال 24 ساعة، ليصل الإجمالي إلى أكثر من 3,89 مليون إصابة، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز.

ولفت ترامب إلى تسجيل "زيادة مقلقة في حالات الإصابة بالفيروس في أجزاء كثيرة من جنوبنا" مشيرا إلى "حرائق كبيرة" بل إلى "وضع حرج للغاية" في فلوريدا.

وأضاف ترامب "نطلب من الجميع أنّه عندما لا تكونون قادرين على التزام التباعد الاجتماعي، ضعوا كمّامات"، بعد أن دافع حتى الآن عن "الحرية" الفردية في هذه المسألة.

وكتب ترامب على حسابه في "تويتر" "كثيرون يقولون إن وضع الكمامة عمل وطني حين تستحيل ممارسة التباعد الاجتماعي. ولا أحد أكثر وطنية مني"، مرفقا تغريدته بصورة له وهو يضع كمامة.

وأشارت منظمة الصحة للبلدان الأميركية إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة إلى حد بعيد الدولة الأكثر تضررا في العالم، فإن القارة الأميركية لا تُستبعد من أن تكون القارة الأكثر تضرّرًا، وحذرت المديرة، كاريسا إتيان، من أن "الوباء لا يظهر أي مؤشر على التباطؤ في المنطقة".

وسّجلت البرازيل، أكثر الدول تضررا في العالم بعد الولايات المتحدة، أكثر من 1300 حالة وفاة جديدة، ما يرفع عدد الوفيات إلى نحو 81,500 حالة وفاة لما يقرب من مليونين و160 ألف إصابة مؤكدة.

ويبدو الوضع مقلق كذلك في بوليفيا حيث ذكرت الشرطة أنها جمعت أكثر من 400 جثة من الشوارع والمنازل في أنحاء البلاد خلال الأيام الخمسة الماضية، 85 في المئة منهم قضوا من الفيروس.

وتجاوزت حصيلة الوباء 40 ألف حالة وفاة في المكسيك سبعة آلاف في كولومبيا، بينما سجلت بيرو أكثر من 350 ألف إصابة. في غواتيمالا، أودى الوباء بحياة وزير الصحة السابق خورخي فيلافيسينسيو، الذي أصيب بالفيروس أثناء احتجازه للمحاكمة بتهمة الفساد.

وأعلن مختبر "سينوفاك بايوتيك" لوكالة "فرانس برس" أن البرازيل ستكون أول دولة تطلق اختبارات المرحلة الثالثة للقاح ‘كورونافاك‘ الصيني ضد الفيروس. قالت طبيبة لم تكشف هويتها (27 عاما)، تم اختيارها لتلقي الجرعة "إنني سعيدة جدًا لأنني تمكنت من المشاركة في هذه التجربة، فنحن نعيش لحظة فريدة وتاريخية، وهذا ما دفعني لأن أكون جزءًا من هذا المشروع".

وتوصّل القادة الأوربيون في ختام قمة ماراثونية استمرت لأربعة أيام في بروكسل أمس الثلاثاء إلى اتفاق على خطة ضخمة لإنعاش اقتصادات دولهم بقيمة 750 مليار يورو.

وأعلن الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء أن الاتفاق يشكل بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي "اللحظة الأكثر أهمية منذ اعتماد اليورو"، واعتبرت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، التي ترأس بلاده الاتحاد حاليا، أنه "استجابة لأكبر أزمة يواجهها الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه".

والاتفاق الذي يأتي بعد جولات من المحادثات المعقدة، ينص بشكله النهائي على خفض حصة الإعانات من خطة الإنعاش، في بادرة تجاه الدول "المقتصدة" أي هولندا والسويد والدنمارك والنمسا، ومعها فنلندا.

من المؤتمر الأخير للاتحاد الأوروبي (أ ب)

وحددت قيمة الإعانات بـ390 مليار يورو مقابل 500 مليار يورو كانت مقررة بداية. وتعد هذه الإعانات مطلبا فرنسيا ألمانيا بشكل رئيسي، فكل من باريس وبرلين تريان بها رمزا للتضامن الأوروبي مع الدول الأكثر تضررا من الوباء مثل إيطاليا وإسبانيا.

ورحب رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال "بالإشارة المرسلة إلى الأوروبيين وبقية العالم"، داعيا إلى "التريث لأنه يجب تنفيذها".

وتتطلب الخطة الآن المزيد من المفاوضات التقنية بين الدول الأعضاء، إضافة إلى إقرارها في البرلمان الأوروبي الذي يبدأ مناقشاته المتعلقة بها الخميس.

وتوقع وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألتماير، أمس الثلاثاء عودة النمو في جميع دول الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2021، متحدثا عن "نبأ سار لملايين الأوروبيين".

التعليقات