الوباء لا ينتظر اللقاح

يتسارع التنافس الدولي حول العالم للتوصّل إلى لقاح ضد فيروس كورونا، مع إعلان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا إبرام عقود أوليّة لشراء ملايين اللقاحات، غير أنّ الوباء يسارع خطاه هو الآخر مع تسجيل أمس، الجمعة، رقمًا قياسيًا للإصابات اليومية.

الوباء لا ينتظر اللقاح

من هونغ كونغ (أ ب)

يتسارع التنافس الدولي حول العالم للتوصّل إلى لقاح ضد فيروس كورونا، مع إعلان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا إبرام عقود أوليّة لشراء ملايين اللقاحات، غير أنّ الوباء يسارع خطاه هو الآخر مع تسجيل أمس، الجمعة، رقمًا قياسيًا للإصابات اليومية.

ويعتبر شهر تموز/يوليو الماضي من أكثر الأشهر انتشارًا للوباء، فسجّلت الولايات المتحدة لوحدها أكثر من مليون و800 ألف إصابة الفيروس، أي ما يشكّل 41% من مجمل الإصابات، بحسب رصد لـ"فايننشال تايمز"، اليوم، السبت.

كما أدّى انتشار الوباء إلى تراجع حادّ في اقتصادات الدول الكبرى، خصوصًا في الولايات المتحدة التي سجّل اقتصادها انكماشا يصل إلى أكثر من 30%.

وبعد ستة أشهر على إعلان حالة الطوارئ العالمية، اجتمعت لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، أمس، الجمعة، لتقييم الوضع. وأعلن مدير عام منظمة الصحة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن "هذه الجائحة أزمة صحية لا نشهد مثلها سوى مرة كل قرن وسنشعر بآثارها لعقود".

من المسجد الأقصى المبارك احتفالاب العيد (أ ب)
من المسجد الأقصى المبارك احتفالاب العيد (أ ب)

وحتى اليوم، أصيب 17 مليون شخص في العالم بالفيروس، الذي تسبّب بوفاة ما لا يقل عن 673 ألفا و أشخاص، والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررًا في عدد الوفيات والإصابات، إذ سجلت 153 ألفا و268 وفاة، أي حالة وفاة كل بضع دقائق، تليها البرازيل مع 91263 وفاة فالمكسيك التي سجلت 46688 وفاة ثم بريطانيا مع 46119 وفاة، وتخطّت كولومبيا الجمعة عتبة الـ10 آلاف وفاة، في حين أعلنت كل من فيتنام وجزر فيدجي عن أول وفاة بالفيروس.

سباق طبّي

من الناحية الطبية، تتكثف التحالفات للتحقق من الحصول على لقاح ضد الفيروس، وتشتد المنافسة وهو دليل على السباق المحموم بين الدول لإنتاج لقاح.

وشكّك خبير الأمراض المعدية البارز، أنطوني فاوتشي، وهو، أيضًا، عضو خلية مكافحة فيروس كورونا في الولايات المتحدة، أمس، الجمعة، في سلامة اللقاحات التي يتم تطويرها حاليا في روسيا والصين. وأعلن في جلسة استماع أمام الكونغرس الأميركي "آمل حقا في أن يختبر الصينيون والروس لقاحاتهم قبل استخدامها على أي فرد".

وأضاف مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية الذي يحظى باحترام كبير أن "الإعلان عن تطوير لقاح يمكن توزيعه حتى قبل اختباره يطرح في رأي مشكلة لكي لا أقول أكثر من ذلك".

وهذا الأسبوع أعلنت روسيا أنها ستبدأ اعتبارا من أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر الإنتاج الصناعي للقاحين ضد الفيروس، طوّرهما باحثون من مراكز حكومية. ولم تكشف موسكو البيانات العلمية التي تثبت فعالية لقاحاتها وسلامتها.

وأظهرت عدّة مشاريع لتطوير لقاحات نتائج مشجعة بينها مشروع صيني يتم بالتعاون بين معهد أبحاث عسكرية ومجموعة "كانسينو بيولوجيكس" لإنتاج الأدوية.

بينما أجاز الجيش الصيني نهاية حزيران/يونيو استخدام اللقاح في صفوفه حتى قبل بدء المراحل الأخيرة لتجربته.

وفي الجانب الأوروبي أعلنت شركتا "سانوفي" الفرنسية و"غلاكسو سميث كلاين" البريطانية، الجمعة، عن اتفاق مع الولايات المتحدة لتمويل بأكثر من ملياري دولار لتأمين 100 مليون جرعة للأميركيين. وحجز الاتحاد الأوروبي 300 مليون جرعة لمبلغ مالي غير محدد للعام المقبل.

من جهتها، وقّعت اليابان اتفاقا مع تحالف "بايونتك-بفايزر" الألماني-الأميركي للحصول على 120 مليون جرعة لقاح.

ويثير هذا التنافس الحاد جدلا لأنه يطرح مسألة حصول الدول ذات المداخيل المنخفضة على لقاحات.

تراجع اقتصادي

أمّا على الصعيد الاقتصادي، فالتوقعات العالمية التي تأثرت بالقيود وتدابير العزل في دول عديدة، سيئة جدا، وسجّلت منطقة اليورو في الربع الثاني تراجعا تاريخيا نسبته 12,1% من إجمالي الناتج الداخلي كما أعلن المكتب الأوروبي للإحصاء الجمعة. ففي فرنسا، بلغ التراجع في الفصل الثاني 13,8% وإسبانيا 18,5% وألمانيا المحرك الاقتصادي لأوروبا 10,14%.

وفي الولايات المتحدة تسبب العزل بتراجع إجمالي الناتج الداخلي بـ32,9% خلال الفترة نفسها على عام. ومقارنة مع الفصل الثاني من 2019 بلغ التراجع 9,5%.

من إسبانيا (أ ب)
من إسبانيا (أ ب)

وأعلنت مجموعتا "إكسون موبيل" و"شيفرون"، الجمعة، عن خسائر ضخمة في الفصل الثاني من العام الجاري، في حين سترغم الآفاق الاقتصادية الضعيفة بسبب كورونا قطاع الصناعة النفطية على زيادة خفض النفقات.

وأمام وباء يبدو أن انتشاره لن يتوقف، تجدد السلطات التدابير الصحية بشكل مشتت.

واتخذت دول أوروبية تدابير حجر حيال دول أخرى أو منطقة في الاتحاد الأوروبي، كبريطانيا حيال إسبانيا بسبب عودة تفشي الوباء، ما فاجأ آلاف السياح الذين كانوا في البلاد.

ودفع موسم الصيف مع تسجيل درجات حرارة خانقة في أوروبا الغربية، بالسلطات إلى تذكير "أولئك الذين يتهافتون إلى السواحل أو يتخلون عن كماماتهم، بأنّ الوباء لم يختف"، وفي اليونان مدد حتى نهاية آب/أغسطس العزل المفروض على المهاجرين في المخيمات المكتظة في حين يزداد عدد الإصابات في البلاد.

وقررت لندن تأجيل المرحلة المقبلة من رفع العزل في بريطانيا والتي كانت مقررة السبت، لأسبوعين على الأقل، مع إعادة فتح بعض الأماكن العامة.

وأوصت الدنمارك بوضع الكمامات في وسائل النقل العام، في تغيير لنهجها المعتمد.

التعليقات