"البيت الأبيض ضغط لـ‘كتم‘ تقارير استخبارية حول التدخل الروسي بالانتخابات"

قال مسؤول رفيع في الاستخبارات الأميركية إنّ البيت الأبيض أمره بالكفّ عن إعداد تقارير بشأن التدخّل الروسي في الانتخابات الأميركية، والتركيز بدلاً من ذلك على التدخّلات الصينية والإيرانية، وفق ما جاء في شكوى رسمية قدّمها ونشرت مساء أمس، الأربعاء.

روبرت أوبراين، الأول من اليمين، كبار المسؤولين في إدارة ترامب (أ ب)

قال مسؤول رفيع في الاستخبارات الأميركية إنّ البيت الأبيض أمره بالكفّ عن إعداد تقارير بشأن التدخّل الروسي في الانتخابات الأميركية، والتركيز بدلاً من ذلك على التدخّلات الصينية والإيرانية، وفق ما جاء في شكوى رسمية قدّمها ونشرت مساء أمس، الأربعاء.

وكشف المسؤول الرفيع في مكتب الاستخبارات والتحليل في وزارة الأمن الداخلي، براين مورفي، أنّ القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي، تشاد وولف، أمره في أيار/ مايو 2020، بالكفّ عن إعداد تقارير استخبارية لتقييم مخاطر التدخل الروسي في الولايات المتحدة.

وقال في الشكوى إن وولف أبلغه بأن الأمر صادر عن مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، روبرت أوبراين.

وذكر مورفي أنه عُوقب بخفض رتبته في الأول من آب/ أغسطس، بعدما قاوم على مدى سنتين الضغوط لتحريف تقارير استخبارية لغايات سياسية.

وأضاف أنّ هذا الأمر شمل تضخيم مخاطر دخول إرهابيين إلى البلاد من المكسيك، والتقليل من شأن التهديد الذي تطرحه "القومية البيضاء" (السعي إلى الحفاظ على هوية عرقية وقومية بيضاء والتمسّك بها وتطويرها)، وكتم تقارير حول التدخّل الروسي.

وجاءت معاقبة مورفي بعد مجموعة إحاطات وتقارير أعدّها حول التدخّل الروسي في الانتخابات والأنشطة الروسية على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيّما بعد التحذير الذي وجّهه إليه وولف في أيار/ مايو.

واستُدعي مورفي للقاء وولف في 8 تموز/ يوليو الماضي، وجاء في الشكوى أنّ "وولف أبلغ مورفي بأنه يجب ‘كتم‘ التقارير الاستخبارية لأنها ‘تجعل الرئيس يبدو بمظهر سيّئ‘".

وبعد ذلك أقصي وولف مورفي عن الاجتماعات اللاحقة التي عقدت حول هذا الموضوع، وقلّل تقرير حول هذه المسألة من أهمية الأنشطة الروسية التي تبدو داعمة لجهود ترامب في سعيه للفوز بولاية رئاسية ثانية، وركّز في المقابل على أنشطة الصين وإيران.

وقال مورفي إنّه تمّ الاعتراض على تقييم رسمي للمخاطر التي تتهدّد الأمن الداخلي أعدّه مع آخرين في آذار/مارس الماضي، بسبب تركيزه على أتباع نظرية تفوّق العرق الأبيض والروس.

وقال إنّ مسؤولاً آخر في وزارة الأمن الداخلي أبلغه بتعذّر توزيع التقرير بسبب مخاوف "تتعلق بكيفية ‘انعكاس‘ التقييم على ترامب".

ونقلت الشكوى، عن كين كوتشينيلي، القائم بأعمال مساعد وزير الأمن القومي، قوله في أيار/ مايو وحزيران/يونيو إنّه "يتعين على مورفي أن يعدّل تحديدًا القسم المتعلّق بتفّوق العرق الأبيض بطريقة تجعل التهديد يبدو أقلّ خطورة، وكذلك أيضًا تضمينه معلومات حول بروز مجموعات عنفية يسارية".

وتم تقديم شكوى مورفي لدى المفتّش العام في وزارة الأمن الداخلي. لكنّ لجنة الاستخبارات في مجلس النواب نشرت الشكوى واستدعت مورفي ليدلي بشهادته أمامها في 21 أيلول/ سبتمبر الجاري.

وقال رئيس اللجنة، آدم شيف، إنّ الشكوى تتضمّن "مزاعم خطيرة ومثيرة للقلق بشأن سعي ملتوٍ لمسؤولين كبار في البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي لتسييس معلومات استخبارية والتلاعب بها وحجبها خدمة لمصالح الرئيس ترامب السياسية". وأضاف شيف إنّ "هذا الأمر يعرّض بلادنا وأمنها لخطر بالغ".

التعليقات